يناشد سكان قرية القماقيم التابعة إقليميا لبلدية الرابطة في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج، السلطات المحلية وفي مقدمتها والي الولاية “بن مالك محمد” بضرورة الالتفاتة العاجلة وانتشالهم من بحر المعاناة الذي أغرقوا فيه، جراء جملة النقائص التي تعاني منها القرية والتي يقابلها تهميش وإقصاء كبيرين من المشاريع التنموية من طرف المصالح البلدية، وذلك بحسب نص شكوى جمعية حي النور الذي تحوز جريدة “الموعد اليومي” على نسخة منه. حيث ناشدوا المسؤول الأول عن شؤون الولاية بضرورة العمل على برمجة زيارة فجائية للقرية للوقوف على الحياة البدائية التي يعيشها سكان هذه القرية أملا في الدفع بعجلة التنمية ورفع الغبن عن سكانها الذين تتعالى آهاتهم وتزداد يوما بعد يوم في ظل غياب الالتفاتة وتواصل سياسة التهميش والإقصاء.
سكان قرية القماقيم النائية طالبوا بضرورة تهيئة الطريق الذي يربط كل من قرية لفراحتية ببلدية الرابطة باتجاه قرية ماجن عمران المجاورة والتابعة لبلدية الحمادية والذي يعبر قريتهم، مؤكدين في السياق ذاته أن مصالح بلدية الرابطة قامت سابقا بتهيئة هذا الطريق من خلال تعبيده على مسافة حوالي الكيلومتر، لكن هذه التهيئة لم تمس الشطر المار بالقرية، وذلك بالرغم من الاتصالات العديدة والمتكررة بالمصالح البلدية التي لم يجنوا منها على حد تعبيرهم غير الوعود التي بقيت مجرد حبر على ورق، معلنة بذلك تواصل معاناتهم مع هذا المقطع الترابي الذي يتحول بمجرد سقوط زخات من الأمطار إلى مستنقع من الأوحال يصعب الخوض فيه. كما طالب السكان بمشروع قنوات الصرف الصحي، حيث لايزالون يعتمدون على الطرق التقليدية في التخلص من فضلاتهم البيولوجية والمنزلية وما ينجر عن هذه الطريقة من سلبيات، مؤكدين بأن جميع القرى المجاورة لقريتهم استفادت من الربط بقنوات الصرف الصحي ما عدا قريتهم التي لا يزال سكانها يعانون من انتشار القمامة والأوساخ وعرضة للأمراض والأوبئة، وأكد السكان أنهم راسلوا السلطات البلدية من أجل رفع القمامة كباقي القرى المجاورة لهم، والعمل على تزويد القرية بحاويات بلاستيكية لجمع القمامة، الأمر الذي لم يحدث مما اضطر السكان للبحث عن أماکن فوضوية لرمي القمامة، ما جعل القرية مناخا خصبا لتكاثر الحشرات الضارة والكلاب المشردة جراء الروائح الكريهة والنتنة المنبعثة منها، مما ينذر بكارثة بيئية محتملة الوقوع. مطالب السكان لم تتوقف عند هذا الحد، حيث طالبوا بالإنارة العمومية كون القرية تغرق في الظلام الدامس وتتحول خلال الفترة الليلية إلى مقبرة للأحياء بالنظر لغياب التواصل، معبرين عن خوفهم الكبير من انتشار عصابات اللصوص المختصة في السطو على المواشي والتي عرفت تناميا كبيرا مؤخرا وذلك في ظل توفر السبل والتي يتقدمها عنصر الظلام الدامس الذي تغرق فيه القرية، وذلك بالرغم من علم السلطات البلدية بذلك. كما اشتكى السكان من مشكل ثالث لا يقل أهمية عن المشاكل السابقة، أين طالبوا بزيادة حصص استفادة القرية من إعانات البناء الريفي خاصة وأن معظمهم يعانون من أزمة سكن خانقة وحلمهم تشييد سكنات لائقة، مؤكدين في هذا الصدد أن عدد الاستفادات لا يتعدى حصة أو حصتين على أقصى تقدير وهو عدد قليل جدا مقارنة بعدد سكان قرية القماقيم الذين أودعوا طلبات الاستفادة من هذه الإعانات، على عكس القرى المجاورة التي يستفيد سكانها من عدة حصص.
أولياء التلاميذ طالبوا من جهتهم السلطات الولائية الوصية وفي مقدمتها مصالح مديرية التربية بالولاية، بضرورة تسجيل مشروع مدرسة ابتدائية بالقرية والقضاء على معاناة تنقل أبنائهم إلى قرية ماجن عمران المجاورة للالتحاق بمقاعد الدراسة قاطعين مسافة 04 كلم يوميا ذهابا وإیابا مشيا على الأقدام، الأمر الذي انعكس سلبا على مستواهم الدراسي، كما حرم الإناث من مزاولة الدراسة بالنظر لبعد المسافة والمعاناة الكبيرة التي يتكبدها التلاميذ في الالتحاق بمقاعد الدراسة.
جندي توفيق