بسبب تداعياته على جميع الأصعدة … “كورونا” يخلط ترتيبات العطلة السنوية للجزائريين

بسبب تداعياته على جميع الأصعدة … “كورونا” يخلط ترتيبات العطلة السنوية للجزائريين

أخلط فيروس كورونا ترتيبات الجزائريين  المتعلقة بالعطلة السنوية بسبب انعكاساته وتداعياته على الحياة العامة الاقتصادية والصحية وحتى الاجتماعية، وما رافق ذلك من تأجيل شهادتي البكالوريا و”البيام” وكذا غلق الحدود الجوية والبرية وتوقيف الرحلات، وهو ما أجّل كل البرامج والمخططات إلى حين عودة الحياة إلى سابق عهدها.

كان الجزائريون ولسنوات طويلة يقومون في مثل هذه الفترة من السنة بالتحضير لعطلهم الصيفية، من خلال حجز التذاكر وتأجير الشقق في المناطق الساحلية المطلة على البحر أو في الجبل سواء داخل البلد أو خارجها، وحتى التخطيط لتاريخ وضع طلبات العطل، غير أنّ الخوف من العواقب الاقتصادية والآثار الصحية لأزمة كورونا أجبر غالبية الجزائريين على التخلي عن عطلتهم السنوية، على الأقل حتى الوقت الراهن.

 

العطلة الصيفية ضرورة ولكن..

هذا، وتعد العطلة السنوية التي يأخذها تقريبا كل الموظفين خلال فصل الصيف أكثر من ضرورية لمختلف العمال والموظفين وكذا التلاميذ والأطفال الذين مروا بظروف صعبة في الفترة الأخيرة، خاصة من الناحية النفسية التي أثّرت عليهم كثيرا وتسببت في اضطرابات لنسبة معتبرة منهم.

لكن في ظل الظرف الذي تمر به البلد، يرفض غالبية الموظفين والمستخدمين التضحية بعطلتهم السنوية والاستفادة منها في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي لا تسمح لهم بحسن استغلالها بل تحبسهم بين أربعة جدران، وهو ما يعتبرونه ضياعا لها، فقرر الغالبية انتظار مرور الأزمة وعودة الحياة لسابق عهدها ثم الإستفادة من العطلة حتى يتسنى لهم الخروج والتنزه.

بدائل ترفيهية وحسب الإستطاعة

وتقف الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا حائلا دون الاستجمام على شواطئ البحر أو تأجير شقق وبيوت، مثلما تعود عليه كثيرون، لذا يحاول البعض إيجاد بدائل ترفيهية منزلية كالمسابح المتنقلة مختلفة الأحجام، فيما اختار بعض المحظوظين الارتماء في أحضان الطبيعة الساحرة وبحث كل واحد منهم عن مناطق سياحية يقضي فيها بضعة أيام لدى أقاربه أو والديه أو أصدقائه.

ميسورون ينتظرون عودة الرحلات و عمال بالكاد يوفرون لقمة العيش

وإذا كان بعض الميسورين ينتظرون بشوق كبير رفع الحجر الصحي وإعادة فتح الرحلات الجوية والبرية والبحرية للتنقل إلى وجهاتهم السياحية المعهودة، رغم ما يتملكهم من خوف من الإصابة بالعدوى خارج الوطن، فإن الكثير من العمال والتجار وكذا الموظفين تعتبر العطلة الصيفية بالنسبة لهم ضربا من الخيال، حيث تضرر الجانب المادي لكثير من العائلات التي باتت تجد صعوبة في تلبية احتياجاتها اليومية والأساسية، فما بالك بكماليات الحياة.

المعنيون بـ “البكالوريا” و”البيام”… لا مجال للترويح

وبين هؤلاء وأولئك علق تأجيل البكالوريا إلى نهاية شهر سبتمبر المقبل كل البرامج، حيث وجدت العائلات التي يحضر أبناؤها لاجتياز هذه الشهادة نفسها غير قادرة على استقطاع وقت قصير للترويح عن النفس أو التخطيط لأي رحلة داخلية أو خارجية.

 

مختصون.. الظرف فرصة لعودة بعض الأشغال المنزلية

ويدعو مختصون نفسانيون واجتماعيون الأولياء إلى أهمية اكتشاف مواهب الأبناء وتنمية المهارات الموجودة، سواء ما تعلق بالرسم أو المطالعة أو الكتابة، وتنمية المهارات الرياضية والتخفيف من الكماليات الموجودة داخل المنزل على حساب الألعاب، وهذا يؤدي إلى عدم تفريغ الطاقة التي يتمتع بها الأطفال.

كما يلفت هؤلاء الانتباه إلى إدماج الأطفال وشغل وقتهم ببعض الأعمال المنزلية التي يميلون إليها مثل أعمال المطبخ وترتيب المنزل، والعمل في حديقة المنزل، أو بعض الأشغال اليدوية والحرف التقليدية.

..ووكالات ترغب في تعويض ما فات

وكانت غالبية الوكالات السياحية تعلق آمالها على فصل الصيف للانتعاش وتعويض الركود والضرر الاقتصادي الذي طالها خلال أزمة كورونا، و رغم الترخيص لها باستئناف نشاطها، إلا أن استمرار تعليق الرحلات وكذا عدم القضاء على الفيروس جعل تعويض ما ضاع يبقى قيد المجهول.

لمياء. ب