بسبب استمرار غلق دور الحضانة وأماكن الترفيه… مختصون يحذرون من تداعيات التواجد المستمر للأطفال في المنازل

بسبب استمرار غلق دور الحضانة وأماكن الترفيه… مختصون يحذرون من تداعيات التواجد المستمر للأطفال في المنازل

حذّر مختصون نفسانيون في صفحتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من عدة أمراض، قد تصيبُ الأطفال أثناء فترة الحجر الصحي مثل التوحد والإعاقة الذهنية ومشاكل نفسية أخرى، بسبب مكوثهم في المنازل لفترة طويلة، وذلك بعد غلق دور الحضانة وكذا جميع أماكن ومرافق الترفيه والتسلية لتفادي تفشي فيروس كورونا المستجد، ما يجعل الأطفال يقعدون أمام التلفاز لساعات طويلة وكذا استخدام الأنترنت بقوة، الأمر الذي سيؤدي بهم إلى العزلة والإدمان عليها.

وأشار المختصون النفسانيون إلى مخاطر الإدمان على مشاهدة التلفاز وكذا الإفراط في استخدام الأنترنت لدى فئة الأطفال، حيث ذكروا أنّ الإفراط في مشاهدة التلفاز للأطفال يدمر الخلايا والأنسجة الخاصة بالدماغ، كما يؤثر بشكل سلبي على مراكز المخ المسؤولة عن الإدراك والاستيعاب وتقوية الذاكرة، باعتبار أن التلفاز يسبب للأطفال عدم القدرة على النوم والشعور بالأرق والسهر ما يؤدي إلى تشتت الذهن ونقص الانتباه وتصرفات خطيرة يقوم بها الأطفال الصغار خاصة الذين لم يتجاوز سنهم ثلاث سنوات بعد..

 

خلق جو اللعب والحوار الحل الأمثل

ودعا المختصون الأولياء إلى خلق جو اللعب للأطفال في المنازل أثناء فترة الحجر الصحي وعدم السماح لهم بمشاهدة التلفاز لفترات طويلة، وكذا منعهم من استخدام الأنترنت بكثرة، وأضافوا أنه من واجب الأمهات أن يحرصن على استعمال لغة الحوار بشكل كبير مع الأطفال خصوصا في هذه الفترة الحساسة، حسبهم، التي توقف فيها الأطفال عن الخروج للشارع وكذا غلق دور الحضانة، وبالتالي يجدون أنفسهم في المنازل بعد أن اعتادوا على اللّعب واللهو مع غيرهم من الأطفال.

مختصون يحذرون: لا تتركوا أطفالكم عرضة للتلفاز

ووضع المختصون في صفحتهم العديد من  التدابير والنصائح والإرشادات منذ الأيام الأولى للحجر المنزلي، تتماشى مع الأطفال الذين تم تسريحهم من المدارس وكذا دور الحضانة ومن أهمها خلق جو للعب مع الأطفال في المنازل، لتفادي إصابتهم بالتوحد والعزلة خاصة أنه لا يصيب إلاّ الأطفال الذين لديهم خاصية التركيز على الأشياء بشدة أثناء مشاهدتهم للقنوات، لهذا ينبغي على الأولياء تحديد الوقت الذي يقضيه الطفل أمام شاشة التلفاز والذي يجب ألا يفوق الساعة يوميا، رفع الوعي عند الأطفال من خلال تنبيههم بضرورة أخذ الحيطة والحذر من خلال عدم منحهم أي معلومات شخصية تتعلق بهم، التأكد من أن البرامج التي تُعرض على التلفاز أو تلك التي يستخدمها في الأنترنت تناسب سنه، البقاء إلى جانب الطفل أثناء مشاهدته للتلفاز ومراقبة ردود أفعاله إزاء ما يشاهده.

الإشراك في الأشغال حماية وتأقلم

وإذا كان الحديث هنا عن حماية الأطفال من التوحد، فإنه يجدر الإشارة إلى الأطفال المتوحدين الذين كان الحجر هاجسا بالنسبة لأوليائهم، ولكنهم نجحوا في تبديد المخاوف التي انتابتهم عند إعلان إجراءات الوقاية للحد من انتشار فيروس كورونا، بما في ذلك غلق دور الحضانة والمؤسسات المكلفة بالمرافقة النفسية والبيداغوجية لمرضى التوحد وكذا هياكل استقبال أخرى المتخصصة في التكفل بالأطفال المصابين بهذا المرض.

وذكر كريم، والد طفلة مصابة بالتوحد تبلغ من العمر 16 سنة، “أن التدابير الاحترازية كانت مقلقة في البداية، لكن تعبئة أسرتي سمحت لنا بالتكيف مع هذا الوضع لا سيما وأنني كنت معتادا على إخراجها من البيت كل يوم للنزهة كوسيلة لتخفيف الضغط النفسي عنها وكذا أعراض مرضها”.

وأضاف: “لقد لجأنا لإشراك ابنتي مع أمها في الأعمال المنزلية كبديل عن النشاطات المعتادة”، قبل أن يتابع قائلا: “لقد اندهشت من التأقلم السريع لابنتي مع الوضع”.

ومن جهته، طمأن عبد الكريم أن ابنه البالغ من العمر 15 سنة يعطي له نفس الانطباع بخصوص تعويض بعض النشاطات بأخرى منزلية تزامنا وظروف الحجر الصحي، وأن ولده يبدي من خلال سلوكه “تفهما وتجاوبا”، لافتا بقوله: “ولدي الذي كان متعودا على الركض في كل الاتجاهات في فضاءات الألعاب للحي، أصبح منشغلا بشكل جيد مع ألعابه مع مشاهدة الرسوم المتحركة في التلفزيون والمساعدة في الأشغال المنزلية مثل وضع غطاء فراشه للنوم ومستلزمات الأكل فوق طاولة المطبخ”.

وفضلت فتيحة ربة بيت في محاولة منها مواصلة التأطير البيداغوجي لطفلها البالغ من العمر 12 سنة والذي كان يستفيد منه بعيادة متخصصة، مع تحفيزه على المشاركة في بعض الأنشطة المنزلية، الأمر الذي نتج عنه نتائج مرضية، كما قالت.

ل. ب