يشتكي سكان قرية معازة التابعة إقليميا لبلدية العش الواقعة على بعد 45 كلم جنوب عاصمة برج بوعريريج، من الأضرار الجسيمة والكارثية التي تهدد صحة سكان وأطفال القرية جراء الغبار المتطاير والتشققات الناجمة
عن عمليات التفجير الأسبوعية للمحاجر الأربع المحيطة بقرية معازة.
قاطنو القرية أكدوا أن الوضع ساهم في حدوث مضاعفات صحية لأغلبهم كالأمراض الصدرية والحساسية المفرطة وذلك بفعل استنشاق الغبار المتطاير يوميا، كما اشتكى السكان من التفجيرات اليومية والتي يصل عددها إلى 16 تفجيرا أسبوعيا ما أحدث تشققات في منازلهم إلى جانب التأثير على الثروة المائية التي كانت تزخر بها القرية، حيث أن التصدعات والتفجيرات أدت إلى تسرب المياه الجوفية من الشقوق المستحدثة بفعل التفجيرات إلى مناطق أخرى. سكان القرية ناشدوا السلطات الوصية وعلى رأسها المسؤول التنفيذي الأول بالولاية ضرورة التدخل من أجل الوقوف على حالة السكان وتنظيم عمل هذه المحاجر التي تستعمل مادة الديناميت في أعمالها لاستخراج الحصى وتفتيتها دون التقيد بدفتر الشروط، كما طالبوا من السلطات الولائية بإبعاد المحاجر عن المناطق الآهلة بالسكان لما تخلفه من أضرار على البنايات والسكان حتى أن قاطني القرى المحاذية للمحجرة يتخوفون على أطفالهم من مخاطر هذه المحاجر كون أن غالبية الأطفال يتنقلون يوميا للعب بالقرب من تلك المناطق الخطرة في ظل الغياب الكلي للمرافق الشبانية والرياضية بالقرية.
مديرة البيئة ببرج بوعريريج “رفيقة بلحاج ” وبحسب مصادر الجريدة المطلعة على الأمر، أكدت بأن المحاجر تعد بحسب القانون مؤسسات مصنعة تخضع قبل إنشائها لدراسة تقنية وبيئية تأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحتملة وتأثيرها على البيئة والمحيط، مؤكدة في السياق ذاته بأن أصحاب بعض المحاجر لا يلتزمون بالعمل بمضمون دفتر الشروط الذي يفرض توفر خزان مائي من أجل منع تطاير الغبار أثناء عمل الآليات داخل المحاجر إلى جانب التهيئة داخل المعمل والورشة، وكشفت المتحدثة ذاتها فيما يخص الإجراءات المتعلقة بالمتابعة القانونية، أنه يتم إرسال إنذارين إلى المحاجر التي لا تتقيد بشروط السلامة الصحية والبيئية والمحيط قبل اللجوء إلى إجراء الإغلاق النهائي، كاشفة أنه يتم التريث قبل اللجوء إلى إجراء الإغلاق كون هذه المؤسسات المصنعة تمثل مصدر رزق لمئات العائلات.
