بروتوكول صحي مشدد وعقوبات صارمة للمخالفين.. العاصمة تراهن على إنهاء الحجر الصحي والكرة في ملعب الوالي

بروتوكول صحي مشدد وعقوبات صارمة للمخالفين.. العاصمة تراهن على إنهاء الحجر الصحي والكرة في ملعب الوالي

تراهن مصالح ولاية العاصمة على الوعي الجماعي للسكان لإنجاح أولى مراحل الانفتاح على النشاطات المهنية، الترفيهية و الدينية وغيرها، إيذانا بإعلان إنهاء الحجر الصحي في ولاية أضحت تسجل أعلى نسب الإصابة بفيروس كورونا، متسلحة ببروتوكول صحي مشدد يمس جميع القطاعات التي شملها قرار استئناف النشاط مرفق بعقوبات صارمة لكل المخالفين، على أن أي انزلاق محتمل يسمح للوالي الذي أوكلت إليه كثير من صلاحيات تسيير الأزمة الصحية بإعادة فرض نظام الحجر الصحي والعودة إلى نقطة الصفر، الأمر الذي جعل مصالحه تأخذ على عاتقها مسؤولية تحسيس المواطنين بأهمية تجاوز المرحلة الحالية بسلام للتمكن من الانتقال إلى المرحلة الثانية .

إقبال منقطع النظير على الفضاءات الاستجمامية بعد خمسة أشهر من الحجر

لم يكد يعلن عن الترخيص بفتح الشواطئ و المنتزهات حتى سارع آلاف الجزائريين إليها، ملتزمين بالتدابير الصحية في أولى أيام الانفتاح على الفضاءات الاستجمامية، وقد تم تسجيل أزيد من 27 ألف زائر أقبل على منتزه الصابلات وغابة 5 جويلية ببن عكنون فقط  نهار السبت الماضي، في وضع أبرز معطيات جديدة ستزيد من صعوبة الرهان الذي جازفت به الحكومة التي فرضت الحجر الصحي وغلق مجمل القطاعات لأكثر من خمسة أشهر، مفضلة كإجراء جديد إلقاء الكرة في ملعب الولاة حتى يفصلوا في مدى تقيد المواطنين بالتدابير الوقائية في ولاياتهم من عدمها، وبالتالي تحمّل كامل المسؤولية في السيطرة على الوباء الذي عرف أرقاما مرتفعة لحالات الإصابة رغم انخفاض العدد في الأسابيع الأخيرة مغادرا سقف الـ 600 حالة، واعتمدت الحكومة شروطا جدية تقيد  حركة المصطافين وتنذرهم من عقوبات في حال مخالفتها، في مسعى لضبط العملية والتحكم في انتشار الفيروس أملا في تمكين المواطنين من التنفيس عن أنفسهم دون توسيع دائرة الوباء.

بروتوكول صحي في المنتزهات والمقاهي بالعاصمة

فرضت مصالح ولاية العاصمة ضرورة الامتثال لنظام المرافقة الوقائية كشرط للسماح بولوج الفضاءات الاستجمامية، حيث وعلى إثر قرار الوزير الأول المتضمن الفتح التدريجي والمراقب للشواطئ وفضاءات التسلية والاستجمام والترفيه والفنادق والمطاعم، وذلك في ظل التقيد الصارم بالبروتوكولات الصحية المرتبطة بالوقاية والحماية من انتشار فيروس كورونا، فإن ولاية الجزائر أقرت إجازة الدخول للشواطئ المرخصة والمراقبة وأماكن الاستجمام وفضاءات التسلية والترفيه مع الامتثال لنظام المرافقة الوقائية.

وأكدت ولاية الجزائر في بيان لها على إجبارية ارتداء القناع الواقي واحترام التباعد الجسدي بمسافة متر ونصف على الأقل، كما شددت على ضرورة وضع ملصقات تتضمن التذكير بالتدابير الوقائية الصحية على مستوى مختلف نقاط الدخول إلى تلك الأماكن وتنظيم أماكن مناسبة لركن السيارات وكذا قياس درجة حرارة المصطافين مسبقا وعند الضرورة من طرف عناصر الحماية المدنية على مستوى مداخل الشواطئ، وأكدت على توفير صناديق مخصصة للتخلص من الأقنعة والقفازات والمناديل المستعملة ووضعها تحت تصرفهم.

