بسبب عدم احترام قواعد النظافة وعدم تلقيح المواشي…. ارتفاع رهيب لإصابات الحمى المالطية بغرداية في 2016

elmaouid

الجزائر- عرفت معدلات الإصابة بأمراض الحمى المالطية لدى الإنسان والليشمانيا الجلدية (طفيليات تصيب جلد الإنسان) تزايدا ملحوظا في 2016 بولاية غرداية مقارنة بالسنوات السابقة، بحسب ما كشفت، الثلاثاء، مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات.

حيث بلغ عدد الإصابات بمرض الحمى المالطية التي تنتقل إلى الإنسان بالاتصال المباشر بالمواشي  واستهلاك الحليب الطازج أو مشتقاته لاسيما منها الجبن التقليدي المعروف محليا بـ”الكمارية” 1546 حالة في 2016، مقابل 427 في 205، بحسب ما تضمنته حصيلة للوضعية الوبائية إلى غاية نهاية السنة الفارطة التي أعدتها مديرية القطاع .

وتعود عوامل ارتفاع حالات الحمى المالطية لدى الإنسان بغرداية إلى عدم احترام قواعد النظافة والصحة ورفض بعض المربين تلقيح قطعان ماشيتهم  بحجة أن التلقيح (بدون أدلة) يتسبب في إجهاض لدى رؤوس قطعان الإناث  واستعمال من قبل العديد منهم حيوانات التخصيب (تيوس) حاملة للبكتيريا  مثلما كشف تحقيق وبائي أنجزته مصالح البيطرة بغرداية.

كما يعد الحليب ومنتجاته التي تسوق في الفضاءات الموازية بالمنطقة من العوامل التي ساهمت أيضا في زيادة معدلات الإصابة بداء البريسيلوز بغرداية، يضاف إلى ذلك تمادي المواطن في الاعتقاد بفائدة الحليب الطازج واستهلاكه دون غليه كما تمت ملاحظته.

وسجلت الحصيلة القياسية للإصابة بداء البريسيلوز في 2016 عبر أربع بلديات بسهل ميزاب (938 حالة) متبوعة ببريان (205) ومتليلي (184 حالة) والقرارة (150)  وفق ما أوردته حصيلة مديرية الصحة.

كما سجل ارتفاع “محسوس” في معدلات الإصابة بمرض الليشمانيا الجلدية التي تنقلها “ذبابة الرمل” والتي تم تشخيصها بولاية غرداية خلال السنة الماضية بعدد 385 حالة مقابل 254 إصابة في 2015.

كما أوضح مدير القطاع عامر بن عيسى أن توزيع حالات الليشمانيا الجلدية يتوافق أيضا مع الوضعية الوبائية للسنوات الخمس الأخيرة بالولاية  وفي مقدمتها منطقة القرارة (320 حالة) ومتليلي (22) وبريان (17) وغرداية (9 حالات) “

ويظل هذا النوع من الأمراض الجلدية منتشرا بهذه المنطقة على الرغم من وضع جهاز مكافحة ضد ناقلات الأمراض بهدف القضاء على البؤر والعوامل التي يحتمل أن تساعد على تطور ناقلات الأمراض الوبائية إلى جانب إنجاز شبكات الصرف الصحي وغيرها من محطات تصفية المياه المستعملة بتلك المناطق  وفق ما أشار  المسؤول نفسه.

وتظل هذه الأمراض من التحديات التي تواجهها الصحة العمومية والمشكلات الصحية التي تتسبب فيها  وتثقل كاهل الجماعات المحلية بفعل ما ينجم عنها من تفشي ظاهرة الغياب بقطاعات النشاطات الاقتصادية  وما تكلفه من أموال باهظة يتطلبها التكفل بالمرضى، كما ذكرت مديرية الصحة.