بعدما اعتزلوا الأدوية .. جزائريون يستعملون البخور وخلطات عشبية لعلاج “كورونا”

بعدما اعتزلوا الأدوية .. جزائريون يستعملون البخور وخلطات عشبية لعلاج “كورونا”

حذر الأطباء، المجتمع من التعامل مع فيروس _كورونا_، باتخاذ خلطات عشبية مختلفة دون إدراك نتائجها على الجسم، خاصة وأن العديد من الوصفات المتداولة وسط النسوة، بعضها مستمد من مواقع أنترنت غير رسمية، تقدم وصفات لخلطات لم تثبت فعاليتها علميا، وقد يكون لها مساوئ في التعامل مع هذا الفيروس القاتل.

يعتمد بعض الجزائريين على  بعض الوصفات الشعبية وبعض أنواع البخور لتعقيم المنازل وخلطات من مواد وأعشاب، يعتقد بعض مستعمليها أنها تقوي مناعة جسم الإنسان، وتساهم في علاج مصابي _كورونا_ خلال 3 أيام، دون الحاجة إلى مراجعة المستشفيات، مما يشكل خطرا في حد ذاته، معتمدين بشكل كامل على الطب البديل  معتبرين إياه  الحل السحري، في حين لم تتوصل الدراسات المعمقة إلى حد الساعة، إلى إيجاد علاج فعال للقضاء على الفيروس.

 

الأسواق الشعبية لتقديم الوصفات والبخور

ظهر عدد من الباعة في شوارع العاصمة، بعضهم متمركز في الأسواق والشوارع الداخلية للأحياء، يعرضون سلعا مجهولة المصدر، ويبيعونها على شكل أعشاب طبيعية لا يفقه أحيانا بائعها محتواها أو مصدرها مثل  الأعشاب المجففة التي يدعون بأنها طبيعية تقوي مناعة جسم الإنسان، وتساعد على العلاج والوقاية من فيروس _كورونا_ المستجد، خلال أيام قليلة دون الحاجة إلى مراجعة المختصين أو الذهاب للمستشفيات أو استخدام الأدوية الطبية.

وهناك من يبيعون أيضا خلطات عشبية على شكل مسحوق، تعبأ في أكياس صغيرة موضوع عليها ملصقات، تشرح فعالية هذه الخلطات في علاج بعض الأمراض، لافتة إلى أن نشاطهم يزداد خلال أيام الأسواق الأسبوعية. وحسب الدكتور عبد الكريم دعاس  فإن الباعة المتجولين هم في الأصل تجار مخالفون للقانون، ليس لهم أي سجل تجاري يسمح لهم بمزاولة ذلك النشاط، لاسيما عرض منتجات يدعون أنها طبية، لذا يقول: _لابد من الحذر منهم، لأن هدفهم الوحيد هو تحقيق الكسب المادي السريع، مستغلين أزمة “كورونا” لعرض منتجات مجهولة الفعالية أو التأثير، على أنها خلطات من الطب البديل لتقوية مناعة الجسم، ويحاولون إقناع الآخرين بجدواها في معالجة أمراض مختلفة، باعتبار أن هذه الأمراض قد تشكل مضاعفات خطيرة على حياة المصابين بها عند تعرضهم للإصابة بفيروس “كورونا”.

عودة قوية للطب البديل

تستعيد السيدة باية، في العقد السادس من عمرها، ذكريات الماضي، وهي تعدُّ وصفات تقليدية شهيرة، كانت تعلّمها إياها والدتها في شبابها، لتعزيز مناعة أسرتها في مواجهة كورونا.

تعدُّ الحاجة باية يومياً أطباقاً تقليدية بأعشاب ونباتات طبيعية، تقطفها من مزرعتها، حيث تمكث مع زوجها وأولادها، هرباً من الضغط والصدمة اللتين أثارهما قرار الحجر الصحي الذي فرض على مدينة البليدة، والجزائر العاصمة، ومدن أخرى.

ومن أشهر الأطباق اليومية التي تعدها باية، دشيش الشعير بالبقول وزيت الزيتون، وبعد غسلها، وتقطيعها، تُطبخ في ماء وملح، ثم يُضاف إليها “الدشيش”، وتضاف إلى الطبق بعد سكب ملعقة أو أكثر من زيت الزيتون، لتجتمع عائلتها الصغيرة حول هذا الطبق التقليدي الذي لا تتقنه بنات الجيل الجديد.

تروي هذه السيدة، مستلهمة كلمات جدتها: “العودة إلى الأعشاب الطبيعية هي الحل لجميع الأمراض، لأن الأدوية قد تُعالج شيئاً، وتضرُّ شيئاً آخرا، وعواقب استخدامها قد تكون وخيمة، وقد يصاب المرء بالفشل الكلوي، بمرض القلب أو بالحساسية المفرطة”.

وتُضيف رتيبة: “الأعشاب الطبيعية هي مادة طبيعية آمنة، لا نخشى آثارها السلبية، وأثبتت نجاعتها في علاج عدة أوبئة وأمراض عرفتها الجزائر، أكثرها ما شهدته خلال الفترة الاستعمارية، على غرار الطاعون، الكوليرا، الجدري والتيفوس، وكانت هذه الأوبئة الأكثر فتكاً بالجزائريين بسبب توفر أرضية الفقر وسوء التغذية وانعدام النظافة”.

تشدّد باية على أن “تناول هذه الأطباق بشكل جماعي مع الأسرة من شأنه تحسين الحالة النفسية والمزاجية، وتخفيف حدة التوتر النفسي والضغط العصبي على أفراد العائلة”.

لمياء. ب