بسبب الحالة الجوية المناسبة… حركة كبيرة للعائلات طيلة أيام العطلة الشتوية

elmaouid

3 ملايين زائر لحوالي 40 منطقة حضرية وشبه حضرية

قال المدير العام للغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر عبد النور بعزيز، إنه تم تسجيل حوالي 3 ملايين زائر لمواقع الغابات الحضرية وشبه الحضرية لولاية الجزائر خلال سنة 2018 مقابل 2.5 مليون زائر سنة 2017.

وأوضح السيد بعزيز لـ “واج” أن إرتفاع العدد إلى قرابة 3 ملايين زائر خلال سنة 2018 توافدوا بصورة مستمرة على أزيد من 100 موقع غابي ومختلف الفضاءات الغابية الكبرى بالجزائر العاصمة راجع خاصة إلى تهيئة وإعادة تسييج وتأمين هذه الغابات الحضرية وشبه الحضرية في إطار برنامج تزيين العاصمة وتنويع مرافق الترفيه بها، وكذا توفير مختلف المرافق الضرورية لراحة المواطن على غرار تخصيص فضاءات للعب والتسلية و ممارسة الرياضة وورشات تحسيسية ضمن برنامج “محيطي أخضر3 “.

وأضاف نفس المسؤول أن هذه الفضاءات الغابية توفر مختلف الخدمات كمحلات بيع الأكل السريع والمشروبات وحظائر السيارات، ما جعل هذه الفضاءات الطبيعية وجهة مفضلة للترفيه و الاسترخاء لقاطني العاصمة ولزوارها لاسيما في مواسم العطل والأعياد.

وأشار السيد بعزيز إلى أن هؤلاء الزوار تم تسجيل توافدهم على الخصوص على مستوى أكثر من 40 غابة حضرية وشبه حضرية تم تهيئتها وتجهيزها بمختلف التجهيزات والألعاب ودورات المياه والأكشاك وكذا الإنارة العمومية، وعدد هام منها متواجد عبر النسيج العمراني للعاصمة على غرار غابة باينام وبوشاوي وبني مراد ببرج الكيفان وغابة 5 جويلية ببن عكنون وموقعي غابة المرأة المتوحشة بالمدنية وغابة الخروب (دالي إبراهيم) وغيرها من الفضاءات الغابية التي تم افتتاحها ووضعها في خدمة المواطن.

وشهدت هذه الفضاءات الغابية خلال 2018 ارتفاعا تدريجيا في عدد الزوار، حيث تصل الذروة خلال فترة نهاية الأسبوع والعطل (الشتوية -الربيعية) والأعياد بمعدل يتراوح ما بين 2000 و 3000 زائر خلال نهاية الأسبوع ومقابل تسجيل في فترة موسم الإصطياف تدفق قرابة 200 ألف مواطن أسبوعيا، يضيف المصدر، وذلك بحثا عن الهدوء والأجواء المنعشة.

 

“محيطي أخضر”.. نتائج ملموسة وشعار على أرض الواقع

وذكّر المحافظ الولائي لقطاع الغابات بالنتائج الإيجابية لتطبيق البرنامج التحسيسي “محيطي أخضر” وهو في طبعته الثالثة، وقد اختير له هذه السنة شعار “فكر أخضر” موجه لفائدة تلاميذ المدارس ومختلف شرائح المجتمع. وشارك في عملية التحسيس أيضا مختلف الفاعلين والجمعيات التي تعنى بحماية البيئة، وذلك بغية ترسيخ الثقافة البيئية لديهم عن طريق برنامج توعوي سيمتد إلى غاية 21 مارس المقبل.

للإشارة، فإنه تم السنة المنصرمة تسجيل تراجع كبير في عدد الحرائق وغرس ما يقارب 70 ألف شجيرة.

 

ثروة غابية تستحق العناية

وتتوفر ولاية الجزائر على ثروة غابية تفوق مساحتها 5.000 هكتار موزعة عبر 113 موقعا غابيا، عدد هام منها موجود عبر النسيج العمراني ويشمل مساحات تتراوح بين 1 إلى 8 هكتارات، فيما تتفاوت مساحة الغابات الكبرى بالعاصمة ما بين 300

و600 هكتار على غرار غابات “مقطع خيرة” و”بوشاوي” و “بوزريعة” و “بن عكنون” و”باينام” و” 19جوان”.

 

منتزه الصابلات.. حيوية طيلة العطلة

عرفت أماكن الترفيه والمنتزهات وكذا المراكز التجارية على غرار الصابلات وأرديس وحديقة التجارب بالحامة إقبالا كبيرا للزوار لاسيما مع الإعتدال الجوي الذي شهدته كامل أيام العطلة، حيث اختارت عديد العائلات هذه الوجهات لتوفرها على مساحات خضراء وألعاب، فيما اختارت عائلات أخرى ولايات الجنوب وصحراءنا الكبيرة لقضاء أيام من العطلة الشتوية والاستمتاع بالأجواء الهادئة والمريحة.

