يشتكي سكان قرية القماقيم التابعة إقليميا لبلدية الرابطة في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج، التي تبعد عن مقر عاصمة البيبان بحوالي 30 كلم، من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتخبطون فيها بالرغم من طرق
جميع الأبواب وانتهاج جل السبل، بغية ايصال انشغالاتهم إلى السلطات الوصية أملا في ايجاد الحلول الناجعة الكفيلة برفع الغبن عن سكان القرية النائية التي تتعالى آهاتهم وتزداد يوما بعد يوم، في ظل عدم استجابة المصالح البلدية لمطالبهم المشروعة طيلة السنوات الفارطة، حيث انحصرت مهمتها في اطلاق الوعود التي لم تجد التطبيق على أرض الواقع، ما أدى إلى تواصل معاناة السكان.
سكان قرية القماقيم تنفسوا خلال الأشهر القليلة الفارطة الصعداء، حيث استفادت القرية من مشاريع تنموية هامة ستساهم في تحسين الإطار المعيشي للمواطنين وتعمل على تثبيتهم بمقرات سكنهم، وتقضي على ظاهرة النزوح الريفي التي تغلغلت في عقولهم بحثا عن متطلبات الحياة الأساسية التي يفتقد لها مقر سكنهم، لعل أبرزها موافقة السلطات الولائية التكفل بمشروع توصيل سكنات القرية بشبكة الغاز الطبيعي الذي يعتبر المطلب الرئيسي لسكان القرية النائية وشغلهم الشاغل منذ الاستقلال، حيث عبر السكان عن معاناتهم المتواصلة مع قارورات غاز البوتان التي أرقت كاهلهم وأفرغت جيوبهم الفارغة، خاصة وأن القرية تقع بأعالي جبال بلدية الرابطة وتعرف تساقطا كثيفا للثلوج الذي يقابله عدم وجود نقاط خاصة ببيع قارورات غاز البوتان، ما يحتم عليهم الخوض في رحلات شتوية إجبارية بحثا عن قارورة غاز بوتان تقيهم برد الشتاء القارس وتوفر لهم لقمة عيش ساخنة، قاطعين وراءهم عشرات الكيلومترات باستعمال وسائلهم الخاصة مما زاد من معاناتهم، في حين يضطر البعض الآخر منهم إلى الاستنجاد بحمولات الحطب من الغابات القريبة من القرية، أو شراء حمولات، أو الاستنجاد ببراميل المازوت التي زادت من معاناتهم، الجدير بالذكر أن المشروع التنموي الهام هذا سيتم تمويله على عاتق ميزانية الولاية، كما سيتم تدعيم القرية بالمياه الشروب والقضاء على التذبذب الحاصل في التزود بهذا المنبع الضروري، فضلا عن انجاز شبكات التطهير والقضاء على القمامة والأوساخ التي أصبحت السمة المميزة للقرية التي صارت مناخا خصبا لتكاثر الحشرات الضارة وملاذا مفضلا للحيوانات المفترسة والكلاب المشردة، التي فرضت حظر التجوال بالقرية بالأخص خلال الفترة الليلية.
رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الرابطة أكد، حسب مصادر “الموعد اليومي” أن القرية ستستفيد من مشاريع لتهيئة وتعبيد الطرقات بعد اتمام أشغال توصيل السكنات بمختلف الشبكات وشبكة الغاز الطبيعي، حيث ستستفيد المنطقة من عمليات لتعبيد وتهيئة الطريق الرئيسي والطريق المؤدي إلى منطقة لفراحتية، لتضاف إلى العمليات التنموية المنجزة على غرار تزويد مختلف الأحياء والتجمعات السكانية بشبكة الإنارة العمومية.
