تمكن شاطئ وفضاء المركز التجاري “أرديس” بالعاصمة، من احتجاز المرتبة الأولى في اختيارات العائلات العاصمية، خاصة منها محدودة الدخل، نظرا لموقعه بمحاذاة شاطئ البحر، حيث يفضل معظمهم الهروب من
الحر الشديد وضجيج المدن، من أجل الاستمتاع بنسمات البحر وقضاء وقت عائلي ممتع في الأكل والشرب دون أن يضطروا لدفع مقابل لذلك.
وخلال جولة استطلاعية قادت “الموعد اليومي” إلى المركز التجاري أرديس، لاحظنا وجود أعداد كبيرة من العائلات العاصمية التي لم يمنعها انتهاء شهر رمضان من الاستمرار في القدوم إلى هذا المكان، حيث تفضل غالبية العائلات جلب أشهى الأطباق الخفيفة والتقليدية لتناولها في فضاء أرديس الذي يحتوي على أماكن مخصصة للجلوس، وتناول المأكولات والمشروبات بعيدا عن ضغوطات العمل ومشاكل النقل والروتين اليومي بكل ما يحويه من متاعب.
محلات تجارية توفر الخدمة وتمنح فرص العمل

ولا يمكن للزائر هناك عدم ملاحظة الإقبال اللافت والكبير خاصة للعائلات التي اعتادت القدوم خلال شهر رمضان الفضيل، ولم يمنعها انتهاؤه من القدوم مجددا، ولكل من القادمين السر الذي سحره وجعله يواظب الحضور، فهناك من يفضل المجيئ إلى المكان من أجل تناول المثلجات رفقة عائلته، خاصة بوجود محلات صغيرة بدأت نشاطاتها في بيع المثلجات التقليدية والمعلبة، إضافة إلى قدوم أرباب أسر وشباب شغوفين بالنزول إلى شاطئ البحر القريب من المركز التجاري أرديس من أجل السباحة واستعمال الشيشة التي أصبحت موضة بالنسبة للكثيرين خلال السنوات الأخيرة تطبع سهراتهم، وهذا بعد الانتشار الكبير الذي عرفته في أوساط الشباب بالتحديد خلال السنوات الأخيرة، ونحن نتجول بالشاطئ وجدنا أنه من الصعب العثور على مكان شاغر للجلوس فيه وهو ما زاد من خلق أجواء متميزة تجعل لفصل الصيف وسهراته نكهة و رائحة تتغلغل في أعماق الجالس هناك.
التواجد الأمني شجع العائلات على القدوم
ساهم رجال الأمن بتواجدهم اللافت والمطمئن في جلب العائلات لفضاءات وشاطئ أرديس وسهرهم هناك إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، وهذا من أجل الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين الذين يتنقلون بأعداد كبيرة قصد التمتع بنسمات البحر وتناول ما لذ وطاب من أطعمة ومثلجات، إضافة إلى قيام عناصر الشرطة بدوريات عديدة لحماية العائلات من بعض التحرشات خاصة بوجود أعداد كبيرة من الشباب الذين قد يقومون بمعاكسة الفتيات، وهو ما يتسبب في حدوث مشادة كلامية تنتهي بشجار في بعض الأحيان.
..وللأطفال نصيبهم

وخصص القائمون على هذا المركز اهتماما خاصا بالأطفال، حيث تخصص هذه الفضاءات التجارية الكبرى حيزا كبيرا لمختلف الألعاب والنشاطات الترفيهية التي تجذب الصغار والكبار معا، حيث تخصص لهم مساحات واسعة مهيأة لهذه الفئة المحورية في العائلة الجزائرية، وتحظى سلسلة الألعاب التي تم تثبيتها في الهواء الطلق بمحيط المركز بإقبال كبير من الصغار الذين حضروا رفقة عائلاتهم من مختلف الولايات لاقتناص لحظات متعة وتسلية وفرح، وتشمل النشاطات الترفيهية أيضا على تنظيم حفلات وعروض فنية مختلفة ترضي مختلف الأذواق والرغبات.
وجهة من لا وجهة له
لم يعد التجوال في المركز التجاري “أرديس” مقتصرا على البحث عن الضروريات والكماليات فحسب، بل برزت ظاهرة جديدة في الآونة الأخيرة تتمثل في وجود مجموعات من الشباب، والفتيات والنساء، يقضون أوقاتا طويلة يتجولون دون غاية محددة، وفي هذا الإطار يقول “كمال” عامل بالمركز التجاري بـ “أرديس” إنه توجد أعداد كبيرة من زوار الفضاء يأتون إلى المركز دون غاية التسوق ولا يشترون أي بضاعة، وأضاف “هذا السلوك في تنامي مستمر، حيث يوجد الكثير من الزوار يطوفون أروقة المركز ذهابا وإيابا دون وجود أدنى رغبة للشراء لديهم”.