ناشد سكان قرية الجرف الواقعة غرب قرية ماجن عمران التابعة إقليميا لبلدية الحمادية في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج، من خلال نداء الاستغاثة الذي تحوز “الموعد اليومي” على نسخة منه، السلطات الوصية ضرورة الالتفاتة العاجلة والنظر في جملة المشاكل التي يتخبطون فيها، وفي مقدمتها الحالة الكارثية والمزرية للطريق الرئيسي لهذا التجمع السكني على مسافة لا تتجاوز 1 كلم والذي أصبح على حد تعبيرهم لا يصلح حتى للمشي على الأقدام خاصة في فصل الشتاء، أين يتحول هذا المسلك إلى وديان جارية ومستنقعات من الأوحال يصعب الخوض فيها.
كما طالبوا في السياق ذاته بضرورة تسجيل جسر على مستوى الوادي الذي يفصل القرية عن العالم الخارجي مصعبا بذلك من التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة أثناء سقوط الأمطار، كما اشتكى السكان من مشكل ثاني لا يقل أهمية عن المشكل الأول والمتمثل في غياب الماء الشروب بالرغم من توفر السبل، حيث يبقى الماء الغائب الأبرز عن حنفياتهم أو الزائر خفيف الظل، وعبروا عن معاناتهم المتواصلة في هذا الصدد بالأخص خلال فصل الصيف أين يزداد الطلب على هذه المادة الحيوية التي يؤدي غيابها إلى اختلال في متطلبات الحياة الأساسية، مما يحتم عليهم الاستنجاد بصهاريج المياه بأسعار خيالية تتجاوز سقف 1000 دج، الأمر الذي زاد من معاناتهم. كما طالب السكان السلطات الوصية بضرورة تسجيل مشروع قنوات الصرف الصحي والقضاء على الطرق التقليدية التي يعتمدون عليها في التخلص من فضلاتهم وما ينجر عنها من سلبيات كثيرة قد تؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة في أوساطهم وأوساط فلذات أكبادهم. مطالب السكان لم تتوقف عند هذا الحد حيث طالبوا إلى جانب ما سبق بضرورة تدعيم تجمعهم السكني بمصابيح الإنارة العمومية وتصليح المعطلة منها والقضاء على الظلام الدامس الذي يخيم على العديد من أرجاء القرية مصعبا بذلك من عملية التواصل فيما بينهم بالأخص خلال الفترة الليلية.
السكان أكدوا بأنهم طرقوا جميع الأبواب وانتهجوا جل السبل من أجل ايصال إنشغالاتهم هذه إلى السلطات الوصية على اختلاف أطيافها، إلا أنهم لم يجنوا غير الوعود التي بقيت وستظل بحسبهم مجرد حبر على ورق وحلما صعب المنال، لكن وبالرغم من كل هذا، فإنهم ما زالوا متمسكين بخيط أمل التفاتة غير متوقعة تقضي على معاناتهم ومشاكلهم التي أرقت حياتهم، ودفعت في نفوسهم إحساسا بالحقرة والتهميش في بلد يتغنى جلّ مسؤوليه بالعزة والكرامة.
جندي توفيق