بسبب الومضات الإشهارية ووصفات مواقع التواصل الاجتماعي.. كورونا تنعش تجارة المكملات الغذائية

بسبب الومضات الإشهارية ووصفات مواقع التواصل الاجتماعي.. كورونا تنعش تجارة المكملات الغذائية

تعرف مختلف الصيدليات ندرة في المكملات الغذائية المساهمة في تقوية المناعة ضد الإصابة بفيروس كورونا، يتصدرها الزنك مع الفيتامين “سي”، بعد أن عرفت إقبالا واسعا خلال الأيام الماضية، أرجعه الصيادلة إلى الترويج لها في ومضات إشهارية، ما جعل المواطنين يتهافتون على اقتناء المضاد الحيوي “آزيتروميسين” وسط تحذيرات الأطباء من الوصفات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومخاطر الاستطباب الذاتي.

وقال بعض الصيادلة الذين تحدثنا معهم إن الطلب على المكمل الغذائي المركب من الفيتامين “سي” والزنك قد عرف ارتفاعا غير مسبوق خلال الآونة الأخيرة، بعد أن اقتنع الكثير من المواطنين بقدرته على الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، فضلا عن أن الأطباء يقومون بوصفه للمصابين وأصحاب الإصابات المشتبهة من أجل تعزيز مناعتهم.

في حين أشاروا إلى أن الطلبات على المغنزيوم الذي يحتوي على الزنك قد عرفت أيضا ارتفاعا غير مسبوق، حيث تجاوزت في أحد الأيام الماضية 1600 علبة في يوم واحد، في حين الفيتامين “سي” زائد الزنك قد صار في حالة ندرة تامة في السوق ولم يعد متوفرا حتى لدى بائعي الجملة.

 

كورونا تنعش بيع “الزنك” والفيتامين “سي”

قال لنا أحد الصيادلة إن الفيتامين “سي” المتوفر حاليا مصنّع لدى مؤسسة “صيدال”، لكنه أشار إلى أن الفيتامين “سي” مع الزنك كان يعرض بسعر 660 دينارا للعلبة ليقفز إلى 720 دينارا بعد تزايد الطلب عليه وقبل أن ينفد من السوق، فيما ظهرت إحدى العلامات من نفس المنتج بسعر 750 دينارا للعلبة.

وأوضح نفس المصدر أن عددا قليلا من الزبائن فقط كانوا يقصدونه من قبل أن يكتشفوا قدرته على تقوية المناعة، مضيفا أن الأطباء كانوا يصفونه للنساء الحوامل وبعض الرجال من أجل زيادة كمية السائل المنوي لديهم، في حين أكد محدثنا أنه اضطر في وقت سابق لرمي كميات منه بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها، وعدم اقبال المواطنين عليها. وأشار صيدلي آخر إلى أن إحدى ماركات المغنزيوم الذي يحتوي على كمية صغيرة من الزنك تقدر بحوالي 10 ميليغرام وعناصر غذائية أخرى تعرف إقبالا غير مسبوق رغم أن سعره يقدر بستمئة دينار، في حين أوضح أن سعر العلبة الواحدة من الزنك والفيتامين “سي” المصنّع في الخارج قد تجاوز ألفا ومئتي دينار، قبل أن ينفد من السوق بصورة تامة.

وحذر الصيادلة الذين تحدثنا إليهم من استهلاك المواطنين للمضاد الحيوي “آزيتروميسين” الذي تضم العلبة الواحدة منه ثلاثة أقراص فقط دون وصفات طبية، خصوصا عند تعرضهم لنزلات برد ناجمة عن استعمال مكيف الهواء أو أعراض الزكام، في حين أوضحوا لنا أن كثيرا منهم أصبحوا يقتنونها بعدما علموا أنها توصف للمصابين بفيروس كورونا إلى جانب الكلوروكين. وعبّر أحد الصيادلة عن تهافت المواطنين على اقتناء الأدوية والمكملات المذكورة بالقول إنه “لحسن الحظ أن عقار هيدروكسي كلوروكين لا يعرض في الصيدليات وإلا لاقتناه المواطنون واستهلكوه بشكل عشوائي”. وذكر لنا أحد الصيادلة أنه يمكن للمواطنين تعويض المكملات الغذائية المصنعة بأغذية طبيعية من أجل تقوية المناعة، مثل الجوز واللوز وغيرهما من المكسرات والعدس واللحوم.

 

وصفات “فايسبوك” قد تسبب مضاعفات حساسية لمرضى “كوفيد-19”

وقال لنا الدكتور أسامة عبد الكريم إن  نسبة تركيز الزنك في المكمل الممزوج بالفيتامين “سي” ضعيفة ولا تقوي المناعة بشكل كبير، وأضاف متسائلا عن سبب الندرة المسجلة رغم أنه يفترض أن تصنّع هذه المكملات محليا، وأن الأشخاص قادرون على تقوية المناعة من خلال أغذية طبيعية تحتوي على الفيتامين “سي” والزنك، مثل العسل وبعض الأغذية التي ينصح أصحاب الإصابات المشتبهة الذين يقومون بالحجر المنزلي بتناولها، لتبقى الإجراءات الوقائية الأساسية المتمثلة في وضع الكمامات والتباعد وغسل اليدين هي الأكثر فعالية للحيلولة دون الإصابة بالفيروس.

وحذر الدكتور من خطورة الوصفات المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها صفحات “فايسبوك”، حيث ينصح أصحابها المصابين بالفيروس أو حاملي الإصابات المشتبهة بأخذ بعض الأعشاب الطبية، رغم أنها قد تتسبب في وقوع آثار غير مرغوب فيها ومضاعفات حساسية لدى المرضى، ما قد يؤدي إلى زيادة الاضطرابات التنفسية.

رئيس نقابة الصيادلة: الفيتامين “سي” يستعمل لتنشيط مرضى كوفيد وليس لتقوية المناعة

وذكر مسعود بلعمري، رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، أن المفترض في المتهافتين على اقتناء المكملات الغذائية ترك هذه الكميات للمصابين بالفيروس الذين يحتاجون إليها، مشيرا إلى أن الإفراط في الاستهلاك سيؤدي إلى الندرة مهما كانت قدرات الاستيراد والتوزيع. وأضاف نفس المصدر أن “الفيتامين سي والزنك” مكمل غذائي ولن يقود إلى تطوير أجسام مضادة للفيروس في حال استهلاكه، في حين أشار إلى أن جميع الأمراض الفيروسية، على غرار “كوفيد-19″، تؤدي إلى إصابة المريض بالإرهاق، حيث يمنح له الفيتامين “سي” من أجل تنشيط جسمه فقط، حيث لا يمكن تطوير مناعة في فترة قصيرة من تناول المكملات، مثل يوم واحد أو يومين، وإنما تُعزّز بفضل التغذية المتزنة والثرية بالمكونات الطبيعية، مثلما قال.

وأضاف نفس المصدر أن استهلاك المضاد الحيوي “آزيتروميسين” بطريقة عشوائية لن ينفع الشخص غير المريض في شيء، في حين نبه إلى خطورة بعض التفاعلات التي قد تنجم عن اختلاط المكملات الغذائية مع بعض الأدوية، كما قال إن المكملات تُسوق في الجزائر بصورة عشوائية لغياب قانون خاص بها وانعدام وسائل رقابية عليها، وقال رئيس النقابة إن المواطنين يعلقون آمالا كبيرة على المكملات رغم أنها ليست أدوية.

ل.ب