بداية استغلال المشاريع الكبرى… انتعاش اقتصادي ينتظر جيجل خلال سنة 2018

elmaouid

هل يمكن أن تصبح ولاية جيجل خلال هذه السنة من الولايات الرائدة في الوطن؟ ومن هي الولايات التي تقدم الإضافة إلى التنمية على مستوى الجزائر؟ هو التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة عند كثير من سكان الولاية،

خاصة بالنظر إلى المشاريع الهامة التي ينتظر أن تستلم خلال السنة الحالية 2018.

وفي هذا الشأن، تسعى السلطات المحلية بالولاية وعلى رأسها السيد والي الولاية الذي يشدد في كل مناسبة على ضرورة التقيد بآجال الإنجاز أو العمل على تسليم المشاريع قبل مواعيدها، مع احترام المعايير التقنية للمشاريع المختلفة، بغية تحقيق القفزة النوعية المنتظرة في التنمية على مستوى الولاية، ومن المشاريع الهامة، بداية الإستغلال الفعلي لمركب بلارة الواقع ببلدية الميلية، الذي انطلق في مراحل الإنتاج التجريبية، حيث ينتظر أن يصل حجم إنتاجه إلى “04” ملايين طن سنويا، وبذلك يكون دعما ليس للتنمية المحلية في الولاية وإنما دعما للإنتاج والإقتصاد الوطني بعد توجيه جزء من إنتاجه إلى الخارج.

علما أن مشروع مركب الحديد والصلب لبلارة يضم عديد الوحدات الإنتاجية ومنشآت الدعم على غرار ثلاث درفلات، وحدتين للصلب، وحدة الإختزال المباشر، مصنع لإنتاج الكلس، محطة معالجة المياه ومحطة كهربائية دون احتساب عدد العمال بالمشاريع المرتبطة بالمركب كازدواجية خط السكة الحديدية بين ميناء جن جن والمنطقة الصناعية لبلارة بالمياه.

إضافة إلى ذلك المشروع الهام جدا وهو الطريق السيار جن جن العلمة، الذي ينجز على مسافة 45 كيلومترا، الذي سيكون المنفذ الهام بالنسبة للولاية، وخاصة بالنسبة لميناء جن جن الذي يسعى مسؤولوه إلى جعله دفعا قويا للإقتصاد الوطني، ونظرا لأهمية هذا المشروع الذي بدا عليه خلال الأشهر الأخيرة بعض التأخر لعدة أسباب، أولها التضاريس الصعبة للمنطقة التي تتطلب أحيانا إعادة الدراسة على مستوى بعض النقاط للأرضيات، وكذا لوجود المياه والصخور وتسجيل انزلاقات في بعض النقاط، ورغم هذا التأخر يبقى هذا المشروع شغلا أساسيا للسلطات المحلية التي تبدي قلقها من التأخر المسجل، وتلح دوما على تدعيم ورشات المشروع بالوسائل المادية والبشرية من أجل احترام الآجال التعاقدية، مع تسريع وتيرة الإنجاز، الذي ينتظر بشأنه فتح أجزاء منه.

ومن المشاريع المنتظر تسليمها خلال سنة 2018 أيضا نهائي الحاويات على مستوى ميناء جن جن، بالإضافة إلى القضاء على النقاط السوداء على مستوى الطريق الوطني رقم “43” الرابط بين بجاية وسكيكدة، ومنه تسليم جسر غار الباز، خاصة في شطره على الكورنيش الجيجلي الذي يعرف حوادث مميتة، كما ينتظر تسليم ميناء الصيد والنزهة بالعوانة، الذي ينتظر منه الكثير في مجال دعم السوق المحلي بالسمك وحتى في مجال السياحة، خاصة أنها تتواجد على مقربة من منطقة التوسع السياحي التي تعتبر هي الأخرى من الرهانات المنتظر الإنطلاق في استغلالها أو استغلال أجزاء منها خلال هذه السنة، كذلك انتظار تسليم أجزاء من المركز الجامعي الجديد بتيميزار بالعوانة، وهو ما يعطي الأمل للإنطلاق في استغلالها.

على صعيد الموارد المائية وقطاع المياه بالولاية، يعتبر سد تابلوط من الرهانات الكبيرة بالنسبة للولاية وحتى لبعض الولايات المجاورة، خاصة إذا كان في الموعد مع بداية استغلاله خلال سنة 2018، وهو ما سيعطي دعما كبيرا لتزويد سكان البلديات المجاورة له بمياه الشرب، ضف إلى ذلك انتظار “06” بلديات شرقية لولاية جيجل وهي الميلية، السطارة، سيدي معروف، أولاد رابح، أولاد يحيى خدروش وغبالة إنهاء عملية ربطها بمياه سد بوسيابة، وهو المشروع الواعد والطموح بالنسبة لهذه البلديات وبدرجة كبيرة لبلدية الميلية التي تعتبر من البؤر الكبيرة لنقص المياه على مستوى الولاية.

إذا فإن هذه المشاريع التي تختلف في طبيعتها، وتختلف أهدافها، يبقى الهدف الأكبر والأسمى سواء كان للسلطات المحلية أو حتى لمواطنيها هو الوصول بولاية جيجل إلى مصاف الولايات الكبرى في الجزائر، والتي يمكنها بالإمكانات المتوفرة لديها من تحقيق قفزة نوعية تعود فوائدها مباشرة على رفع مستوى معيشة السكان، وبين هذه المشاريع وطموحات السلطات المحلية بالولاية والمواطنين، تبقى الجدلية الأكبر هي الدفع بهذه المشاريع للإنهاء والتسليم في آجالها المحددة خلال هذه السنة.