سلط الضوء على دورها الفعال في تعزيز الإعلام التنموي

بداري: نعمل على توسيع دور الجامعات في التكوين والابتكار لتحقيق التنمية المستدامة

بداري: نعمل على توسيع دور الجامعات في التكوين والابتكار لتحقيق التنمية المستدامة

أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مداخلته خلال ملتقى “الجامعة الجزائرية والإعلام التنموي” الذي احتضنته المدرسة العليا الوطنية للصحافة على الدور المحوري الذي تلعبه الجامعات الجزائرية في تعزيز الإعلام التنموي والمساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع.

وأوضح الوزير، أن الشباب الجزائري، من خلال انخراطه في الحياة المهنية يشكل جزءا كبيرا من مسيرة الجزائر المستقلة. وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى أن عدد الطلاب في مختلف المؤسسات الجامعية في الجزائر بلغ اليوم 116.8 مليون طالب، مما يعكس تضاعفا كبيرا في أعداد الطلبة مقارنة بسنة 1962. هذا التزايد الملحوظ يعكس الدور الاستراتيجي الذي تلعبه الجامعة في تقدم الجزائر على المستويات الاقتصادية والاجتماعية. وفي سياق حديثه عن دور الجامعة الجزائرية في دعم التقدم الوطني، تحدث الوزير عن رؤية السيد رئيس الجمهورية في تعزيز دور الجامعة في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن البرنامج التنفيذي للعهدة الثانية لرئيس الجمهورية (2024-2029) يركز على عدة محاور استراتيجية تهدف إلى تطوير التعليم العالي والبحث العلمي، وكذلك تعزيز الابتكار وتحقيق الحوكمة في النظام الجامعي. وأوضح الوزير، أن المحور الأول من هذه الاستراتيجية يتضمن تجويد التعليم العالي والبحث العلمي، حيث يتم العمل على تحسين جودة التعليم وتخريج كفاءات تتناسب مع احتياجات المجتمع. وأكد أن تكوين الصحافيين في مجالات الإعلام والاتصال يعد من أولويات القطاع، حيث بلغ عدد الطلاب في هذه التخصصات أكثر من 33000 طالب. هؤلاء الصحافيون سيساهمون في الإعلام التنموي ويعكسون التوجهات الاستراتيجية للجزائر الحديثة. أما المحور الثاني، فقد ركز الوزير على الابتكار، حيث أكد أن البحث العلمي والابتكار أصبحا جزءا أساسيًا من التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشار إلى دور الجامعات في إنشاء فضاءات مقاولاتية تسهم في تحويل أفكار الطلبة المبدعين إلى مشاريع قابلة للتصنيع والتسويق مما يدعم الاقتصاد الوطني ويسهم في خلق فرص عمل جديدة. وتطرق الوزير، إلى المحور الثالث المتعلق بالحوكمة وعصرنة النظام الجامعي، حيث أكد على إدخال التكنولوجيا الحديثة والرقمنة في النظام الجامعي. وأوضح أن هذه الرقمنة، أسهمت في تسهيل العديد من العمليات الأكاديمية والبحثية، مما ساعد في توفير حوالي 16.2 مليار دينار في الخدمات الجامعية. هذه الموفورات المالية ساهمت في تحسين وضع الطالب الجامعي وتعزيز فعالية الإنفاق في قطاع التعليم العالي. وفي معرض حديثه عن التحولات التي تشهدها الجامعة الجزائرية، أكد الوزير على نجاح الجامعات في خلق ثقافة المقاولة وروح ريادة الأعمال بين الطلاب. وأشار إلى أن الحكومة تستهدف إنشاء 20 ألف مؤسسة ناشئة، وهي جزء من استراتيجية طموحة لدعم الابتكار وتحقيق النمو الاقتصادي. وأوضح الوزير، أن هذه الخطوات تدعم أهداف الجزائر في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. وفي ختام كلمته، شدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي على أن الجامعة الجزائرية أصبحت ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال دعم البحث العلمي، تكوين الصحفيين المبدعين، وتعزيز دور المؤسسات الجامعية في تحقيق أهداف الجزائر المستقبلية. وأضاف أن هذا الملتقى يعكس التزام الجزائر بتطوير التعليم العالي بما يتماشى مع احتياجات المجتمع، مشيرا إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة للبلاد بحلول عام 2027 يعد خطوة كبيرة نحو تحويل الجزائر إلى دولة ناشئة بفضل التعليم العالي والبحث العلمي.

محمد بوسلامة