توشحت ولاية برج بوعريريج، نهاية الأسبوع المنصرم، برداء السواد والحداد، على خلفية الانفجار المهول والمدوي الذي عرفه أحد المنازل الموجودة بحي 5 جويلية بالولاية بسبب تسرب للغاز والذي أدى إلى انهياره الكلي، مخلفا وراءه كارثة إنسانية وفاجعة مأساوية اهتز لها سكان الجزائر ككل، والتي راح ضحيتها 10 أشخاص من عائلة واحدة من بينهم 5 أطفال لم يتجاوز عمرهم 11 ربيعا انتشلوا من تحت الأنقاض في ساعات متأخرة من ليلة الخميس إلى الجمعة، 06 منهم لقوا حتفهم في عين المكان، و04 حالات وافتهم المنية بمستشفى بوزيدي لخضر المركزي ببرج بوعريريج، كما خلف الانفجار 16 جريحا نقلوا على جناح السرعة إلى المستشفى من بينهم 02 في العناية الطبية
و14 ضحية تمت معالجتهم وتسريحهم من المستشفى، ليصل مجموع الضحايا إلى 26 شخصا.
وزير الداخلية “كمال بلجود” يؤكد على:
وقوف الدولة مع عائلات الضحايا وسيتم الشروع في عملية مسح شامل لتحديد الأضرار والخسائر وتحديد المسؤوليات
وعرفت ولاية برج بوعريريج، الجمعة، زيارة ثلاثة وزراء من أجل القيام بواجب العزاء والمشاركة في تشييع جثامين ضحايا هذا الحادث المأساوي على مستوى مقبرة “سيدي بتقة” وذلك على غرار كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية “كمال بلجود” ووزير الصحة “عبد الرحمان بن بوزيد” ووزيرة التضامن وقضايا الأسرة “كوثر كريكو”، حيث أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية أن الزيارة جاءت من أجل القيام بواجب العزاء على إثر الفاجعة المأساوية التي ألمت بعائلة حموش، مبرزا حرص رئيس الجمهورية على متابعة الحادثة وتقديم التعازي لعائلات الضحايا والمواطنين بالولاية، مؤكدا في السياق ذاته بأن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الحي الذي تقيم به العائلة حي قديم والمنزل يتوفر على جميع الوثائق اللازمة كالعقد ورخصة البناء وبيان المطابقة، مؤكدا بأن شبكة الربط بالغاز على مستوى الحي المذكور تم تجديدها سنة 2020 طبقا للمقاييس المعمول بها والتي تضمن الوقاية والحماية اللازمة بحسب المصالح الوصية، كاشفا بأن هناك تحقيقا معمقا في الحادثة تم مباشرته من طرف وكيل الجمهورية وسيكشف في الأيام القادمة عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه الكارثة والتي سيتم اطلاع الرأي العام بها، وكذا تحديد السبب الحقيقي وراء الانفجار، ومن ثم تحديد المسؤوليات واتخاذ الاجراءات اللازمة و المنصوص عليها قانونا. كما كشف عن اطلاق عملية مسح شامل بالتنسيق مع فرقة المراقبة التقنية للبنايات وفرق تقنية أخرى متخصصة، لتحديد المنازل المتضررة والخسائر الإجمالية، مؤكدا على وقوف الدولة مع عائلات الضحايا والتكفل بهم، أين سيتم الشروع في عملية مسح شامل لتحديد الأضرار والخسائر، وتحديد المسؤوليات، إلى جانب معاينة جميع البنايات المتضررة لتحديد حجم الخسائر والضرر من قبل الفرق التقنية المكلفة بهذه الدراسة وعملية التحقيق، كما أعطى بالموازاة تعليمات بالتكفل الفوري بالأفراد المتبقين للعائلة التي انهار منزلها بالكامل، ودعمها في هذا الظرف الحساس ومنحها مسكنا وتوفير احتياجاتها الحالية.
ودعا وزير الداخلية والجماعات المحلية المواطنين إلى ضرورة اليقظة الدائمة وتوخي الحيطة والحذر لتفادي مثل هذه الحوادث، وأبدى الوزير ارتياحه لما قامت به السلطات المحلية ومصالح الحماية المدنية والأمن والمواطنين من جهود وتدخلات سريعة لنقل المصابين والجرحى، وإخراج جثامين المتوفين من تحت الأنقاض.
