يتزايد يوم بعد يوم إقبال المواطنين على تلقي لقاح فيروس كورونا، بسبب التزايد الكبير والمخيف للمتحور “دلتا”، الذي قاربت أعداد ضحاياه عتبة الألفين إصابة خلال 24 ساعة.
بلغ عدد الملقحين ضد فيروس “كورونا” بولاية البليدة، في آخر إحصائية للمصالح الصحية لها، أزيد من 90 ألف ملقح، وهو رقم يزيد يوميا بالنظر إلى الإقبال الكبير على العملية، خاصة من فئة الشباب الذين اقتنعوا أخيرا، بأهمية التلقيح لحماية أنفسهم وعائلاتهم، أمام خطورة وشراسة الوباء في صورته المتحورة.
حيث شهدت ولاية البليدة توافدا كبيرا للفئة الشابة على التلقيح، الأمر الذي اضطر الطاقم الطبي المشرف على العملية، إلى مضاعفة الجهد من أجل تلبية الطلب الكبير على التلقيح، وجاء على ألسنة بعض الشباب، أن الدافع إلى التلقيح هو الخوف من نقل العدوى إلى أوليائهم من جهة، وبالنظر إلى خطورة الوباء الذي أودى بحياة بعض الشباب من جهة أخرى، وحسب بعضهم، فإنه في ظل غياب الدواء واستمرار الوباء في التفشي، أصبح التلقيح أكثر من ضرورة، خاصة مع سرعة انتشار الفيروس المتحور.
المواطن مطالب بالصبر وعدم القلق
أوضح المشرفون على عملية التلقيح، بأنهم يتفهمون خوف المواطنين من عدوى الفيروس، والذي يعكس وعيهم، لكنهم مطالبون في المقابل بالصبر وعدم القلق في مراكز التلقيح، لأن بعض المراكز تعاني من نقص في الأطقم المشرفة على عملية التلقيح الموزعة عبر أكثر من 60 نقطة مخصصة للتلقيح عبر إقليم الولاية، منها ثماني خيم على مستوى البلديات الكبرى، و39 نقطة بمراكز التكوين والمرافق الشبانية، و16 فرقة متنقلة، وأمام التوافد الكبير، يستوجب على المواطنين أن يكونوا أكثر وعيا لتتم عملية التلقيح في أحسن الظروف، خاصة أن اللقاح متوفر، وينتظر أن يتم جلب في الأيام القادمة 40 ألف جرعة، وحسبهم، فإن المساعي جارية من أجل فتح مراكز تلقيح أخرى، أمام الإقبال الكبير، إن توفر لديهم الطاقم الطبي، خاصة أن بعض الأطباء أصيبوا بالوباء، الأمر الذي أثّر على الإمكانيات البشرية للمصالح الصحية.
الإشاعات سببت الخوف
أكد المشرفون على عملية التلقيح، بأن الأسئلة التي لا تزال تتردد على ألسنة بعض المقبلين على التلقيح من فئة الشباب، خاصة “إن لم يتعرض الملقحون لأي انتكاسات، لاسيما أن بعض الإشاعات تفيد بوفاة البعض بمجرد التلقيح من كبار السن، وهي الإشاعة التي تم تفنيدها، بالتأكيد على أن كل اللقاحات التي تقتنيها الجزائر جيدة، وأنه لم يجرِ تسجيل وفاة بسبب اللقاح، وأن الأعراض التي تصيب البعض عادية، يكفي أن يتبع فيها الملقح بعض التدابير الصحية”، وحسبهم، فإنه لا وجود إلى لقاح موجه لفئة دون أخرى، إنما كل اللقاحات موجهة إلى كافة الشرائح العمرية، والمخزون متوفر ويكفي كل سكان البليدة.
الارتفاع في عدد الإصابة يقابله تزايد في الإقبال
وفي العاصمة تشهد الفضاءات الجوارية المخصصة للتلقيح ضد وباء كورونا إقبالا كبيرا من طرف المواطنين بعد الارتفاع المحسوس والمتواصل في الحصيلة اليومية للوباء وعدد الوفيات.
