كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، خلال إشرافه على انطلاق السنة الجامعية 2025/2026 من جامعة أحمد بن يحيى الونشريسي بتيسمسيلت، عن ثمانية مؤشرات محورية تؤكد توجه الجزائر نحو اقتصاد ناشئ، في سياق رؤية استراتيجية تعتمد على تعزيز الاستثمار في العنصر البشري، وتثمين دور الجامعة كمحرك للتنمية المستدامة، ومصدر لإنتاج المعرفة والابتكار، بما يواكب التحولات الاقتصادية والتكنولوجية التي يشهدها العالم.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، أن ثمانية مؤشرات بارزة تعكس التوجه الجاد للجزائر نحو اقتصاد ناشئ تمثلت هذه المؤشرات في النمو الاقتصادي المستمر منذ عام 2020 بنسبة بلغت 4.8 بالمائة في سنة 2024، إلى جانب الزيادات المنتظمة في الأجور، وبلوغ الناتج الداخلي الخام للفرد 5130 دولار، وهو الأعلى في المغرب العربي، كما تطمح الجزائر لتحقيق ناتج داخلي يفوق 400 مليار دولار بحلول عام 2027، وتشهد استثمارات معتبرة في المجال الصناعي، إضافة إلى تصنيف التعليم العالي الجزائري ضمن الأكثر تطوراً في إفريقيا من خلال شبكة تضم 117 مؤسسة جامعية.
كما اشار الوزير استقبال هذه المؤسسات سنوياً أكثر من 300 ألف طالب دون أي عجز في التأطير أو البنية التحتية، ما يعزز قدرة الجزائر على المضي قدماً في بناء اقتصاد المعرفة، مبرزا انه تشكل الجامعة اليوم فضاء لإنتاج رأس المال البشري القادر على قيادة التحول الاقتصادي والاجتماعي.
الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو الاستثمار في العنصر البشري
ومن جامعة أحمد بن يحيى الونشريسي، أعطى الوزير كمال بداري إشارة الانطلاق الرسمي للسنة الجامعية 2025/2026، مؤكداً أن اختيار هذه الجامعة لم يكن صدفة، بل جاء تتويجاً لدورها الريادي في نشر المعرفة والمساهمة في التنمية المحلية. وأوضح أن الجامعة استفادت من مشاريع تنموية على مستوى البنية التحتية وخلق مناصب شغل، سواء من خلال النظام الوظيفي أو عبر استحداث مؤسسات ناشئة تدعم الاقتصاد الوطني، كما شدد على أن الجامعة أصبحت اليوم جزءاً فاعلاً في محيطها، ورافداً أساسياً للتنمية المحلية، مؤكداً أن الدخول الجامعي لهذا الموسم يمثل نقطة انطلاق جديدة تجمع بين ما تم تحقيقه سابقاً وما تسعى الوزارة إلى تجسيده مستقبلاً.
كما كشف بداري عن مستجدات هامة تخص الموسم الجامعي 2025/2026، أبرزها تعديل الإطار الوطني للتأهيلات، وهو الأول من نوعه، بهدف ربط كل شهادة جامعية بمهنة فعلية في سوق العمل، مؤكداً أن هذه السنة ستكون سنة الابتكار وتحويل المعارف في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية الرامي إلى جعل الجزائر بلداً ناشئاً في أفق 2027.
سامي سعد