وفيما يتعلق باستئناف نشاط الفنادق والمطاعم والمقاهي، ذكر ذات البيان أن ذلك يظل متوقفا على تنفيذ بروتوكول صحي للوقاية والحماية، يتضمن استخدام الشرفات من باب الأولوية واستغلال طاولات واحدة من بين اثنين في الفضاءات الداخلية وارتداء القناع الواقي إجباريا وتنظيم التباعد الجسدي داخل المحل وخارجه، وكذا التطهير المنتظم للأماكن والطاولات والكراسي وفضاءات التجهيزات.

وأشار ذات البيان إلى أن البروتوكول يتضمن أيضا ضرورة وضع ممسحات مطهرة للأحذية عند المداخل والتنظيف المنتظم للأقمشة والمناشف وبدلات العمل، إلى جانب وضع محلول مطهر في متناول الزبائن ومنع استعمال مكيفات الهواء والمراوح، وأن عدم الامتثال لهذه التدابير سيؤدي إلى الغلق الفوري للفضاء أو النشاط المعني.

إجراءات وقائية صارمة ترافق تهيئة أكثر من 20 غابة بالعاصمة

أخضعت مديرية الغابات للعاصمة أكثر من 20 غابة استجمام حضرية للتهيئة، من خلال عمليات تعقيم وتنظيف واسعة لوضعها تحت تصرف الراغبين في تعويض أشهر الحجر الصحي التي التزموا فيها منازلهم في الهواء العليل وسط الاخضرار الطبيعي بشرط التقيد بالتدابير اللازمة لمجابهة وباء كورونا، والتي سترافق الفتح التدريجي للفضاءات العمومية وفق بروتوكول صحي صارم يمتثل لإجراءات الوقاية الصحية ضد تفشي فيروس كورونا.

وتتمثل أغلب هذه الفضاءات الطبيعية في غابات بوشاوي وباينام ومنحدر المرأة المتوحشة ببئر مراد رايس وساليبا بواد السمار والمكان الجميل بالحراش وبني مراد ببرج الكيفان وبارودي بالشراقة وخلوفي بزرالدة وغيرها التي تم تسييجها وتجهيزها بمختلف الخدمات لراحة الزوار، مع توفير الأمن ومساحات اللعب للأطفال للترفيه والتسلية بشرط تفادي التجمعات وعدم التجمهر في مكان واحد للزوار مع إجبارية ارتداء القناع الواقي واحترام التباعد الجسدي بمسافة متر ونصف على الأقل ووضع ملصقات تتضمن التذكير بتدابير الوقاية الصحية مع توفير حاويات مخصصة للتخلص من الأقنعة والقفازات أو المناديل المستعملة ووضعها تحت تصرف المواطنين.

سيف الحجاج يُشهر في وجه التجار ولا “صولد” هذا الموسم

أشهرت لجنة مراقبة وردع التجار المخالفين للإجراءات الصحية المتعلقة بمحاربة تفشي فيروس كورونا بالجزائر العاصمة، سيف الحجاح في صفوف المتورطين وأقدمت على  تعليق نشاط أزيد من 200 محل تجاري بالمقاطعة الإدارية درارية، إضافة إلى الغلق الفوري لسوق بومعطي ببلدية الحراش، حيث وعقب العمل الميداني الذي قامت به اللجنة للوقوف على مدى تطبيق الإجراءات الاحترازية المنصوص عليها في التعليمة الحكومية بخصوص مكافحة فيروس كورونا المستجد، فقد تقرر تعليق نشاط عدد من المحلات التجارية منها 200 محل بالمقاطعة الإدارية للدرارية غرب الجزائر العاصمة ومحلات المركز التجاري المعروف بـ “بازار حمزة” الكائن ببلدية باش جراح، علاوة على قرار الغلق الفوري لكل من السوق البلدي “ميلودي برينيس” وسوق بومعطي التابع لبلدية الحراش وذلك “لإخلال” التجار بإجراءات الوقاية من تفشي وباء كورونا وتسجيل غياب ونقص الوعي لدى البعض منهم.

ودعت أصحاب المحلات التجارية إلى ضرورة توفير مواد التعقيم عند مداخل المحلات، احترام التباعد الإجتماعي ووضع علامات لتنظيم حركة الزبائن داخل المحلات، فرض ارتداء الأقنعة على الزبائن .

في ذات السياق، فقد تم تأجيل إلى أجل غير مسمى عملية البيع بالتخفيض الخاصة بالموسم الصيفي 2020 التي كان مزمعا تنظيمها بداية من 21 جويلية لتنتهي نهاية الشهر الحالي، بسبب الوضع الصحي الناجم عن تفشي وباء فيروس كورونا كوفيد-19، وكذا تجنب التجمعات والاكتظاظ أمام المحلات والمراكز التجارية الذي يميز عادة عملية البيع بهذه الصيغة.