وزير الصحة يكشف عن توفير جميع الإمكانيات المادية والبشرية للتكفل بضحايا الحادث الأليم
“عبد الرحمان بن بوزيد” وزير الصحة، كشف عن توفير جميع الامكانيات المادية والبشرية للتكفل بضحايا الحادث الأليم، مؤكدا تدعيم التأطير الطبي المتخصص للتكفل بجميع الحالات، ما سمح بتقديم العلاج اللازم لجميع المصابين واخراجهم من حالة الخطر، مستدلا بمغادرة 14 مصابا للمصحة بعد خضوعهم للعلاج وتعافيهم من الاصابة، في حين ما يزال المصابون المتبقون يخضعون للمراقبة الطبية المستمرة والعناية الدائمة، مستبعدا أن يتم تحويلهم إلى مصحات أخرى بالعاصمة، بالنظر الى استقرار وضعهم الصحي والتكفل المستعجل بهم على مستوى مستشفى بوزيدي، ووقف الوزير على حالة المصابين الإثنين اللذين لا يزالان بقاعة العناية المركزة، أين أكد أن الوضع الصحي للمصابين المتبقيين لا يدعو إلى القلق.
وزيرة التضامن تسدي تعليمات فورية للتكفل النفسي والاجتماعي بعائلات الضحايا
وزيرة التضامن وقضايا الأسرة “كوثر كريكو” من جهتها قامت بإسداء تعليمات فورية من أجل التكفل النفسي والاجتماعي والمستعجل بعائلات ضحايا انفجار الغاز عن طريق الخلايا الجوارية والاستعانة بالنفسانيين التابعين لقطاع الصحة والخلايا الجوارية على مستوى البلديات، مؤكدة متابعتها الدائمة للوضع، وجددت النداء إلى المواطنين للاستعمال العقلاني للغاز داخل المنازل وتفقد شبكات التوصيل.
الجدير بالذكر، فمصالح مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بولاية برج بوعريريج، أكدت بحسب مصادر “الموعد اليومي” المطلعة بأنها قامت بفتح تحقيق معمق في ملابسات الحادثة الخطيرة هذه التي خلفت 26 ضحية من بينهم 10 قتلى، وذلك باستعمال الوسائل التقنية الكفيلة بتحديد مكان التسرب سواء كان على مستوى الشبكة الرئيسية أو على مستوى بيت الضحايا. في حين حمّل المواطنون وجيران الضحايا المسؤولية الكاملة والمباشرة لمصالح مؤسسة سونلغاز التي لم تقم على حد تعبيرهم بواجبها بالرغم من الاتصالات العديدة والمتكررة، وبالرغم من تنقلهم إلى عين المكان يوما قبل الفاجعة.
للإشارة، فالانفجار المهول الذي خلف انهيار بناية سكنية R+2 مع تضرر العديد من البنايات المجاورة، وكذا تحطم كلي لسيارتين، جندت له مصالح الحماية المدنية العديد من وحداتها على غرار كل من الوحدة الرئيسية، المركز المتقدم للحماية المدنية، الوحدة الثانوية للحماية المدنية مجانة، الوحدة الثانوية للحماية المدنية ببلدية الحمادية، الوحدة الثانوية للحماية المدنية برج الغدير،
والوحدة الثانوية للحماية المدنية ببئر قاصد علي والوحدة الثانوية للحماية المدنية عين تاغروت بتعداد 19 ضابطا و09 ضباط صف و65 عونا، فيما تمثلت الإمكانيات المادية في 12 سيارة اسعاف و07 شاحنات و5 سيارات اتصال، بالإضافة إلى الامكانيات التابعة للقطاعات العمومية والخواص، فيما تبقى عملية رفع الردوم متواصلة.
جندي توفيق
قائمة الضحايا 10 أفراد:
-الأم: سعود مليكة (1962) زوجة حموش ابراهيم.
-الإبنة: حموش مريم طالبة دكتوراه بجامعة فرحات عباس
-الإبن: حموش رابح أستاذ رياضيات
– زوجة الابن المتوفي: بوخاري وداد 26 سنة.
– بنات الابن المتوفي: ميرال 4 سنوات وميار 6 أشهر .
– زوجة الابن الناجي: كاتب العارم.
– أبناءها: باسم 11 سنة، مروة 6 سنوات، أصيل 2 سنوات.
