إذا سألنا أي شخص، في الجزائر، ما هو البرنامج الثقافي، الذي تفضل مشاهدته على التلفزيون المحلي، فلن يذكر واحداً من البرامج الحديثة.
وإذا أجرينا مسحاً علمياً ونبشنا في أرقام المتابعة، فلا بد أن حصص الثقافة، التي كثرت في السنوات الأخيرة، مع تباين في محتواها وجودتها، هي الأقل مشاهدة، مع أن المتفرج المحلي يقبل على برامج ثقافية، على شاشات أجنبية،
والحقيقة أنه لا يبدو أن هناك سياسة تلفزيونية واضحة في صناعة برامج ثقافية، فالشرط الأول من أجل برنامج ناجح أن تقدمه شخصية معروفة لدى الناس، سواءً كان كاتباً أو فناناً، مع أن القنوات تتكل في الغالب على الكتّاب، بحكم احتكاكهم أكثر بأوساط الصحافة، وفي الجزائر لم يسبق أن شاهدنا، في السنوات الأخيرة، إلا نادراً، واحداً من مشاهير الثقافة يشرف على برنامج في مبنى التلفزيون.
وما يعاب على برامج الثقافة في التلفزيون، هو توقيت بثها، غالباً في الليل،
وعلى خلاف برامج أخرى في السياسة أو الطبخ أو الرياضة التي يسعى منتجوها إلى البحث عن معلنين وداعمين اقتصاديين لها، فإن البرامج الثقافية تبدو يتيمة، لا ومضات إشهارية فيها، بالتالي لا داعم تجاري لها.
ب/ص