دق سكان بلدية باب الوادي ناقوس الخطر إزاء التهديد الذي يتربص بهم والذي يرافق تساقط أولى أمطار الشتاء التي تجد في مواجهة سريانها نفايات وقاذورات سدت البالوعات التي من المفروض أن تنفذ المياه عبرها نحو
البحر، في وضع أثار مخاوف الكثيرين، خاصة أولئك الذين عايشوا “حملة” باب الوادي التي جرفت معها الأخضر اليابس، محذرين السلطات من تكرر الكارثة خاصة وأن فصل الشتاء على الأبواب.
أعاد سكان باب الوادي صور الكارثة التي عرفتها بلديتهم والبلديات المجاورة قبل 17 سنة، محذرين من احتمال تكرارها مع تكرار بعض من أسبابها ممثلة في انسداد البالوعات مجددا بفعل تنصل كثير من الجهات من مسؤولياتها تجاه ضرورة القضاء على كل مسببات الحادث الأليم، سواء من خلال تنقية وتطهير هذه البالوعات من القاذورات التي تجمعت على مستواها طوال الفصول الماضية أو على مستوى عدد من المواطنين المتورطين في سرقة هذه البالوعات المصنوعة من مواد يقبل عليها باعة الخردوات، حيث وبجهل منهم يرفعون من احتمال تجدد مثل هذه الكوارث التي تبدأ طبيعية وتتضاعف مع الأخطاء البشرية، داعين السلطات إلى التحرك في أقرب فرصة تشديد العقوبات على كل من يثبت تورطه في سرقة أغطية البالوعات حماية للمواطنين من الهلاك.
وحسب السكان فإن مشكل انسداد البالوعات لا يقتصر فقط على تلك التي تصرف مياه الأمطار وإنما امتدت لتطال شبكات الصرف الصحي التي بلغت من القدم ما يمنع عليها أداء عملها دون التعرض لعقبات تجعلها تتدفق إلى السطح بشكل مقزز أثار حفيظتهم، موضحين في هذا الشأن أن تدهور وقدم شبكة الصرف الصحي أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والجرذان التي وجدت في هذا المكان مأوى مناسبا لها، حيث أعربوا عن قمة استيائهم إزاء الوضعية الحرجة التي تعرفها أحياؤهم والناتجة عن تدهور قنوات الصرف المهترئة التي تتسرب منها المياه الملوثة من كل جهة، مما ينبىء بكارثة بيئية تنعكس مباشرة على صحتهم، حيث أن الوضع يزداد تدهورا من يوم لآخر، خاصة أن كمية المياه الملوثة تتضاعف بسبب انسداد البالوعات، مما جعل القاطنين يعيشون خطرا حقيقيا منذ سنوات وأصبحوا مهددين بعدة أمراض عن طريق المياه المتسربة من القنوات المهترئة نحو أقبية العمارات.
وجدد السكان مطلبهم في التدخل الفوري لتسوية هذا الاشكال الذي تتجاوز تداعياته مجرد احتجاج على الوضعية وإنما قد تودي بحياة العشرات كما سبق وأن وقع في يوم كئيب جرفت فيه المياه كل من اعترض طريقها، مشددين على تطهير مستعجل للبالوعات، ومعها تسوية إشكالية تدفق المياه القذرة في كل مكان بسبب اهتراء شبكة الصرف الصحي.