 

المراكز التجارية.. حركية غير معتادة

كما شهدت المراكز التجارية على غرار المركز التجاري بباب الزوار وأرديس وغيرها إقبالا كبيرا خلال العطلة الشتوية، حيث كانت قبلة الأسر وهذا قصد التجول وقضاء أوقات عائلية لاحتوائها على مرافق ترفيهية، وكذا لتوفر هذه المراكز على الأمن ولأسعارها المعتدلة مقارنة بالمحلات العادية، فكانت هذه المراكز وجهة للعائلات لغرض التبضع وكذا الاستمتاع بالأجواء هناك والإستمتاع ببعض الأكلات الخفيفة والمقبلات عبر محلات الإطعام السريع، بحيث حضّرت نفسها بمختلف هياكلها لاستقبال المئات من الوافدين وبصفة يومية في كامل أيام العطلة الشتوية.

 

الصابلات المنتزه المفضل للعائلات

رغم برودة الطقس إلا أن الكثير من الجزائريين يجدون ضالتهم في المنتزه العمومي الصابلات الذي يشهد إقبالا للعائلات في كامل شهور السنة، ولم يعد الاقبال عليه فقط في فصل الصيف كما كان عليه الحال، وإنما أضحى الإقبال عليه كبيرا خلال العطل الدراسية ،خاصة وأنه يشتمل على فضاءات مخصصة للأطفال وألعاب وأيضا محلات مخصصة للأكل، وهناك من يفضل الجلوس لاستنشاق الهواء المنعش بغية الشعور بالسكينة والراحة النفسية في ذلك الفضاء الشاسع الدي يجمع بين البر والبحر.

 

الصحراء.. تونس والمغرب وجهات أخرى

حسب نقابة الوكالات السياحية المتابعة لبرامج أزيد من 200 وكالة، احتلت الجنوب ولأول مرة الصدارة في عدد استقطابها للجزائريين، حيث شهدت السياحة الصحراوية في العطلة الشتوية إقبالا كبيرا، إذ يتم التنقل بشتى وسائل النقل المتوفرة باتجاه الجنوب الكبير رغم نقص مرافق الاستقبال إلا أن المواطن يعتبر الصحراء مكانه المفضل، فما يشد ويجذب مواطن الشمال في السياحة الصحراوية هو التوجه إلى الأماكن الهادئة والمناظر الطبيعية الخلابة لاسيما مع البرامج والفعاليات المسطرة تزامنا واحتفالات نهاية السنة، تليها تونس في المركز الثاني نظرا للتكاليف المنخفضة والتخفيضات التي تقوم بها الوكالات السياحية، كما احتلت المغرب المركز الثالث وفي المركز الأخير تركيا بالنظر إلى غلاء الأسعار التي تفوق الخيال، حيث يهتم بها أصحاب الدخل المرتفع هي والإمارات.

 

ميزانية الأسرة هي من تتحكم في العطلة

قال أغلب المواطنين ممن تحدثنا إليهم عن العطلة الشتوية وكيف استغلوها لقضاء وقت ممتع مع الأبناء والعائلة، فكانت الآراء متباينة وتعلقت في مجملها بميزانية الأسرة أو “الجيب” مثلما عبر عليه المتحدثون، حيث أكدوا أنه هو من تحكم في العطلة فكانت وجهة البسطاء الأماكن القريبة للاستمتاع والتي لا تكلف مبالغ كبيرة على غرار المراكز التجارية وحديقة التجارب (الحامة)، كما قالت إحدى المواطنات: “العاصمة مليئة بالمنتزهات وقضينا العطلة الشتوية بين الاجتماعات العائلية وزيارة الأقارب وكذا المراكز التجارية والغابات”، فيما أضاف آخر: محدودية المدخول جعلتني أقضيها وعائلتي في المرافق العمومية والمنتزهات الموجودة في العاصمة . أما آخرون ففضلوا اجتياز العطلة في الريف أو”لبلاد” بالعامية الجزائرية، بحيث يشدون الرحال مع أبنائهم إلى ولاياتهم الأصلية للإستمتاع بالمناظر الطبيعية وزيارة الجبال حسب ما عبر به أحد المواطنين: قضيت العطلة في البلاد بتيزي وزو لتقوية صلة القرابة وتعريف أولادي بأصولهم وتقوية صلة الرحم، هذا ما يؤكد اغتنام أغلب العائلات فرصة العطلة للترفية والاستجمام ولو بإمكانيات بسيطة أمام شح الأماكن السياحية بالعاصمة، حيث تحاول بعض الفضاءات العائلية والمراكز التجارية خلق أجواء ممتعة، في حين أن هناك بعض العائلات الجزائرية أجبرتها الظروف على قضاء العطلة الشتوية في البيت نتيجة فشل الأبناء في الدراسة أو لانشغال الأولياء واستمرار عملهم وعدم قدرتهم على الاستفادة من عطلة جزئية مع أبنائهم.