مئات المساجد تترقب الترخيص بفتحها من جديد

تترقب مئات المساجد بالعاصمة إعادة فتح أبوابها أمام المصلين لتنضم إلى أزيد من 420 مسجدا تم الترخيص بفتحها كونها تتوفر على قدرة استيعاب تصل إلى 1000 مصلي وهذا وفق بروتوكول صحي وجب احترامه، حيث أمر والي العاصمة يوسف شرفة بإعادة فتح كل المساجد التي لها قدرة استيعاب تصل إلى ألف مصلي وحصريا بالنسبة لصلاة الظهر، العصر والمغرب والعشاء، على مدار أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة، الذي سيتم فيه أداء صلاة العصر والمغرب والعشاء فقط، وإلى أن تتوفر الشروط الكاملة لإعادة الولوج الكلي لكل مساجد الولاية بعد زوال هذا الوباء، سيتم التقيد بالبروتوكول الصحي الخاص بالمساجد والذي يشترط الإبقاء على منع دخول النساء والأطفال البالغين أقل من 15 سنة، والأشخاص الأكثر عرضة للخطر.

كما تقرر الإبقاء على قاعات الصلاة والمصليات والمدارس القرآنية  وأماكن الوضوء مغلقة، ارتداء الكمامة الواقية إجباريا، حمل الـمصلي على استعمال سجادته الشخصية، فرض احترام التباعد الجسدي بين المصلين بمسافة متر ونصف على الأقل، تنظيم الدخول على نحو يسمح باحترام المسافة والتباعد الجسدي وكذا تهيئة الدخول والخروج في اتجاه واحد للمرور، من أجل تفادي تلاقي المصلين،  وضع محلول مطهر في متناول المصلين،  منع استعمال مكيفات الهواء والـمراوح، التهوية الطبيعية للمساجد وتطهيرها الـمنتظم، الاستعانة بملصقات تتضمن التذكير بتدابير الوقاية الصحية. كما سيظل الدخول إلى المسجد خاضعًا لقياس الحرارة مسبقا عن طريق أجهزة القياس الحرارية، كما دعا يوسف شرفة في بيان له إلى وجوب احترام إجراءات الوقاية من خطر انتشار فيروس كورونا والرفع من درجة الوعي لدى المصلين.

الناقلون بين مطرقة التدابير الوقائية وسندان تعنت المسافرين

يجد الناقلون صعوبة كبيرة في الخضوع لتدابير الوقاية من فيروس كورونا، لما يسببه ذلك من تراجع في المردودية مقابل صعوبة تحكمهم في المسافرين الذين يشكون دائما من نقص وسائل النقل، فما بالك بوجود تدابير تحدد عدد الركاب، وبين هذا وذاك فإن الحكومة شددت على ضرورة الالتزام و ضمان الحد الأدنى من التباعد الإجتماعي في أماكن التجمعات سيما في وسائل النقل، خاصة مع صور الاكتظاظ التي يتسم بها القطاع منذ سنوات بالعاصمة، وقد أكدت على أصحاب مؤسسات النقل ما بين البلديات ضرورة إلزام الركاب بوضع الكمامات وتوفير المعقم الكحولي في إنتظار الرفع التدريجي للحجر الصحي على القطاع ما بين الولايات، هذا الإجراء يعني إجبار المواطنين على الامتثال  بجميع الإجراءات المتخذة في مثل هذه الحالات، مع فرض العقوبات الصارمة ضد كل مخالف.

وفي هذا السياق، فقد يستعصى على الناقلين الالتزام في بعض الخطوط التي تشهد فوضى عارمة وسلوكيات غريبة، حيث يعمدون إلى التوقف في كل المحطات  لفترات طويلة  تتجاوز الوقت المسموح به، مما يؤثر على معنويات المسافرين، الذين هم على مواعيد في أماكن عملهم أو طبية قصد التحاليل وغيرها، وما يزيد الطين بلة هو جلوسهم على مقاعد التباعد الاجتماعي، لتبدأ الملاسنات الكلامية بينهم نتيجة خطأ يرتكبه القابض، ويترك البقية في شجار علني يصل إلى حد التراشق بالكلمات السوقية، إضافة إلى ذلك لا يخضع الركاب عبر ذات الخط لإلزامية ارتداء الكمامة.

روبورتاج: إسراء. أ