جاء عيد الطفولة هذه السنة هادئا كغيره من الأعياد والمناسبات، التي تزامن إحياؤها مع انتشار فيروس كورونا واستمرار الحجر الصحي الذي تقرر تمديده إلى غاية 13 جوان الجاري.
اعتاد أطفال الجزائر إحياء عيدهم العالمي بالكثير من النشاطات الترفيهية والحفلات الخاصة بهم، وحتى بتنظيم خرجات عائلية للتنفيس عنهم، لكن كل هذا غير ممكن بسبب انتشار فيروس كورونا الذي ما زال يفتك بالأرواح، فجاء الفاتح من شهر جوان هذه السنة هادئا بلا ضجيج وشاحبا من غير ألوان، فمدن الملاهي مغلقة والحدائق العمومية أبوابها موصدة.
أطفال في الحجر وأمهات تحاولن صنع البهجة
“هجيرة” سيدة وأم لأربعة أطفال من القبة قالت إنها اعتادت اصطحاب أطفالها إلى دار الشباب بمنطقتها، حيث يتم تنظيم نشاط ترفيهي لمهرجين يقدمون عروضا رائعة للأطفال، وهو ما لا يمكن فعله هذه السنة بسبب الحجر الصحي الذي أكدت أنها التزمت به منذ 22 مارس الماضي، ما جعل أطفالها يشعرون بنوع من الملل، ولهذا فقد عمدت رفقة ابنتها الكبرى إلى تجهيز بعض الأغراض وتزيين صالون المنزل بالبالونات وحضرت نشاط أحد المهرجين المعروف بعروضه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعرضه على أطفالها هذا اليوم وتحتفل معهم بعيدهم في صالون منزلها، من جهتها، السيدة “سمية” قالت إنها نظمت مسابقة في الرسم لبناتها الثلاثة، وسيتم اختيار صاحبة أفضل رسم، وأكدت السيدتان أنهما استفادتا كثيرا من اقتراحات الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة بعد الاتصال بها، ما مكنهما من إمتاع وإفادة أطفالهما خلال الحجر الصحي.
متابعة نفسية للأطفال طيلة فترة الحجر الصحي
ويعاني الأطفال وعائلاتهم من ظروف استثنائية هذه السنة، وهو ما جعل الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة التابعة لمصالح الوزير الأول، تعمل ومنذ بدء بداية تطبيق إجراء الحجر المنزلي الوقائي على مستوى كل الولايات التي يخشى تفشي وباء كورونا وسط سكانها، على مرافقة العائلة والطفل نفسيا، من أجل ضمان الاستقرار النفسي له، بعد أن توقف وبشكل مفاجئ عن الدراسة وممارسة مختلف النشاطات التي دأب عليها، سواء كانت تعليمية، ترفيهية ورياضية، مما أحدث حالة من اللااطمئنان لدى العديد من الأطفال الذين يتصلون بشكل يومي على الرقم الأخضر 11-11 الذي وضعته الهيئة تحت تصرفهم.
ويقوم الأخصائيون على مستوى خلية الإخطار بالهيئة، بتقديم العديد من الإرشادات والنصائح لفائدة الأولياء والطفل خاصة، من أجل تحقيق توازن لدى الأخير يمكنه من اجتياز الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلد، دون آثار سلبية على نفسيته، جراء المكوث في البيت لساعات طويلة، بحيث يقترح هؤلاء جملة من النشاطات البسيطة التي يمكن ممارستها في البيت على غرار الرسم، تعلم اللغات، التمارين الرياضية البسيطة والألعاب الفكرية وكذا مراجعة الدروس حتى لا ينفصل الطفل تماما عن عالم المدرسة، وحتى يعود إلى مدرسته وزملائه وهو قد كسب الكثير طيلة فترة بقائه في المنزل احتراما للإجراءات الوقائية المتخذة من طرف الدولة، للوصول بالوطن والمواطنين بالدرجة الأولى إلى بر الأمان.
لمياء بن دعاس