بسببه خمسة ملايين شخص اعتنقوا الإسلام.. إيطاليا تفتح أبوابها لفيلم “الرسالة”

بسببه خمسة ملايين شخص اعتنقوا الإسلام.. إيطاليا تفتح أبوابها لفيلم “الرسالة”

كان الجمهور الإيطالي، من فئات مختلفة، على موعد مع النسخة العربیة لفیلم “الرسالة” مرفقة بترجمة إلى الإیطالیة أنجزھا طلبة من جامعة تورینو تبعه نقاش مستفیض قبل العرض، للإحاطة بسیرة المخرج وظروف ومراحل تصویر العمل.

وبعد الانتھاء من مشاھدة فیلم “الرسالة” الذي بسببه خمسة ملايين شخص اعتنقوا الإسلام، أكد لوكا باتریتسي، الأستاذ المختص في تاریخ الإسلام بجامعة تورینو للدراسات، أسباب وملابسات ترجمة ھذا العمل السینمائي الشھیر، التي ترتبط ببرنامج تدریس ماستر العلوم الدینیة والوساطة الثقافية، الذي تشرف عليه كلیة الحقوق.

وأوضح أنه “بالإضافة إلى الدروس، توجد أیضا أنشطة موازیة مھاریة، حیث اقترحنا مع زملاء آخرین تنظیم سلسلة من عروض الأفلام الدینیة، حیث كنت من بین المنظمین ومن بین الأشخاص الذین قدموا أحد ھذه الأفلام. وبما أنني مختص في الإسلام، فھذا ربما ھو الفیلم الأھم والأشھر في السینما الدینیة الإسلامیة”.

ویضیف لوكا باتریتسي بعد مشاھدته النسخة العربیة، “أرى أنھا لم تفقد شیئا من جودتھا، بینما النسخة الإنجلیزیة التي مثّل فیھا أنتوني كوین قد أصبحت قدیمة بعض الشيء. ومن الناحیة السینمائیة، أجد أنه فیلم مذھل حقا ولم يحصل على التقدير الكافي في تاریخ السینما”.

وبیّن المتحدث أن ترجمة الفیلم إلى الإیطالیة مع عرض النسخة العربیة للرسالة كان بتأطیر منه لطلابه بغرض تعلیمي كتمرین “أردنا عرض النسخة العربیة، لأنني اعتقدت أن ھناك بعض الطلاب الذین یدرسون العربیة، سیأتون للتدريب على الاستماع إلى اللغة العربیة المنطوقة في الفیلم”.

وجوابا عن سؤال عرض فیلم الرسالة في زمن حكومة الیمین، إن كان قد لقي تحفظا من جھة ما، قال لوكا باتریتسي “إنه مجرد فیلم، لا یمكن أن یكون ھناك أمر ضد عرض الفیلم”، وأشار إلى أن ھذه نقطة إیجابیة.

وفي معرض تعليقه بشأن توقيت عرض الفيلم في ظل مرحلة تشهد “الصراع الثقافي” بين بعض الشعوب والجاليات في الغرب، قال إن “الصراع موجود دائمًا منذ العصور الوسطى وبين مختلف العوالم، فهذه ليست مسألة جديدة. بالطبع، نحن نعيش في زمن أكثر تعقيدا من الناحية السياسية، لكننا نسعى لبناء جسور التواصل بين الثقافات، وهذا هو ما نقوم به بشكل مستمر في الجامعة”.

من ناحية أخرى، صرحت كلوديا ماريا تريسو، أستاذة اللغة والأدب العربي في جامعة تورينو، “كنت على علم بوجود هذا الفيلم وأرى أنه من المهم جدا نشره، خاصة باللغة العربية. هناك شخصيات عظيمة ساهمت في إلهام ديانات كبيرة، ومن بينها قصة النبي محمد، وهي للأسف ليست معروفة بشكل كافٍ في إيطاليا. لذلك أعتقد أن الفيلم مثير للاهتمام ويمكن أن يكون مفيدًا لكل من يملك عقلًا منفتحًا ويرغب في التعرف على الآخر. كما يقدم محتوى عميقًا عن جوهر الرسالة الإسلامية”.

وشهد عرض الفيلم حضورا طلابيا لافتا، من بينهم الطالب ليوناردو دوفيديو، الذي قال: “أعجبني الفيلم كثيرا. شخصيا، بالنسبة لعمل سينمائي مدته 3 ساعات، كنت أظن أنه سيكون ثقيلا، لكنه جذبني بشدة، خاصة مع تعلم بعض الكلمات العربية”.

الطالبة إيما غارديني أبدت هي الأخرى إعجابها بالفيلم قائلة: “وجدت الفيلم مثيرا للغاية من حيث الموضوع والجانب اللغوي. حاولت فهم بعض الكلمات بالعربية بينما كنت أركز على الترجمة. أعتبر هذا العمل السينمائي، رغم طوله، عميقًا ومثيرًا للاهتمام بشكل كبير”.

أما أنطونيلا كامبيا، وهي إحدى المواطنات الإيطاليات اللاتي شاهدن الفيلم وأدلين بشهادتهن، فقد عبرت عن إعجابها بقولها: “أحببت الفيلم كثيرا، وأرى أنه يتمتع بجودة رائعة، على الرغم من كونه فيلما قديما. بل أعتقد أن قيمته تتضاعف في هذا الوقت التاريخي، إذ يتيح لنا رؤية أصول الإسلام الحقيقي، غير الملوثة بالتشويهات التي حدثت لاحقًا للأسف”.

ق\ث