حققت الجزائر إنجازاً أكاديمياً جديداً في تصنيف الجامعات العالمي Times Higher Education (THE) إصدار 2026، بافتكاكها المرتبة الأولى مغاربياً والثانية على مستوى القارة الإفريقية من حيث عدد المؤسسات الجامعية المصنفة دولياً.
وأفصح التصنيف الجديد عن إدراج 28 مؤسسة للتعليم العالي الجزائرية ضمن التصنيف العالمي، مقابل 26 مؤسسة في إصدار سنة 2025، ما يعكس تطوراً ملحوظاً في الأداء الجامعي وجودة البحث العلمي والتكوين. وتقاسمت جامعة سيدي بلعباس وجامعة الوادي المرتبة الأولى وطنياً ضمن الفئة العالمية (1200 – 1500)، لتؤكدا مكانتهما الريادية في المشهد الجامعي الوطني، وتمثّلان نموذجاً في التميز الأكاديمي والبحث العلمي على الصعيدين الإقليمي والدولي. هذا التقدم يعزز مكانة الجزائر كقطب جامعي صاعد في إفريقيا، ويترجم جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تطوير جودة التعليم، وتحسين التصنيف الدولي للمؤسسات الجامعية الوطنية. وقد ثمّن وزير التعليم العالي والبحث العلمي, كمال بداري, النجاحات التي حققتها الجامعة الجزائرية على الصعيدين الوطني والدولي, مؤكدا التزام قطاعه بتنفيذ الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, في هذا المجال. وخلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني, ترأسها رئيس المجلس, إبراهيم بوغالي, خصصت لطرح أسئلة شفوية على عدد من أعضاء الحكومة, بحضور وزيرة العلاقات مع البرلمان, نجيبة جيلالي, أبرز بداري “التزام قطاعه بتنفيذ الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية”, مثمنا النجاحات التي حققتها الجامعة الجزائرية على الصعيدين الوطني والدولي. كما تطرق إلى “المدارس العليا الخمس بالقطب الجامعي سيدي عبد الله والمواد الجديدة المستحدثة كالبرمجيات الحرة والهندسة العكسية والذكاء الاصطناعي وغيرها من الانجازات”, التي تجعل التعليم العالي -كما قال- “قاطرة للتنمية المحلية والاقتصاد الوطني”. وبخصوص تحسين ظروف التمدرس لطلبة السلك الطبي والأطباء المقيمين, أكد الوزير أن “طلبة العلوم الطبية تحصلوا على مصاريف التربص لأول مرة طبقا للنظام الجديد المعمول به”, مذكرا بـ”تخصيص 5095 منصب مالي في إطار المسابقة الوطنية الخاصة بالأطباء المقيمين, والتي ستنظم نهاية شهر أكتوبر الجاري, أي بزيادة تقدر بـ54ر34 بالمائة مقارنة بسنة 2022″. وفيما يتعلق بتحسين الخدمات الجامعية, أبرز الوزير “جملة الاصلاحات التي طالت هذا المجال خلال السنتين الأخيرتين من خلال اعتماد الرقمنة وترشيد النفقات وتحسين جودة الإقامة والإطعام والنقل”.
انفتاح أكاديمي على العالم.. طلبة من 10 دول وبرامج ماستر دولية واعدة
وخلال اشرافه, بالمدرسة الوطنية العليا للرياضيات بسيدي عبد الله (الجزائر العاصمة), على إطلاق الدفعة الثانية للتكوين في الماستر الدولي للرياضيات, أكد بداري أن إطلاق الدفعة الثانية من هذا البرنامج التكويني والتي تضم طلبة من 10 دول, يؤطرهم 24 أستاذا جزائريا وأجنبيا, يجسد “انفتاح مدارس القطب العلمي والتكنولوجي (الشهيد عبد الحفيظ إحدادن) على العالم”, مؤكدا على أن “الاستثمار في الرياضيات هو استثمار في الاقتصاد والسيادة الوطنية”. وثمّن الوزير النتائج التي ما فتئت تحققها هذه المدارس, متوقفا عند “التميز العلمي” للمدرسة الوطنية العليا للرياضيات، والذي يتجلى -مثلما قال- من خلال حصولها على “وسم الامتياز” كمركز امتياز في الرياضيات, والمقدم من طرف الجمعية الأوروبية للرياضيات. وقد سمح هذا التفوق والانجازات المحققة في مجال البحث العلمي بـ”إضفاء المرئية الدولية على الجامعة الجزائرية”, يضيف السيد بداري, مذكرا بالنتائج الأخيرة للتصنيف الدولي (T.H.E) الذي يعد من أبرز التصنيفات العالمية للجامعات, والذي احتلت فيه الجزائر المرتبة الأولى على الصعيد المغاربي والثانية إفريقيا, بفضل 28 مؤسسة جامعية.
سامي سعد