تتحول أحياء بلدية الحمادية في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج، بمجرد سقوط زخات من الأمطار إلى مستنقعات من الأوحال ووديان جارية يصعب الخوض فيها سواء مشيا على الأقدام أو بالسيارات، الأمر الذي انعكس سلبا على أصحاب المحلات على مستوى هذه الأحياء، حيث تأثرت تجارتهم بالسلب جراء تفادي المواطنين للخوض فيها. كما أصبح أصحاب سيارات الأجرة يتجنبون هذه الأحياء خوفا على سياراتهم التي قد تتعرض لأعطاب. ولعل الزائر إلى مقر دائرة الحمادية في هذه الأيام بعد عمليات التساقط التي عرفتها المنطقة مؤخرا، ينتابه شعور بالحيرة والذهول إن كان هذا المكان فعلا هو مقر دائرة الحمادية أو هي إحدى القرى النائية التي صنفتها السلطات الوصية على أنها منطقة “ظل” بامتياز وتستحق إلتفاتة عاجلة للدفع بعجلة التنمية ورفع الغبن عن سكان هذه الأحياء.
الجدير بالذكر، فقد عرفت صور هذه الأحياء المغمورة بالمياه عن آخرها جراء غياب التهيئة رواجا كبيرا على مستوى موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك”، أين عرفت تعليقات ساخرة باسم الأحياء، كالمسبح نصف الأولمبي بحي 70 مسكنا، والمستنقعات، والوديان.
سكان هذه الأحياء ناشدوا السلطات المحلية في العديد من المرات ضرورة الإلتفاتة العاجلة والعمل على تسجيل مشاريع إعادة تهيئة لهذه الطرقات التي أضفت طابع البادية والريف على مقر دائرة الحمادية، إلا أنهم على حد تعبيرهم لم يجنوا غير الوعود التي بقيت مجرد حبر على ورق وحلم صعب المنال، معلنة بذلك تواصل معاناتهم هذه التي تزداد يوما بعد يوم في ظل غياب الإلتفاتة.
جندي توفيق