بعدما كانت مشروعا سياحيا واعدا… هكذا تحول مشروع كاليفورنيا الجزائر “تالين” إلى أكبر فضيحة احتيال

elmaouid

قبل حوالي شهرين من اليوم، كان المشروع السياحي “تالين” الذي وصف بكاليفورنيا الجزائر، الواقع بمنطقة شنوة بولاية تيبازة أكبر مقصد للمواطنين الراغبين في اقتناء قطعة أرضية بمنطقة سياحية، حيث كان الراغبون

في اقتناء قطع أرضية به ملزمين باتباع شروط معينة منها بناء شاليهات على الطريقة الأمريكية وعدم وضع أسوار إسمنتية.

 

هذا المشروع استقطب شريحة واسعة من المواطنين الذين استهوتهم صور المنطقة التي غزت موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، حيث راحوا يسارعون لجمع أموالهم لاقتناء قطع أرضية به واستغلالها كمشاريع مستقبلية عن طريق تأجيرها بأسعار خيالية خلال موسم الاصطياف، خصوصا وأن المنطقة تشهد إقبالا كبيرا للمصطافين خلال الفترة الممتدة بين شهر جوان وبداية سبتمبر، غير أن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن، حيث تمكنت فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بولاية تيبازة من وضع حد لنشاط مجموعة أشرار متكونة من 6 أفراد قامت بالنصب والاحتيال في بيع قطع أراضي للمواطنين.

وأوضحت فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بولاية تيبازة، أن هذه الشبكة “تقوم ببيع قطع أراضي على أنها تحوز على الوثائق اللازمة ورخصة البناء وتشترط بناء نسبة معينة من المساحة الإجمالية، حيث قامت بإجراء أزيد من 200 عقد نقل ملكية لا أساس له من الصحة”.

وتقوم عناصر هذه الشبكة بعرض إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي بموضوع مشروع سياحي يدعى “تالين”، وعند الاتصال بالرقم المرفق للإعلان يتم الرد من طرف أحد مسيري المشروع الذي يرافق الضحايا إلى مكان تواجد هذه القرية لغرض النصب عليهم، ويتم استقبالهم على مستوى مكتب ونقلهم إلى المكان المراد بيعه، أين يتم إظهار عقد وهمي وكذا مخطط للزبون “مقابل دفعه مبلغ مالي قدره 50000 دج كتسبيق مقابل وصل بالدفع والمبلغ المتبقي بعد 20 يوما”.

ومن خلال التحقيق وتكثيفا لعنصر الاستعلام، تمكنت فصيلة الأبحاث من “توقيف 6 أفراد من عناصر هذه الشبكة الذين تم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة تيبازة الذي أحالهم إلى قاضي التحقيق، هذا الأخير أمر بإيداعهم الحبس”، حيث تتم متابعتهم بتهمة “النصب والاحتيال، التعدي على الأملاك العقارية، تعرية أراضي غابية، البناء دون رخصة، إضافة إلى التزوير في محررات رسمية”.