أكد الفنان التشكيلي بختي عبد الرحمن أن إبداعاته في الرسم تدور معظمها إن لم تكن كلها حول موضوع واحد هو المرأة، لأنها ببساطة هي العمود الفقري للمجتمع وكانت وما زالت مصدر الحنان الفياض والعطاء غير المشروط، هي الأم ـ الأخت والزوجة التي تمنح دون أن تنتظر مقابلا، كما تعد رمزا للجمال والعاطفة الجياشة والاهتمام بها من شأنه أن ينشئ أجيالا تصنع مستقبل الوطن على جميع الأصعدة.
وأضاف “تعرّف خلال رحلته الفنية وعايش كبار الفن التشكيلي الجزائري، حيث أقام أول معرض فني له سنة 1986 بالجزائر العاصمة”.
جاء هذا الكلام للفنان عبد الرحمن بختي بمناسبة افتتاح معرضه التشكيلي برواق المؤسسة الثقافية “أحمد ورابح عسلة” بالجزائر العاصمة، والذي اختار له عنوان “وجوه”
ويضم مجموعة ثرية من الأعمال الفنية ذات النزعة السريالية والانطباعية التي ترصد برؤية فلسفية مختلف حالات المرأة النفسية وجمالها بمختلف أبعاده.
ويحتضن المعرض مجموعة متنوعة من اللوحات الفنية لمبدع عصامي بأسلوب معاصر وتتمثل أساسا في بورتريهات حول المرأة، رسم وجهها بحس مرهف تعكس مشروعه الفني الجمالي الذي يمازج بين النزعة السريالية العميقة والانطباعية الحالمة في مزج نادر بين الواقع والخيال والإبداع المجدد بكل ما يكتنزه من حمولات تاريخية واجتماعية وثقافية.
ويتناول هذا المعرض، الذي يضم أزيد من 30 بورتريه نسائي بمختلف الأحجام والتأطير تم انجازها على فترات زمنية مختلفة وفقا لتقنية الألوان الزيتية والحبر الصيني (الأبيض
والأسود)، سلسلة من المواضيع المستوحاة من الحالات النفسية للمرأة وهي تواجه ظواهر المجتمع والانفعالات والأحاسيس
وتقلبات الزمن التي تعتريها ما بين فرح عارم وحزن وصمت وحيرة وقلق وتساؤل ولمشاعر الغضب والطمأنينة والخوف والأمل.
وتحلق اللوحات المعروضة بالجمهور عاليا لتصور التفاصيل النفسية للمرأة والطبيعة أيضا في فصولها الأربعة وما تثمره في وصف دقيق للبحر بزرقته المتماوجة ولأوراق الأشجار المتساقطة بألوانها المتدرجة الحية، وكذا تم تطعيم هذه البورتريهات بعناصر من الطبيعة كالفراشات والأسماك
والأزهار والبحر لتعبر عن قيم إنسانية وجمالية وذلك وفق توزيع لوني يعتمد على اللون الأزرق والبرتقالي وتدرجات أخرى تضفي حيوية ونبضا على الوجوه.
كما يظهر جليا من خلال أعمال الفنان التشكيلي بختي عبد الرحمان، الذي بدأ مشواره الفني منذ أكثر من 40 سنة، الإلهام المستوحى من سحر المناظر الطبيعية والتاريخية لمدينة شرشال الساحلية مسقط رأسه.
وقام الفنان إلى جانب الأعمال بالألوان الزيتية بعرض سلسلة من البورتريهات لوجوه نسائية باستعمال الحبر الصيني من خلال نقر على الورق لصياغة ملامح وجوه نسائية مختلفة الملامح.
للتذكير، شارك التشكيلي العصامي بختي عبد الرحمن وهو من مواليد 7 أفريل عام 1959 بشرشال (تيبازة) في عديد المعارض الفنية الفردية والجماعية داخل وخارج الجزائر، حيث كان أول معرض له سنة 1986 بالجزائر العاصمة.
وعلاوة على اللقبين اللذين تحصل عليهما سنتي 1988 و1989 بالجزائر العاصمة، يعد الفنان أحد منظمي معرض الجزائر- فرنسا سنة 2006 لبانوراما الرسم الجزائري. كما شارك في الصالون المغاربي للفن المعاصر بعنابة وكذا في صالون النحت الجزائري الذي نظم بمدرسة الفنون الجميلة لمستغانم سنة 2009.
ب\ص