برج بوعريريج… أوضاع معيشية صعبة بقرية تيحمامين

برج بوعريريج… أوضاع معيشية صعبة بقرية تيحمامين

عبّر العشرات من سكان قرية تيحمامين التابعة إقليميا لبلدية العش في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج، عن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتخبطون فيها والتي يطبعها النقص والحرمان.

السكان أكدوا بأن المصالح المحلية بقيت مهمتها منحصرة في إطلاق الوعود التي بقيت وستظل بحسبهم مجرد كلام عابر وحلما صعب المنال، مؤكدين في السياق ذاته أن المسؤولين لا يعرفون مقر سكنهم إلا أثناء الحملات الانتخابية طمعا في أصواتهم، حيث أن العديد من المنازل المشيدة حديثا ما زالت تعاني من انعدام ربطها بشبكة الغاز الطبيعي الذي يعتبر مطلبهم الأساسي منذ الاستقلال، مشيرين إلى أنه بعدما زودت القرية بهذه المادة الطاقوية حرمت عديد المنازل من التزود بها خاصة بعد أن خلفها المقاول الذي وعدهم بإكمالها، غير أن هذه الوعود بقيت مجرد كلام للاستهلاك وبات أصحابها يعانون الأمّرين مع البرودة القارسة التي تعرفها المنطقة.

وقد ناشد السكان مديرية الطاقة من أجل أخذ انشغالهم بعين الاعتبار وإتمام المشروع من خلال إدراج الشطر المتبقي وإضافة المنازل المشيدة حديثا، كما اشتكى السكان من مشكل ثاني لا يقل أهمية عن المشكل الأول والمتمثل في النقص الفادح المسجل في التزود بالماء الصالح للشرب، مرجعين ذلك إلى انعدام التسيير المحكم لعملية توزيعه  بعد استفادة القرى السبع لبلدية العش من مشروع تزويدها من نقب لمجاز الذي استهلك مبلغا ضخما قارب 120 مليار سنتيم حسب السكان لكن بدون جدوى، حيث لا تزور المياه حنفياتهم إلا نادرا ما يضطرهم إلى التزود بالصهاريج من بلديات مجاورة بمبلغ يصل إلى 1500 دج وهو مبلغ باهض لمعظم سكان القرية نظرا لمحدودية دخلهم.

وطالب سكان حي لخوالفية كذلك بإنهاء مشكل معاناتهم مع إكمال شطر تطهير الحي الذي يبقى نقطة سوداء جراء المعارضة في إيصال القنوات إلى المصب النهائي، ما جعل بعض العائلات في مشكل كبير مع انتشار الروائح الكريهة وانبعاثها داخل البيوت، وهو مؤشر للإصابة بأمراض كثيرة، ما يتطلب من مديرية الري تدارك الأمور قبل حدوث الكارثة، كما اشتكى سكان القرية النائية من الاهتراء الكبير الذي تعرفه طرقات القرية التي تتحول بمجرد سقوط زخات من الأمطار إلى مستنقعات من الأوحال ووديان جارية يصعب الخوض فيها، مما جعل أصحاب السيارات يتحاشونها لما تخلفه من أضرار على مركباتهم وقد صعبت من حياة السكان وخاصة عند حدوث حالات مرضية استعجالية أو خلال الولائم والجنائز للوصول إلى الطريق الرئيسي للقرية. كما طالب المواطنون في السياق ذاته ببناء مواقف للمسافرين على مستوى الطريق الولائي لتقيهم من برد الشتاء وحرارة الشمس أثناء انتظارهم لوسائل النقل التي تقلهم إلى مختلف الاتجاهات إن توفرت في الأوقات المناسبة خاصة للعمال والنقل المدرسي. وبخصوص قطاع الصحة، أكد المواطنون أن القرية تتوفر على مستوصف يستقبل المواطنين لتلقي العلاج البسيط، به ممرض يقدم الخدمات اللازمة غير أن السكان اشتكوا من غياب الطبيب عن المستوصف، حيث أنه في بعض المرات لا يزورهم لمدة أسبوعين ما يستوجب التنقل إلى مقر البلدية، علما أن المنطقة معروفة بظاهرة التسمم العقربي، ما يتطلب حضور الطبيب يوميا.

أما في مجال التربية والتعليم، فالقرية بها مؤسسة تربوية واحدة وحسب المواطنين فإنها غير كافية، ما يستوجب برمجة مدارس أخرى بالأحياء الآهلة بالسكان وتقريب المسافة للمتمدرسين مع الإلحاح على انجاز متوسطة لأبنائهم نظرا للعدد الهائل من التلاميذ الذين يسافرون يوميا إلى بلديتي العش والحمادية، كما عبر المواطنون عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من دار الشباب التي تم تشييدها سنة 2009 إلا أنه لم يتم تجهيزها ولم تستغل من طرف شباب القرية وبقيت هيكل بدون روح، إضافة إلى انعدام ملاعب جوارية بالقرية ومختلف أحيائها ماعدا ملعب واحد يتواجد على بعد كيلومترات عن الحي مما جعله شبه مهجور. كما اشتكى قاطنو القرية من انعدام الإنارة العمومية بمختلف شوارع وأحياء كل من لبراهمية، لخوالفية ولعلامة، حيث تعرف ظلاما دامسا خاصة في فصل الشتاء جراء احتراق المصابيح وانعدامها، الأمر الذي يجبرهم على استعمال المصابيح اليدوية أثناء خروجهم لأداء الصلوات أو الذهاب مبكرا للعمل أو الدراسة، ومما زاد من استيائهم هو خوفهم على أبنائهم من الحيوانات المفترسة والكلاب الضالة، بالإضافة إلى وجود الزواحف والعقارب التي تنتشر بالمنطقة. كما طالبوا في ذات السياق بتوسعة شبكة الكهرباء التي لم يضف إليها ولا عمود منذ 1989 خاصة البنايات الجديدة التي استفاد أصحابها من البناء الريفي التي شيدت بعد انجاز الشبكة ما تركهم في إشكال كبير للتزود بهذه المادة الحيوية.

ج. توفيق