أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، أن الجامعة الجزائرية تعيش مرحلة مفصلية في تاريخها، حيث انتقلت فيها من مجرد مؤسسة لإنتاج المعرفة إلى فضاء استراتيجي للابتكار وخلق الثروة والوظائف، ودعامة لتعزيز السيادة الوطنية.
وأوضح الوزير في عرض له أمام لجنة البرلمان، أن هذا التحول يرتكز على أربعة محاور استراتيجية رئيسية بداية بالتحول في النموذج الجامعي بالانتقال من الجامعة التقليدية إلى جامعة مبتكرة ومتصلة بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي، عبر تعميم ثقافة المقاولة في الوسط الجامعي، إنشاء مؤسسات ناشئة ومؤسسات مصغرة، تفعيل نقل التكنولوجيا من الوسط الجامعي نحو المؤسسات الاقتصادية، حيث بات أن الطالب منتجا لفرص العمل وليس باحثًا عنها. ويتعلق المحور الثاني حسب الوزير بالبحث العلمي كرافعة للسيادة الوطنية، بتوجيه جهود البحث نحو الاحتياجات الاستراتيجية للدولة لاسيما في الفلاحة، الصناعة، ومهن المستقبل، أما المحور الثالث فيتعلق بالرقمنة والحوكمة والتكوين من خلال عصرنة آليات التسيير، إدماج الرقمنة الشاملة داخل المنظومة الجامعية وتحسين نوعية التكوين عبر عروض جديدة مرتبطة بسوق العمل مثل الذكاء الاصطناعي، الروبوتيك، الميكانيك الحديثة، والإعلام الآلي. أما المحور الرابع يتعلق بمواجهة هجرة الكفاءات، عبر مرافقة الطلبة والمتخرجين لإنشاء مؤسساتهم الناشئة، وربطهم مباشرة بالمؤسسات الاقتصادية، مع توفير فرص إدماج مهني أكبر داخل الوطن. وختم الوزير عرضه, موضحا أن الجامعة أصبحت اليوم جامعة مفتوحة على محيطها، تعمل وفق رؤية “التكوين مدى الحياة”، وتواكب احتياجات المجتمع وبرنامج الحكومة، مؤكدا أن قطاع التعليم العالي عمل على تحقيق أغلب التزامات رئيس الجمهورية خلال العهدة الأولى وسيعمل على استكمال ما تبقى في العهدة الثانية. ويأتي عرض وزير التعليم العالي، بعد أن أشاد رئيس لجنة التربية بالبرلمان زكريا بلخير بالدور التكاملي بين المؤسستين التشريعية والتنفيذية، مبرزا الطابع الإيجابي لسلسلة جلسات السماع التي نظمتها اللجنة خلال العهدة الحالية.
ج ع

