برج بوعريريج.. مطالب بفتح تحقيق في التجاوزات التي عرفها مشروع الترميم بمدرسة “دفاف اعمارة”

برج بوعريريج.. مطالب بفتح تحقيق في التجاوزات التي عرفها مشروع الترميم بمدرسة “دفاف اعمارة”

تتواصل معاناة سكان قرية أم الديسة النائية التابعة إقليميا لبلدية الرابطة في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج، الواقعة بأعالي جبال البلدية وتبعد عن مقر الولاية بحوالي 30 كلم، في صمت مع الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتخبطون فيها والتي يطبعها النقص والحرمان بالنظر للحياة البدائية التي يعيشونها بالرغم من طرق جميع الأبواب والاتصالات العديدة التي لم يجنوا منها على حد تعبيرهم غير الوعود التي بقيت مجرد حبر على ورق وحلم صعب المنال، معلنة بذلك تواصل معاناتهم التي تتعالى وتزداد يوما بعد يوم. حيث ناشدوا من خلال نداء الاستغاثة هذا السلطات الولائية وفي مقدمتها والي الولاية “بن مالك محمد” ضرورة الالتفاتة العاجلة ولمَ لا برمجة زيارة تفقدية للوقوف الشخصي على معاناتهم أملا في الدفع بعجلة التنمية المتوقفة ورفع الغبن عن سكان هذه المنطقة النائية التي تعد مثالا حيا للحياة البدائية.

السكان عبروا عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من السلطات المحلية بالبلدية، التي لا تعرف مقرهم السكني بحسبهم سوى في الحملات الانتخابية بهدف الفوز بأصواتهم، معبرين عن معاناتهم المتواصلة مع جملة النقائص التي نغصت حياتهم ودفعت في نفوسهم إحساسا بالح_رة والتهميش، وفي أولها غياب الربط بقنوات الصرف الصحي التي تعد من بين المطالب الأساسية لهم، حيث لا يزال السكان يعتمدون ونحن مع مطلع عام 2021 على الطرق التقليدية في التخلص من فضلاتهم البيولوجية والمنزلية وما ينجر عنها من سلبيات وروائح كريهة أدت إلى توفير المناخ الخصب لتكاثر الحشرات الضارة التي تعد الناقل رقم واحد للأمراض. كما جعلت القرية مرتعا للكلاب المشردة والحيوانات المفترسة التي هددت بشكل كبير راحة السكان وسكينتهم وزادت من مخاوفهم خلال الفترة الليلية على قطعان ماشيتهم، ودفعت بهم إلى دق ناقوس الخطر خوفا من انتشار الأمراض والأوبئة في أوساطهم وأوساط فلذات أكبادهم. كما اشتكى أرباب العديد من العائلات من غياب ربط منازلهم بالغاز الطبيعي مع العلم أن القرية استفادت من مشروع غاز المدينة منذ مدة، في حين طالب أرباب بعض العائلات الأخرى الربط بالكهرباء الريفية والقضاء على عمليات الربط العشوائي التي يعتمدون عليها معرضين بذلك حياة عائلاتهم إلى خطر الموت بالأخص خلال التقلبات الجوية، وطالب سكان القرية النائية بتسجيل مشروع تهيئة للطرق الداخلية للقرية التي هي عبارة عن مسالك ترابية تتحول بمجرد سقوط زخات من الأمطار إلى وديان جارية ومستنقعات من الأوحال يصعب الخوض فيها. مشاكل السكان لم تتوقف عند هذا الحد حيث عبروا عن معاناتهم مع النقص الفادح المسجل في التزود بالمياه الصالحة للشرب، الأمر الذي حتم عليهم الاستنجاد بالينابيع الطبيعية باستعمال الأحمرة أو الاستنجاد بصهاريج المياه بأسعار خيالية زادت من معاناتهم، كما طالب السكان بضرورة رفع حصص الاستفادة من البناء الريفي كون غالبيتهم يعانون من أزمة سكن خانقة، مطالبين في السياق ذاته بتوزيع هذه الإعانات على مستحقيها وحسب ما تقتضيه شروط الاستفادة من مثل هكذا إعانات موجهة خصيصا للفقراء والمعوزين وأصحاب الدخل الضعيف، و طالب السكان بالعمل على تهيئة المركز الصحي الموجود بالقرية وتدعيمه بممرضة لرفع الحرج عن نساء القرية المحافظات. شباب القرية هم الآخرون عبروا عن امتعاضهم واستيائهم الكبيرين جراء الغياب التام للمرافق الرياضية والشبانية والثقافية بالقرية، الأمر الذي جعلهم عرضة للآفات الاجتماعية.

أولياء تلاميذ المدرسة الابتدائية “دفاف اعمارة” والسكان هم الآخرون عبروا عن استيائهم الكبير من عملية الترميم التي استفادت منها المدرسة مؤخرا وبالأخص فناء المدرسة الذي لحقت به أضرار مباشرة بعد انتهاء الأشغال التي وصفوها بالمغشوشة كون الفناء يتحول إلى مسبح بمجرد سقوط الأمطار، مما يحتم على التلاميذ قضاء وقت الراحة داخل الأقسام، حيث طالبوا والي الولاية من خلال الشكوى التي تحوز “الموعد اليومي” على نسخة منها بضرورة إيفاد لجنة تحقيق للوقوف على هذه الأشغال والتجاوزات الكبيرة التي حدثت في عملية الترميم ومعاقبة المتسببين فيها ولما لا تسجيل مشروع ترميمي لما رُمم سابقا تحت رعاية سياسة “البريكولاج”، واشتكى السكان كذلك من انعدام تغطية الهاتف الناقل عن الكثير من السكان، الأمر الذي صعب من عملية التواصل فيما بينهم.

مصالح المجلس الشعبي البلدي ببلدية الرابطة في ردها على انشغالات السكان، _أكدت بأن قرية أم الديسة استفادت منذ تولي هذا المجلس زمام الأمور قبل ثلاث سنوات، من العديد من المشاريع التنموية الهامة أهمها _إنجاز طرق ولاد جدية، لمهادة، لمريجات أم الديسة، _إنجاز قناة الضخ عين بن عامر، _ترميم مدرسة “دفاف اعمارة” وبناء قسمين بها وتهيئة الساحة، تزويد لهبب السهالة بالكهرباء الريفية والإنارة العمومية بأم الديسة 95(Lad)، _تدعيم شبكة بن صفان بالمياه الصالحة للشرب، _إصلاح الأضرار بالواد الداهس بالزغاغدة، وتوزيع _أكثر من 30 حصة بناء ريفي، أما فيما يخص مشروع شبكة الصرف الصحي الذي لم ينطلق بعد، فقد أكدت ذات المصالح أن هناك مشروعا على مستوى مصالح الري بالولاية بمبلغ ما يقارب 5 ملايير سنتيم، وبخصوص الطرق الداخلية فقد أكدت ذات المصادر أن المصالح البلدية تعتمد على الأولوية في تجسيد المشاريع التنموية، مشيرة إلى أنه سيتم بعد ربط القرية بقنوات الصرف الصحي، العمل على تسجيل مشروع التهيئة للطرق الداخلية. وفيما يتعلق بالربط بشبكتي الكهرباء والغاز، فقد أكدت مصادر الجريدة أن عملية الربط بالكهرباء جارية في الوقت الذي يعتبر ربط باقي المنازل التي تعد على رؤوس الأصابع بالغاز الطبيعي من أولويات المصالح البلدية.

جندي توفيق