دق سكان قرية الزرازرية الواقعة على ضفاف واد القصب التابعة إقليميا لبلدية الحمادية في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج، والتي تبعد عن مقر عاصمة البيبان بحوالي 15 كلم، ناقوس الخطر خوفا من انتشار الأمراض
والأوبئة في أوساطهم وبالأخص في أوساط فلذات أكبادهم، جراء حالة التلوث الكبيرة التي آل إليها هذا الوادي بالنظر لقلة التساقط والارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة، كما ساهم الوضع في تحول الوادي إلى مناخ خصب لتكاثر مختلف الحشرات الضارة وخاصة منها الناموس الذي يعد الناقل رقم واحد لمرض “الليشمانيوز” الخطير الذي يعرف انتشارا كبيرا بالجهة الجنوبية للولاية وخاصة ببلدية العش وما جاورها، كما أصبح الوادي مرتعا مناسبا للكلاب المشردة والحيوانات المفترسة.
سكان قرية الزرازرية أرجعوا السبب الرئيسي للكارثة البيئية الكبيرة المحتملة الوقوع إلى صب مياه الصرف الصحي لكل من بلديتي الحمادية وبرج بوعريريج بهذا الوادي، ما أدى إلى تلويث مياهه التي كانت إلى وقت قريب مصدرا للشرب وسقي الأراضي الزراعية التي كان يقتات منها سكان القرية التي تنتج أنواعا مختلفة من الخضر والفواكه، حيث حتم الوضع على الفلاحين العزوف عن خدمة الأرض ودفع في نفوسهم فكرة النزوح نحو المدن. سكان القرية ناشدوا السلطات الوصية من خلال نداء الاستغاثة هذا ضرورة إيجاد حلول عاجلة وجذرية لهذه الكارثة البيئية والإيكولوجية التي تهدد حياتهم بالدرجة الأولى وذلك قبل فوات الأوان، وطالب فلاحو القرية في ذات السياق بضرورة السماح لهم بحفر آبار ارتوازية من قبل مصالح الموارد المائية التي تمنعهم من ذلك بسبب تناقص منسوب المياه الجوفية، خاصة وأن الولاية تمر بمرحلة جفاف كبيرة.