برحيل الفنانة ماجدة الصباحي، الخميس، تطوي السينما المصرية إلى الأبد، صفحة الجيل الأول من نجماتها اللواتي صنعن الكثير من المجد عبر الشاشة الكبيرة سواء بالتمثيل أو الإنتاج، ومنحت نجوميتهن خطوة واسعة لتمكين المرأة في العالم العربي.
وتتميز ماجدة الصباحي عن غيرها بأنها قضت 70 عاما في محراب الفن منذ قدمت فيلمها الأول عام 1949، وساهمت عبر سلسلة أفلام في التعبير عن قضايا الفتاة المراهقة ودعم حركات التحرر الوطني في الجزائر، كما كانت شركتها للإنتاج إحدى دعائم صناعة الأفلام في مصر.
ولدت ماجدة الصباحي في مدينة طنطا شمال القاهرة لعائلة من الطبقة الوسطى، إذ عمل والدها موظفا في مصلحة الاتصالات وحصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية.
وهي في عمر الخامسة عشر قررت أن تمثّل بعد أن عرض عليها المخرج سيف الدين شوكت المشاركة في فيلم “الناصح” عام 1949 أمام “إسماعيل ياسين”، ولكنها طلبت منه تغيير اسمها على التتر إلى ماجدة حتى لا يعرف أحد من أسرتها، وقد نشبت مشاكل عديدة بين أسرتها وبين أسرة الفيلم أدت لتعطيل العرض لمدة عام كامل قبل أن تنجح الوساطة التي استقدمتها ماجدة في تهدئة الأمور، وفي إقناعهم بعرض الفيلم.
دخلت مجال الإنتاج وكونت شركة أفلام ماجدة لإنتاج الأفلام من أفلامها التي أنتجتها “جميلة”و “هجرة الرسول”.
ومثلت ماجدة الصباحي مصر في معظم المهرجانات العالمية وأسابيع الأفلام الدولية، واختيرت كعضو لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة، حصلت على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي، كماحصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد.
وأعلنت ماجدة خطوبتها للفنان سعيد أبوبكر، وهو الممثل الذي اشتهر بشخصية شيبوب في فيلم “عنتر بن شداد”، وأقيمت الخطوبة في حفل ضيق وبحضور الأهل والأصدقاء، ولكن تم فسخها بعد فترة قليلة، من دون إعلان أي سبب.
وتزوجت مرة واحدة عام 1963 من الفنان ايهاب نافع وكان وقتها الطيار الخاص للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وأنجبت منه ابنتها غادة.
وتلقت عدة عروض للزواج بعد إعلان طلاقها من إيهاب نافع، أبرزها من النجم رشدي أباظة، ولكنها رفضت الزواج مجددا وفضلت التفرغ لرعاية ابنتها الوحيدة.
كونت ماجدة الصباحي ثنائيات مع العديد من النجوم، فقدمت مع إسماعيل ياسين “ليلة الدخلة” و”فلفل” و”الآنسة حنفي”، وغنى لها “عبد الحليم حافظ” “أهواك” في فيلم “بنات اليوم”، وقدّمت مع “رشدي أباظة” أفلام “المراهقات” و”دنيا البنات” و”حواء على الطريق” و”زوجة لخمسة رجال”، وقدمت مع “فريد الأطرش” “لحن الخلود” و”من أجل حبي”، ومع “يحيى شاهين”، “مرت الأيام” و”هذا الرجل أحبه” و”أين عمري” و”عشاق الليل”، وشاركت زوجها “إيهاب نافع” أفلاماً مثل “الحقيقة العارية” و”القبلة الأخيرة” و”هجرة الرسول”، وكان آخر فيلم قدمته هو “ونسيت أني امرأة” في عام 1994.
من أشهر افلامها أين عمري والمراهقات وجميلة وبنات اليوم ولحن الخلود، والآنسة حنفي، شاطئ الأسرار، النداهة. ولها تجربة واحدة في عالم الإخراج السينمائي وكتابة السيناريو والحوار مع فيلم “من أحب؟ “عام 1966.