أنا سيدة متزوجة وأم لولدين، أعمل بمؤسسة تربوية منذ أكثر من عشر سنوات، ناجحة جدا في مجال عملي وأحظى باحترام الجميع، لكن الوضع معي تغير مؤخرا بسبب إصرار زوجي على مطلبه المتمثل في توقيفي عن العمل لخدمة أمه الكبيرة في السن والمريضة وتهديده لي بالطلاق إن استمر رفضي التوقف عن العمل لخدمتها
(خدمة أمه المريضة) خاصة وأنه وحيدها، أي ليس له إخوة آخرين يمكن أن يطلب منهم ذلك، وقد اقترحت على زوجي الاستعانة بخادمة بدل مطالبتي بتوقيفي عن عملي.
فكيف يجبرني زوجي على ترك عملي من أجل خدمة والدته رغم أن الاستمرار في مواصلة عملي بعد الزواج كان من بين شروطي قبله.
لا أخفي عليك سيدتي أنني لست ضد خدمة حماتي لكني أرفض ترك عملي لأنني بحاجة ماسة إليه لتأمين مستقبلي.
ومن جهة أخرى أنا ضد تخريب بيتي وتدميره، فأنا أريد أن أحافظ على بيتي وعلى عملي أيضا، لكن هذا أراه مستحيلا في ظل تهديد زوجي لي بالطلاق إن رفضت خدمة والدته.
لذا لجأت إليك سيدتي الفاضلة لتدليني على الحل الأرجح لمعاناتي وكيفية التصرف مع زوجي لإقناعه بالحفاظ على عملي دون تهديدي بالطلاق إن تمسكت بهذا المطلب وقبِل باقتراحي.
المعذبة: أم نور الإسلام من العاصمة
الرد: القارئ لمحتوى مشكلتك يتضح له أن زوجك لم يطلب منك الاستقالة من عملك وتركه نهائيا، بل مطلبه واضح وهو التوقف لفترة معينة لخدمة والدته المريضة والكبيرة في السن، ولا أدري لماذا تتمسكين بمطلبك وترفضين التوقف لفترة معينة عن العمل من أجل خدمة حماتك، خاصة وأن القانون في صفك ويمكنك أخذ عطلة إحالة على الاستيداع لمدة سنة، فماذا لو كانت أمك مكان حماتك واحتاجت إليك لخدمتها، هل تقفين إلى جانبها أم لا؟، أكيد، ستتركين كل شيء من أجلها وزوجك لم يخدعك بل كان عند وعده وتركك تستمرين في عملك بعد الزواج، لكن ظروف أمه الصحية أجبرته على طلب منك ترك عملك في هذه الفترة خاصة وأنه وحيدها، أي ليس له إخوة آخرين يمكن أن يطلب منهم ذلك، لذا فعاملي حماتك مثل أمك على الأقل في فترة مرضها، فسيأتي دورك أنت أيضا عزيزتي أم نور الاسلام وستجنين ثمار ما فعلت من إحسان لحماتك مستقبلا ولا داعي لأن تقترحي على زوجك أن يستعين بخادمة وأنت موجودة ويمكنك خدمتها بنفسك.
وفي هذه الحالة أنت أولى بالبقاء مع حماتك خاصة وأنك تسكنين برفقتها في بيت واحد وليس لها من الأبناء الذكور إلا زوجك، فعاملي حماتك كما تعاملين أمك وقفي إلى جانبها في هذه الظروف الصعبة، وتركك لعملك سيكون مؤقتا وستعودين حتما إلى عملك بعد تحسن ظروف حماتك الصحية.
ولا تجعلي زوجك يغضب منك لأنك ترفضين خدمة أمه، فمن شأن هذا التصرف أن يدفع زوجك إلى معاملتك بالسلب مستقبلا.
وثقي أن وقوفك إلى جانب حماتك في مثل هذه الظروف وتركك لعملك من أجلها سيرفع من قيمتك عند زوجك وأهله رغم أن ذلك من واجبك مثل واجبك مع أمك.
وهذا ما ننتظر منك أن تزفيه لنا عن قريب.. بالتوفيق.