وفي هذا السياق، عبرت السيدة عقيلة عن عزمها التوجه لإحدى نقاط التلقيح ضد فيروس كورونا لأخذ اللقاح، وتشجعت بعدما كادت تفقد ابنها الذي أصيب بفيروس كورونا قائلة: “أصيب ابني بفيروس كورونا ووصل به الأمر حد الموت ولم نصدق أنه عاد مجددا للحياة”، تضيف عقيلة “اقتنعت بعدما رأيت الخطر الحقيقي لهذا الفيروس وقررت أن اقنع أيضا زوجي وكل عائلتي وحتى جيراني بأخذ اللقاح وضمان المناعة من خطر الإصابة بالوباء وذهبنا في البحث عن أقرب نقطة جوارية للتلقيح حماية لنا وللآخرين من انتقال العدوى”. ودعت السيدة عقيلة الجميع إلى التلقيح حماية لأنفسهم ومناعة لغيرهم من أخطار ومضاعفات الإصابة بالفيروس.
تجاوب وإقبال من طرف المواطنين
تسعى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبر هذه الخطوة الى تلقيح أكبر عدد ممكن من الجزائريين والوصول الى كسب المناعة الجماعية ضد وباء كوفيد 19، ويشهد الفضاء المفتوح المخصص للتلقيح بساحة الكتاني بباب الوادي بالعاصمة اقبالا كبيرا من طرف المواطنين منذ الساعات الأولى من فتحه الى غاية الساعة السادسة مساء ساعة غلق الفضاء، وأجمع العديد من المواطنين على أن هذه الخطوة تأتي في الوقت المناسب واستطاعت أن تزيل العديد من التساؤلات التي كانت تشغل المواطنين. وأوضح الفريق الطبي المخصص لتقديم اللقاح للمواطنين، بأن الاقبال على هذا الفضاء بدأ في اليوم الثاني منذ افتتاحه، فيما اختلفت التساؤلات بين الراغب في تلقي اللقاح بعد اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وبين من يرغب في تقديم توضيحات حول بعض التساؤلات، وأضافت المصادر ذاتها، أن العديد من المواطنين كانوا متخوفين من تلقي اللقاح إلا أنهم وبعد تقديم توضيحات لاستفساراتهم، تقبلوا الفكرة ورحبوا بها، خاصة وأنها مست سواء المسجلين وغير المسجلين في الأرضية الرقمية التي خصصتها وزارة الصحة للعملية.
المسنون وذوو الأمراض المزمنة الأكثر حضورا
أكد القائمون على العملية أنها لقيت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين خاصة المسنين وذوي الأمراض المزمنة منهم المتخوفين من إصابتهم بالفيروس المتحور، وقد تم الوقوف على ذلك أثناء التقدم إلى مراكز التطعيم، إلا أنها سرعان ما تنجلي أمام التوضيحات التي يقوم بتقديمها الطاقم الطبي وشبه الطبي الساهر على إنجاح هذه الحملة الوطنية، كما خصصت قاعات للمعاينة قبل تلقي اللقاح، مع الالتزام بشروط معينة للتطعيم وأهمها ألا تتجاوز الحمى 38.5 إضافة إلى ضرورة قوة الجهاز المناعي وبعض الأمراض التي قد تؤثر عليها عملية التطعيم بشكل سلبي. كما لوحظ على بعض المواطنين الراغبين في التلقيح بعض علامات الارتباك، وهو ما اعتبره القائمون أمرا طبيعيا خاصة بعد كل ما أشيع عن هذه اللقاحات من أمور لا أساس لها من الصحة، إلا أنها سرعان ما تنجلي بفضل نشاطات الاتصال والتحسيس الرامية إلى ترقية هذه العملية، عبر تعبئة مواقع تلقيح تكميلية أخرى خارج الهياكل الصحية إضافة إلى أن الأطقم الساهرة على إنجاح العملية مرفقة بكافة الوسائل الضرورية من أكسجين، تجزئة الفضاءات، موارد بشرية، عمليات التباعد والحماية قصد تحسين ظروف استقبال المواطنين وتسيير التوافد الكبير للمواطنين.
ل. ب