بسبب نقص تكوين القابلات وتراجع الرضاعة الطبيعية….. وفاة 35 ألف مولود سنويا ومشروع “المستشفيات أصدقاء الرضع” يتعثر

elmaouid

حذرت المنظمة العالمية للصحة الجزائر منذ 6 سنوات من تزايد ارتفاع نسبة الوفيات بين المواليد، إلا أن الاتحاد الوطني للقابلات كشف عن استمرار هذا الوضع بعد مرور هذه المدة، حيث بلغت الوفيات 35 ألف من مجموع مليون ولادة سنويا، ورجح الأخير أن يكون نقص التكوين في سلك القابلات وتراجع الرضاعة الطبيعية وراء الظاهرة.

تسجل مصالح الولادات عبر المؤسسات الاستشفائية وفيات المواليد بشكل يومي سواء لنقص التجهيزات أو التأخر في إسعاف الحوامل، إلا أن الأزمة الحقيقية وراء الظاهرة حسب ما صرحت به نائبة رئيسة الاتحاد الوطني للقابلات هادية قالوز لـ “الموعد اليومي” هو النقص الفادح للتكوين، فعلى الرغم من ضرورة رسكلة القابلات سنويا للتعرف على آخر التقنيات الحديثة في متابعة الحمل، إلا أن هذا لم يتجسد لحد الآن وبقيت القابلات يمارسن مهامهن بما يعرفنه منذ سنوات على الرغم من أن السلك شهد ثورة علمية خلال السنوات الأخيرة، كما أن وزارة الصحة تأخرت في الرد على مطلبهم بضرورة تكوين 800 ألف قابلة عبر الوطن.             

كما أن تراجع الرضاعة الطبيعية أصبح من الأسباب الرئيسية لوفاة المواليد حسب السيدة قالوز، فمن شأن الرضاعة الطبيعية أن تعود بالنفع على صحة الأم والوليد معا، فمن بين الأمراض التي بإمكان الأم المرضعة تفاديها، سواء بالنسبة لها أو لصغيرها إذا ما اعتمدت على الرضاعة الطبيعة بنسبة 100 بالمائة، كثيرة ومتعددة كالمساهمة في تخفيض نسبة الوفيات خلال الأشهر الأولى من حياة الرضيع، إلى جانب وقاية المولود من مختلف الأمراض غير المتنقلة، مثل داء السكري وداء ارتفاع الضغط الشرياني، إلى جانب أمراض القلب، وأضافت ممثلة القابلات بأن حرص الأم على إعطاء صغيرها حليبها الطبيعي عوض الاصطناعي يقلل بنسبة كبيرة من احتمال إصابتها مستقبلا بسرطان الثدي وكذا سرطان عنق الرحم.

 

مشروع بأهداف إيجابية يتعثر

يعد مشروع ”المستشفيات أصدقاء الرضع” برنامجا أطلقته وزارة الصحة في 2010 يشجع على التكوين والرضاعة الطبيعية، وتسخير فريق طبي متكامل بين أطباء وممرضين وقابلات وأعوان طبيين، حيث سبق واقترحت وزارة الصحة فتح 137 مستشفى من ذات النوع عبر الوطن، تهتم بترقية الرضاعة الطبيعية وتشجيعها، رغم أن ذلك الاقتراح جاء تبعا للطلب الدولي الخاص بتخصيص مستشفيات أصدقاء للرضع عبر مختلف دول العالم، خاصة بعد نجاح التجربة في عدة دول، إلا أنه لم يتجسد على أرض الواقع لغياب تام للتكوين الطبي في اختصاص الرضع، وسبق وراسل اتحاد القابلات الوزارة داعيا إياها إلى العمل أكثـر لتجسيد ذات المشروع الذي شهد نجاحا عبر عديد الدول الأجنبية، حيث بلغت نسبة الرضاعة الطبيعية في الدول الاسكندنافية، مثلا 90 بالمائة، بينما لم تعد تتجاوز 7 بالمائة عندنا.