أنا صديقتكم أميرة من العاصمة، طالبة في السنة الثانية ثانوي، نتائجي الدراسية للفصل الأول لم تكن في المستوى المطلوب، وحتى الفصل الثاني لا أظن أن نتائجه ستسمح لي بالانتقال للقسم الأعلى، وهذا بسبب اهتمامي بشغل البيت والسهر على متطلبات إخوتي الأصغر مني، فوالدتي غائبة عن مهامها الأسرية بسبب عملها الذي أخذ كل وقتها.
وغالبا ما أدخل معها في شجار بسبب اهمالها لأسرتها، لكنها تحسب أنني مسؤولة عن إخوتي الأصغر مني كوني أكبرهم، وفوق كل هذا تعاتبني وتحاسبني على ضعف نتائجي الدراسية، ناسية أنها المتسبب الأكبر في هذا التدهور في دراستي.
لكنها ترفض الاعتراف بخطئها ضدي، ووالدي أيضا يعاتبها دوما على اهتمامها الكبير بعملها ويطالبها بالتوقف عنه لأنها لم تستطع التوفيق بين عملها وأسرتها وأقولها صراحة فوالدتي تضحي بكل شيء من أجل عملها حتى ولو كان ذلك على حساب عائلتها، إن دراستي مهددة بسبب تهاون أمي في واجباتها الأسرية، فكيف أنقذ حياتي ودراستي، أنا أرغب في الوصول إلى الجامعة والحصول على شهادة عليا تمكنني من تأمين مستقبلي، لكن لا يمكن الوصول إلى هذا المبتغى إن استمر الحال على هذا المنوال.
لذا لجأت إليك سيدتي الفاضلة لمساعدتي في اتخاذ القرار الصائب الذي يمكنني من اقناع والدتي بالاهتمام بأسرتها بدلي.
صديقتكم: أميرة من العاصمة
الرد: أولا، ليس من حق أمك أن توكل لك هذه المهمة الثقيلة عليك ليس بحكم صغر سنك فقط وإنما حتى انعدام التجربة والخبرة في الحياة، وأيضا كونها المسؤولة عن أولادها، فهم أمانة في عنق الأولياء ومسؤولية كبيرة، وما دامت أمك غير قادرة على التوفيق بين العمل والاهتمام بأسرتها، فعليها أن تختار بيتها .
وعليها ألا تكون أنانية في مثل هذه الأمور المصيرية، فهي أمّنت مستقبلها ومن حقها أن تأخذ عطلة الإحالة على الاستيداع لفترة معينة حتى ترتب أمورها وتعفيك من هذه المهمة وتساعدك على النجاح في دراستك.
وإن لم تصلي بنفسك إلى اقناعها، اطلبي تدخل أحد أفراد عائلتك لمساعدتك في هذا الأمر.
ولذا أنت مطالبة عزيزتي أميرة بالتحدث بصراحة في الموضوع مع أمك وتخبريها أنك لم تعودي قادرة على تحمل هذه المسؤولية وبسببها تراجعت نتائجك الدراسية.