يشتكي سكان قرية عياضات التابعة إقليميا لبلدية عين تسرة في الجهة الشرقية لولاية برج بوعريريج، من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتخبطون فيها ويطبعها النقص والحرمان، ما نغص حياتهم ودفع في نفوسهم إحساسا بالح_رة والتهميش.
وعبر هؤلاء عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من السلطات المحلية بالبلدية التي بقيت تتفرج على حد تعبيرهم على معاناتهم دون أن تحرك ساكنا، معلنة بذلك تواصلها وتأزمها يوما بعد يوم.
السكان اشتكوا من نقص وتذبذب التزود بالمياه الصالحة للشرب، ما دفعهم إلى الاستنجاد بصهاريج المياه بأسعار خيالية تصل حتى 1000 دج، والتي لا تلبي سوى متطلبات يوم أو يومين على أقصى تقدير خاصة في فصل الصيف، أين يزداد الطلب على المياه التي يؤدي غيابها إلى اختلال في متطلبات الحياة الأساسية.
كما اشتكوا من النقص المسجل في الإنارة العمومية والظلام الدامس الذي يخيم على العديد من أرجاء القرية، مصعبا بذلك عملية تواصلهم فيما بينهم من أجل قضاء حوائجهم خلال الفترة الليلية، كما أدى الوضع إلى تخوف السكان من انتشار عصابات السطو والسرقة بالنظر لتوفر السبل والتي يتقدمها عنصر الظلام الدامس.
مشاكل السكان لم تتوقف عند هذا الحد، حيث اشتكوا من غياب التهيئة الحضرية واهتراء الطرقات وانعدام المرافق الرياضية والشبانية، ما جعل أبناءهم عرضة للخوض في الآفات الإجتماعية على اختلاف أنواعها.
كما أشار السكان المجاورون للوادي إلى انتشار الروائح الكريهة والأوساخ، حيث تحول هذا الوادي إلى مناخ خصب لتكاثر الحشرات الضارة التي تعد الناقل رقم واحد للأمراض والأوبئة، كونه يعتبر المصب النهائي لقنوات الصرف الصحي للقرية، حيث دقوا ناقوس الخطر مطالبين السلطات المحلية ومصالح الموارد المائية بالولاية بضرورة التدخل العاجل قبل فوات الأوان، كما اشتكوا من أزمة السكن الخانقة التي يتخبط فيها أغلب سكان القرية النائية، خاصة وأن معظم الأراضي المجاورة للقرية ملك للدولة، مطالبين في هذا الصدد بتسجيل مشاريع تشييد سكنات اجتماعية لرفع الغبن عنهم.
سكان قرية عياضات ناشدوا السلطات المحلية على مستوى الولاية من خلال نداء الإستغاثة هذا، وكلهم أمل في التفاتة عاجلة تكون كفيلة بالقضاء على معاناتهم وتزويد قريتهم النائية بمشاريع تنموية يتنفس من خلالها السكان الصعداء وتقضي على مقاساتهم التي عمرت طويلا ودفعت في نفوسهم فكرة النزوح نحو المدن بحثا عن متطلبات الحياة الأساسية التي يفتقد لها مقر سكنهم، تاركين وراءهم أراضيهم الفلاحية التي ستصبح بلا شك أراضٍ قاحلة لا تصلح لشيء.
المصالح المحلية على مستوى دائرة رأس الوادي، أكدت بحسب مصادر جريدة “الموعد اليومي” المطلعة على الأمر في ردها على انشغالات السكان، أن مشروعي قنوات الصرف الصحي والماء الشروب قيد المتابعة، أين يتم العمل بالتنسيق مع مصالح الموارد المائية بتسجيل مشروع نقل المصب الخاص بقنوات الصرف الصحي بعيدا عن سكنات القرية، في حين هناك مشروع فيما يخص الماء الشروب والمتمثل في تزويد القرية بالماء انطلاقا من “سد عين زادة” مرورا بقرية مشتة تسرة.
أما فيما يخص الإنارة العمومية، فقد أكدت ذات المصادر أن المصالح الوصية خصصت مبلغا ماليا معتبرا من أجل تزويد جميع قرى البلدية بالإنارة العمومية والقضاء على هذا المشكل نهائيا.
جندي توفيق