مع الإنخفاض الشديد لدرجات الحرارة ترتفع حالات الإصابة بالإنفلونزا التي أصبحت أعراضها صعبة في السنوات الأخيرة، حيث اعتبرها كثير من الناس أنها غير محتملة وتطول مدة شفائها، الأمر الذي بات يثير مخاوفهم من الإصابة بها، مما يجعلهم يتبنون سلوكات وقائية سواء لتفادي المرض أو مضاعفاته، وأكثر ما يقبل عليه العديد منهم في مرحلة أولى، الطب البديل أو ما يعرف بالتداوي بالأعشاب.
يصعب على الكثير من الأطباء الوثوق فيما يعرف بالطب البديل، أو العلاج الطبيعي، لاسيما في الدول الأوروبية، إلا أن دول المنطقة العربية، على غرار الجزائر، لا زال سكانها يثقون في تلك الأعشاب، منهم الأطباء الذين قضوا سنوات طويلة في الدراسة والبحث العلمي، بحكم ما كان عليه أجدادنا في السابق، وما كانوا يعتمدون عليه في العلاج، لاسيما للعلل والأمراض البسيطة والمشاكل الصحية غير المعقدة، على شكل وصفات وخلطات طبيعية تساعد على الأقل في الوقاية من بعض تلك المشاكل.
العلاج الذاتي يبقى الخيار الأفضل
أوضح الأطباء أن العلاج الذاتي يبقى الخيار الأفضل حينما يكون طبيعيا، تفاديا للوقوع في فخ “فرط” المضادات الحيوية التي بات المجتمع يستهلكها، كالحلوى، ولا يدرك مخاطرها وانعكاساتها الحقيقية على صحتنا، وهذا للأسف، كثيرا ما يقوم به عامة الناس عند الشعور بالآلام الشائعة، مثلا الإصابة بحمى أو سعال أو صداع، ولتفادي المضاعفات، تجدهم يتسارعون نحو الصيدليات لاقتناء “الأسبيرين” أو المضادات الحيوية، لمساعدتهم على تخطي المرحلة بأقل الأضرار، لكن تلك السلوكيات قد تكون مكلفة على الصحة في حالة عدم استشارة أخصائي، لاسيما أن بعض الصيادلة يفتقدون لروح المسؤولية أو المهنية، ويبيعون تلك الأدوية دون وصفات طبية مرخصة.
ويؤكد الصيادلة أنه يبقى العلاج بمنتجات طبيعية أقل خطورة على الصحة، إلى حد ما، لأنه كلما زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده، وتبقى الأعشاب الطبيعية الشهيرة في المطبخ الجزائري ذات فعالية كبيرة، والدليل على ذلك، اعتماد الطب الحديث عليها لتركيب الأدوية الكيماوية.
أما بالنسبة للعلاج بالأعشاب فإنه مازال يلقى إقبالا رغم التراجع مقارنة بما كان عليه في عهد سابق، نظرا لما تسبب فيه بعض الباعة الذين لم يحترموا قواعد البيع هناك، وهو ما خلق فوضى حقيقية في ذلك المجال، وأدى إلى غلق العديد من المحلات التي انتشرت بالعشرات في العاصمة في وقت مضى.
ويستعين غالبية الجزائريين بأدوية طبيعية وأعشاب، على غرار منقوع الأعشاب عن طريق التبخير به أو شربه، فضلا على استعمال الزيوت الطبيعية ومستخلصات النباتات، والتداوي بالفواكه الموسمية التي تلائم كل موسم ومشاكله الصحية.
طب الأطفال: الصغار أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا الموسمية
ويعد الأطفال الصغار من أكثر الفئات تعرضا للإصابة بأعراض الأنفلونزا الموسمية مقارنة بالكبار، نظرا لكون مناعة الرضع ضئيلة وهو الأمر الذي جعل معاناة وشكاوى بعض الأمهات تزيد في عيادات الأطباء من بعض الأعراض التي يعاني منها الرضع منها عدم القدرة على التنفس، وهو ما لاحظناه خلال تواجدنا بإحدى العيادات الخاصة بطب الأطفال، لتقول في هذا الصدد مونية، أم لطفلين، والتي وجدناها في إحدى العيادات رفقة رضيعها الذي يشكو من ضيق التنفس، كما تؤكد وجود صفير ينبعث من صدره عندما يتنفس.
هي حالات كثيرة لأمهات ينتقلن من طبيب إلى آخر وينتابهن قلق شديد، في حين تكون الحالة بسيطة ولا تتطلب سوى بعض الأيام قبل التماثل للشفاء، ولكن تسعى الأمهات للوصول للعلاج الاستعجالي دائما، حسب ما تؤكده الكثيرات، خوفا من أي مضاعفات، وأمام هذا الواقع، تقربنا من أحد المختصين في طب الأطفال لمعرفة الأسباب الحقيقية لتعرض الأطفال، بنسبة كبيرة، للإصابة ببعض الأمراض الشتوية التي من بينها الزكام أو كما يعرف بالأنفلونزا الموسمية، ويقول المختصون إنه مع حلول فصل الشتاء، تحرص جميع الأمهات على حماية الأطفال الرضع كونهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض مقارنة مع غيرهم، نظرا لأن مناعة الرضع ضئيلة، غير أن بعض الطرق التي تتبعها بعض الأمهات في إلباس الطفل الرضيع قد تكون سببا في إصابتهم ببعض أمراض الشتاء لاسيما أمراض الجهاز التنفسي التي تعد من أكثر الأمراض الموسمية التي لا تقتصر على الأطفال، بل حتى على الكبار لذا يجب تفادي هذا الأمر للتقليص من نسبة الإصابة بأعراض الأنفلونزا الموسمية.
العشابون: الأعشاب الطبية مفيدة.. لكنها غير كافية
وعن اعتماد الكثير من المواطنين على الأعشاب الطبيعية لتفادي الإصابة بأعراض الزكام، يقول الأخصائي س. نور الدين: تبدأ هذه الأيام الإصابات المتكررة بالزكام عند الكبار والصغار والتي نذكر منها كحة أو ألم في الحلق، صداع، سيلان الأنف، الحمى، ألم عام، وأكد المتحدث على أهمية تناول عسل النحل الطبيعي الصافي، فهو يعد دواء فعّالا لجميع الأمراض التي يصاب بها الإنسان كما أنه يقوي المناعة، وللعسل الطبيعي أصناف تختلف باختلاف المنطقة التي ينتج فيها. والمعروف أنه دواء استعمله أجدادنا منذ الأزل ويحتفظون به في البيت على مدار السنة لاستعماله في مجالات عديدة، لكن يجب الاستشارة الطبية أيضا خاصة إن كان هذا الأخير حاد لتفادي انتقال العدوى للآخرين، فالأعشاب الطبية مفيدة لكنها غير كافية وهو ما أكدته جميلة، مختصة في الطب البديل والتي قالت: إن التداوي بالأعشاب واللجوء إليها خاصة فيما يخص الرشح وغيره من الأمراض أمر جيّد ومفيد، لكن اللجوء إليها للاعتقاد بأنها قادرة على القضاء على الزكام غير كافٍ، ويستدعي تدخل الأخصائيين مباشرة باعتباره فيروسا يتطور بسهولة من طرف لآخر خاصة خلال هذه الأيام التي تشهد تغيرات مناخية وتراجعا محسوسا في درجة الحرارة ما يجعل نسبة الإصابة بالزكام مرتفعة جدا مقارنة بالأيام السابقة ولتفادي الإصابة بالزكام أو الأنفلونزا، هناك لقاح سنوي يحمي منهما.
ق. م