بسكرة… تظاهرة شعر بلا جدران تحتفي بشهداء الجزائر

بسكرة… تظاهرة شعر بلا جدران تحتفي بشهداء الجزائر

 

كانت قاعة الفكر والأدب، الثلاثاء، على موعد مع أمسية حطمت فيها كل الجدران، فكان حقا يوما لعالم بلا جدران، فقد طغى عيد الشهيد على الجلسة التي نشطها الأستاذ الشاعر رواغة بوبكر الذي تألق في التنشيط واضعا لمساته الجمالية من حين لآخر، فكان المستهل بالإستماع للنشيد الوطني، وبعده مباشرة تناول الكلمة الترحيبية الأستاذ مراد بن عيسى مدير دار الثقافة أحمد رضا حوحو فرحب بكل الشعراء والحضور الكرام، مبديا تأسفه واعتذاره الشديد للأستاذ أحمد دلباني على الخلل الذي حدث لحفل تكريمه المزمع عقده السبت الماضي 16 فيفري بذات القاعة، ليليه الأستاذ علاء الدين خمار نيابة عن السيد مدير الثقافة لولاية بسكرة الذي تغيب لظروف قاهرة، وقد بلّغ الأستاذ خمار بيت الشعر ممثلا في رئيسته السيدة لطيفة حرباوي اعتذار السيد مدير الثقافة عمر مانع….

لطيفة حرباوي التي تناولت بدورها الكلمة لترحب بالحاضرين مرة أخرى متأسفة على ما حدث من أجل تكريم الأستاذ دلباني، وتمنت ألا تتكرر مثل هذه التصرفات مستقبلا لأنها لا تخدم الواقع الثقافي مطلقا…

بعد ذلك أحيلت الكلمة للبرعمة استبرق نويشي التي وجهت كلمة نيابة عن كل الأطفال موجهة نداء من أجل تحطيم كل الجدران، وقد نالت كلمتها إعجاب الحاضرين الذين قابلوها بالتصفيق، ثم جاء دور المداخلات لتعتلي الدكتورة: أ. د. نعيمة سعدية أستاذة الأدب العربي “تحليل الخطاب” بكلية الأدب بجامعة محمد خيضر بسكرة التي أبدعت في طرحها لمداخلة بعنوان “الشعر لغة إنسانية” ليتحول الى عنوان آخر وهو: الشعر ذاكرة أوطان… الشعر إبداع وهوية وقد شد الحضور إنتباهم للطرح الجميل والتدرج السليم، مما جعل الحاضرين ممن تدخلوا أثناء المناقشة يثنوا على طريقتها ولباقتها. هذا، وقد كانت المداخلة أكثر ثراء بعد تدخلات كلا من: الأستاذة اعتدال دبابش، الشاعر الأستاذ: جنان بشير، القاص حركاتي لعمامرة، الشاعر جلال أحمد، المطرب والشاعر حسان بلعبيدي، الأستاذة عريش شوبيلة مديرة مدرسة، الدكتورة راوية حمزة، وأخيرا عمري عبد الرحمن.

وبعد هذه السلسلة من التدخلات، أجابت الدكتورة عليها إجمالا وبكل توضيح… وللإشارة فإن الدكتورة أتحفتنا في نهاية مداخلتها بقصيدة جميلة بعنوان: “وطن في القلب مسكنه”.

عقب ذلك جاء دور الشعر لتفتتح الجلسة الشاعرة: ياسمين غمري التي تحدت جدران المرض الذي ألم بها عقب وفاة والدتها هذا الحدث الذي أثر في حياتها كما قالت لتقرأ شيئا من خواطرها مع رثائية لوالدتها، وللحقيقة فإن هذه الشاعرة كانت ترفض الظهور إلا أن غلاوة بيت الشعر ومحبة الأستاذة لطيفة حرباوي جعلتها تتحدى المرض وتكون بيننا، نتمنى لها الشفاء من أعماق قلوبنا، بعدها جاء دور الشاعر: عز الدين خشعي الذي أبهر الحضور في قراءته لأربعة أبيات من أجمل ما كتب، لتليه الشاعرة فضيلة زميط التي قرأت قصيدة: متاهات، بعدها مونية لخذاري في ومضات بعنوان “ضوضاء صوت الروح”، ليليها مراد حركات في قصيدة “جدار الحروف”، أما أحمد جلال فقد قرأ حصريا آخر ما كتبه “إلى شهيد الوطن”، ثم حسين لقرع في ومضات من الشعر الشعبي، بعده محمد مرزوقي في سنفونية الفخر بعد الشهادة، ليليه حسان بلعبيدي في قصيدة: المرايا ليحين دور ابن باب الخوخة محمد الصغير رشيد في قصيدة من الشعر الشعبي “يوم الشهيد”، وأخيرا كان مسك الختام بالشاعر: بشير جنان الذي شنف أسماع الحاضرين برائعته: أنا القتيل وهذا القبر إحساسي…

وأخيرا، تم تكريم الدكتورة المحاضرة سعدية نعيمة لتعلن السيدة لطيفة حرباوي عن الإختتام الرسمي للأمسية التي تألق فيها مكتب بيت الشعر ببسكرة محطما كل الجدران، بمناسبة شهر الشعر لتضرب للحاضرين موعدا للإحتفال بذكرى وفاة الشاعر الكبير عمر البرناوي المصادفة ليوم 24 فيفري وانتظم الجميع في صورة جماعية مخلدة للحدث.

حركاتي لعمامرة