بعدما كان من أشد المدافعين عن أطروحات الاستعمار وتسبّب في أزمة بين الجزائر وبلاده: كوشنير يتوب ويطالب باريس الاعتراف بجرائمها الاستعمارية في الجزائر

elmaouid

دعا وزير الخارجية الفرنسي السابق برنارد كوشنير سلطات بلاده إلى ضرورة الاعتراف بالجرائم الاستعمارية التي ارتكبتها بالجزائر على مدار 132 سنة، وهي خرجة تثير الكثير من التساؤلات من قبل وزير خارجية الرئيس

السابق نيكولا ساركوزي الذي أكد أنه من أشد المدافعين عن فكرة عدم الاعتراف وتسببت مواقفه في “أزمة دبلوماسية” بينه وبين الجزائر بسبب تصريحات أدلى بها وزير المجاهدين آنذاك الشريف عباس خلال زيارة رسمية لكوشنير إلى الجزائر.

فاجأ أبرز وزراء الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الجزائريين بل وحتى الفرنسيين بوصفه في حوار لجريدة “القدس العربي” الدولية جرائم بلاده بالجزائر بالمروعة، مستدلا بالقول إن هذه الوقائع والحقائق لا يمكن إخفاءها أو إنكارها، وعلى فرنسا الاعتراف بذلك، ويأتي هذا بعدما كان كوشنير يرفض الحديث في هذا الملف أيام الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، بل وعُرف وقتها بتصريحه الشهير “ستتحسن العلاقة بين فرنسا والجزائر عندما يرحل جيل نوفمبر، ورد عليه آنذاك كل من وزير المجاهدين شريف عباس ووزير الدولة وزير الداخلية نور الدين زرهوني حين قال “جيل الثورة لن يرحل”، وتسببت هذه التصريحات في شبه أزمة دبلوماسية بين الجزائر وباريس.

وأوضح كوشنير أن باريس ليس لها الجرأة للاعتراف بكل ما اقترفته من جرائم أثناء الحقبة الاستعمارية بالجزائر ولو فعلت، فأكيد أن هذا الأمر سيعمل على تحسين العلاقات بين البلدين، وسيحس أبناء الجيل الثالث والرابع من الفرنسيين من أصول جزائرية، بأن فرنسا تحترم بلد آبائهم وأجدادهم، ويعتقد كوشنير أن تصريحات مرشح سباق الإليزيه ماركون التي أدلى بها إلى الجزائر بخصوص الماضي الاستعماري الفرنسي بالجزائر ليست زلة لسان، بل هي، كما قال، محاولة استمالة الهيئة الناخبة الفرنسية من ذوي الأصول الجزائرية.