يواصل قطاع التعليم العالي في تعزيز مكانة الجزائر في مجال التكنولوجيا والرقمنة، حيث أشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، على تدشين الحوسبة السحابية الوطنية في مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني ببن عكنون.
وحسب الوزير، فإنه يهدف هذا المشروع إلى استضافة المعطيات الوطنية داخل البلاد، مما يساهم في تقليل الاعتماد على الخوادم الأجنبية وتعزيز أمن المعلومات. وأكد الوزير، أن هذه الحوسبة السحابية ستوفر خدمات معلوماتية متطورة، إلى جانب سرعة معالجة البيانات التي تنافس المنصات العالمية. كما أوضح أن المشروع يأتي في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق التحول الرقمي وتعزيز استقلاليتها في المجال التكنولوجي. وأكد الوزير، أن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، يعزز مجتمع المعلومات، الاقتصاد الرقمي، ويدخل في إطار التحول التكنولوجي ونقله للمجتمع، وتحقيق السيادة في مجال التحكم الرقمي، وبالتالي تحقيق أهداف رؤية الجزائر التنموية. وفي سياق متصل، تم إطلاق منصات متخصصة في تصميم وقيادة الطائرات بدون طيار، والتي تحتضن مشاريع ناشئة في هذا المجال. ويُتوقع أن تستوعب هذه المنصات نحو 100 مؤسسة ناشئة سنويًا بحلول 2027، مع تحقيق رقم أعمال يقدر بـ27 مليار سنتيم. وأشار بداري إلى أن هذه المبادرات تعكس التزام قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بدعم الاقتصاد الرقمي، وتعزيز مجتمع المعرفة، والمساهمة في التنمية المستدامة. كما شدد، على أن تشغيل هذه البنى التحتية الجديدة سيساهم في نقل التكنولوجيا إلى المجتمع، وتحقيق السيادة الرقمية من خلال تطوير حلول محلية ذات كفاءة عالية. والجدير بالذكر، أن الحوسبة السحابية تم تثبيتها في مركز بيانات CERIST وفقًا للمعايير الدولية، حيث تتميز بقابليتها للتوسع وأدائها العالي، ما يجعلها قادرة على استضافة التطبيقات والمنصات ذات المتطلبات التقنية المتقدمة، سواء من حيث التخزين أو المعالجة أو الشبكات. وبهذه الخطوات، تسير الجزائر بثبات نحو ترسيخ بنيتها التحتية الرقمية، مما يعزز مكانتها في مجال التكنولوجيا والابتكار، ويفتح المجال أمام الشركات الناشئة للمساهمة في بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام.
سامي سعد







