بعدما كان للمرح والذكرى… “السيلفي” مرض نفسي يحذر منه العلماء

elmaouid

مع انتشار الهواتف الذكية في العالم، ومع ظهور تكنولوجيا الجيل الثالث، أصبحت صور السيلفي سلوكا نراه كل يوم، وبأعداد كبيرة، وخاصة على موقعي التواصل الاجتماعي، وتعني “السيلفي” التقاط صورة لنفسك

باستخدام الهواتف الذكية، وحذر علماء نفس مؤخراً من أن التقاط الكثير من الصور الشخصية “السيلفي”، قد لا يكون مجرد حالة إدمان على التصوير الذاتي، بل أحد المؤشرات الأولية على الإصابة باضطرابات قد تؤدي إلى الاكتئاب ومحاولة إيذاء النفس بسبب عدم الشعور بالرضا عن المظهر الخارجي.

 

صور شخصية مواكبة للعصر

انتهى عصر الصورة الجميلة، لأن صور سيلفي لم تعد للذين يتأنقون ويرتدون أحسن الملابس، ليصورهم مصور محترف، ذلك لأن أي شخص أصبح الآن قادراً على أن يصور نفسه بهاتف ذكي، حيث ظهرت “الصورة الواقعية”، مثل شخص شبه نائم، يأكل، يشرب، يعطس، غاضب .. الخ، هذا ما قالته لنا منال طالبة في جامعة بن عكنون، وأبدت زينب زميلتها في نفس الجامعة رأيها بقولها “أنا أحب تصوير “السيلفي” وأقوم به من 6 إلى 20 مرة في اليوم خصوصاً في أوقات التأنق وأحياناً كثيرة بسبب الملل، وأقوم بمشاركة أغلب الصور عبر الانستغرام والفايسبوك للضحك، خصوصاً أن هذه المواقع تتابعها أغلبية فئات المجتمع، وأرى أن هذا التصرف ليس بمرض نفسي لأن البشر في الماضي اعتادوا على تصوير أنفسهم بمساعدة المصور في الأستوديو ولا يوجد فرق بين أن يتصور الشخص في أستوديو أو يتصور سيلفي، وأفضل هذه الأخيرة لأنها تشعرني بالمرح حين التقطها بنفسي، وأجد بأن من يقول عن “السيلفيين” بأنهم مرضى نفسيون هم أنفسهم مرضى لأن في اعتقادها من يقوم بالتصوير السيلفي هو شخص معجب بنفسه وأن صوره السيلفية تزيد من ثقته بنفسه.

 

وأعطت أيضا الطالبة صفاء رأيها وهي ليست من مدمني

“السيلفي”: “قليلاً ما أصور نفسي ولكن أحبذ التصوير مع الأصدقاء من أجل الاحتفاظ بالصور الجميلة ومشاركتها مع الأصدقاء أحياناً، وأرى بأن “السيلفي” شيء فطري في الإنسان، فطبيعة الإنسان عندما رأى انعكاسه لأول مرة في الماء قام بعمل حركات غريبة.. وحين تم اختراع المرآه فعل ذلك أيضاً وكذلك ينطبق هذا التصرف على “السيلفي”، إذاً فهو ليس مرضاً فمنذ اختراع الكاميرا والإنسان يحب التقاط الصور لنفسه وأحبائه، فهل كان ذلك مرضاً نفسياً”.

 

تقرير يقول بمرض المهووسين بـ “السيلفي”

وقال تقرير بأن الناس الذين يأخذون الصور الشخصية يقومون في كثير من الأحيان بالتقاط مجموعة كبيرة من الصور حتى يجدوا أفضل زاوية أو شكل، ثم يقومون بتفحص هذه الصور للتأكد من عدم ظهور العيوب التي يعتقدون بأنها كذلك وهذا يدل على وعي ذاتي كبير حول أدق التفاصيل، الأمر الذي يجعل الحالة مرضية.

وأظهرت أيضا الرابطة الأمريكية للطب النفسي أن التقاط صور “السيلفي” تدل على اضطراب نفسي، وقد قسمته إلى ثلاثة مستويات:

الخفيفة: التقاط الصور لا يقل عن 3 مرات في اليوم ولكن لا يتم نشرها على وسائل الاعلام الاجتماعية.

الحادة: التقاط الصور لا يقل عن 3 مرات في اليوم ويتم نشرها على وسائل الاعلام الاجتماعية.

المزمنة: لا يمكن السيطرة على الرغبة في التقاط الصور الذاتية على مدار الساعة ونشرها على وسائل الإعلام الاجتماعية أكثر من 6 مرات في اليوم.

 

أول من التقط صورة “سيلفي”

يبدو أن ظاهرة صور “السيلفي” ليست حديثة، فتؤكد عائلة بريطانية أنها وجدت صورة التقطت بطريقة “سيلفي” في العام 1962 لجدها وهو يلتقط صورة “سيلفي” له ولزوجته، وهو يستخدم ما يبدو وكأنه عصا “السيلفي”، هذه العصا التي اكتسحت الأسواق مؤخراً وتحولت إلى عدة أساسية وضرورية لكل المدمنين على التقاط الصور، وتحديداً خلال الاحتفالات والتجمعات، وهي عبارة عن عصا إكترونية ترتبط بالهاتف عن طريق البلوتوث وتلتقط صور “السيلفي” عن بعد، لكن في حين يعتقد الكثيرون أن هذا الاختراع حديث وآني، أثبتت هذه الصورة القديمة أن “عصا السيلفي” اختراع يعود على عام 1926، وهي السنة التي التقط فيها الجد صورة بواسطة العصا التي تظهر داخل الإطار الأبيض والأسود.

وحملت الصورة توقيعاً بعبارة: “التقطتها بنفسي، أكتوبر 1926” مما يؤشر على أن الناس كانوا يستخدمون “عصا السيلفي” منذ نحو 90 عاماً، ووجدت عائلة هذه الصورة في ألبوم قديم للعائلة، ويقولون إنها أصبحت الصورة الأكثر قيمة إلى قلبهم لأنها تدل على أن جدهم كان أول من استعمل عصا السيلفي وأيضا لأن الجد والجدة سعيدان جداً وهما يلتقطان الصورة.

وقال حفيد العائلة: “جدي لم يلتقط الكثير من الصور، لكن هذه الصورة مميزة لأنها كانت بعد عام واحد على زواجه، لدينا عدد قليل من ألبومات الصور في ذلك الوقت ولكن معظمها كانت عادية إلى أن عثرنا على هذه الصورة الفوتوغرافية في الخلف، من الواضح أنه كان يجرب شيئاً جديداً وقتها”.

ق. م