توصل القائمون على حديقة الحامة إلى رسم المحاور الهامة لكيفية الاعتناء بالحديقة الأثرية بغية إعادتها إلى التصنيف العالمي، بالتركيز على الثروة النباتية التي تحظى بها والتي تجعلها محط اهتمام من قبل المحافظة
الدولية للحدائق النباتية لما تتميز به من ندرة وكذا طول عمر الكثير منها بفضل المناخ الملائم لها، بعدما عمد المسؤولون عنها في السنوات الأخيرة إلى تهيئتها وإزالة بقايا الإهمال الذي أعقب سنوات العشرية السوداء وما تلاها من تذبذب وعدم استقرار في المؤسسة المكلفة بتسييرها حتى رسا الأمر على مصالح ولاية العاصمة التي عكفت منذ البداية على اعادة الاعتبار لها وحمايتها من الضياع، خاصة وأنها تشكل رئة العاصمة وتمثل ذاكرة حية لتاريخ الجزائر يمتد حتى أواخر العهد العثماني، ضف إليها الغنى الطبيعي في نباتاتها التي استقدمت قي القرن الماضي من كل بقاع العالم ومنها إفريقيا وجنوب أمريكا.
اهتدى القائمون على حديقة الحامة إلى طريقة للارتقاء بهذا المعلم الأثري المهم إلى مصاف التصنيفات العالمية، وهذا في أعقاب إنشاء مجلس علمي خاص بها يقوم على دراسة وإحصاء وكذا تصنيف ما تتوفر عليه الحديقة خاصة من جانب النباتات وحتى التماثيل ونقائص حديقة الحيوانات وغيرها من الموجودات التي يعود تاريخها إلى عقود طويلة، حيث وبعد نشاط دام أكثر من خمسة أشهر كلل بندوة دولية لتبادل الخبرات مع الأجانب من المحافظة الدولية للحدائق النباتية والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وممثلين عن اليونيسكو ومنظمة فاو وكذا برنامج الأمم المتحدة من أجل التنمية وغيرها من الهيئات العالمية، تم الاتفاق على الاستثمار في الثروة النباتية التي لا توجد مثلها في العالم، خاصة وأن الندوة تعتبر فرصة حقيقية مكنت هؤلاء من الوقوف على الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها الحديقة.
ويعكف المجلس العلمي حاليا على إحصاء أنواع نباتات الحديقة لتشكيل ملف لتصنيف الحديقة لإدراجه ضمن تقرير للمحافظة الدولية للحدائق النباتية، موازاة مع مشروع تبادل الكفاءات والحيوانات المهددة بالانقراض الذي تم المباشرة فيه بعد التوقيع على اتفاقية “خيريث” للحيوانات بإسبانيا.