ضربت الإصابات تربص المنتخب المحلي خلال الأسبوع الأول من التحضيرات لمواجهة ليبيا المزدوجة في تصفيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين 2018، ما أخلط حسابات المدرب الوطني لوكاس ألكاراز، المدعو للتعامل مع
هذه الوضعية غير المريحة، في وقت لا يملك فيه الكثير من الخيارات بسبب تزامن هذا التربص مع التحضيرات الموسمية لبداية الموسم الكروي الجديد.
وكان مهاجم وفاق سطيف عبد الحكيم أمقران أول ضحايا تربص محليي “الخضر”، حيث أعفي منه بسبب تعرضه لإصابة عضلية أبعدته عن موقعة ليبيا، في حين يعاني لاعبون آخرون من إصابات متفاوتة، في صورة مزياني ومزيان وزروال، ما يبرز الصعوبات الكبيرة التي وجدها اللاعبون خلال هذا التربص التحضيري الذي جاء بعد موسم محلي طويل وشاق، والدليل أن كل الإصابات التي سجلت في تربص سيدي موسى لحد الساعة عضلية بالدرجة الأولى.
هذا، وكان لنهاية الموسم الكروي المتأخرة في الجزائر الأثر الكبير على الجاهزية البدنية لزملاء بدران، على اعتبار أن البطولة الوطنية انتهت مع نهاية شهر جوان وبعد أن لعبت عدة جولات خلال شهر رمضان المعظم، كما أن نهائي كأس الجزائر لعب في الخامس من شهر جويلية، وهذا دليل على الموسم الطويل جدا محليا، والذي دام لحوالي 12 شهرا كاملا، الأمر الذي أثّر على الجاهزية البدنية للاعبين المحليين، الذين لم يكن لهم الوقت الكافي للاسترجاع والراحة.
من جهة أخرى، كان للتوقفات المتكررة للبطولة والمنافسة المحلية تأثير مباشر على جاهزية اللاعبين المحليين، خاصة شهر مارس الفارط عندما توقفت البطولة لحوالي خمسين يوما، من أجل تسوية رزنامة المباريات المتأخرة، ما دفع بالمدربين إلى تسطير برامج تحضيرات تعتمد في بداية الموسم الكروي لا في منتصفه، وهذا من أجل الحفاظ على جاهزية اللاعبين البدنية في غياب المنافسة الرسمية، ما تسبب في خلط حسابات المدربين والضغط على جاهزية اللاعبين البدنية بعد أن خضعوا لعمل مكثف في مراحل مختلفة من الموسم الكروي وأجروا ثلاث تربصات تحضيرية خلال أشهر قليلة، وهو أمر غير مقبول من الناحية الفنية.
كما كان لتباين تحضيرات الأندية مع بداية الموسم الكروي الجديد تأثير آخر على جاهزية اللاعبين، على اعتبار أن أندية تقدمت عن أخرى في التحضيرات، بسبب تباين توقف تواريخ المنافسة لديها، فمثلا وفاق سطيف المنشط لنهائي الكأس كان آخر الملتحقين بركب التحضيرات، في حين كانت أندية أخرى باشرت تحضيراتها في وقت مبكر، على غرار الصاعد الجديد نادي بارادو، وهي كلها معطيات جعلت لاعبي المنتخب الوطني المحلي يدخلون التربص التحضيري لمواجهة ليبيا بنتائج مختلفة من حيث الجاهزية البدنية.
ودفعت هذه المعطيات الناخب الوطني لوكاس ألكاراز إلى التعامل مع هذه الوضعية غير المريحة، كما اضطر إلى تسطير برنامج عمل يأخذ بعين الاعتبار الاختلاف في الجاهزية بين كل اللاعبين، حتى لو كان ذلك ضد رغبته، ورغم ذلك لم يسلم اللاعبون من الإصابات العضلية، والتي تعود في الأصل إلى مشاكل بدنية في الأصل أكثر من أي شيء آخر.