نظم المركز الوطني للسينما والسمعي البصري بالجزائر العاصمة وقفة تكريمية لروح المخرج السينمائي الراحل عمار العسكري، حيث تم عرض النسخة الرقمية لفيلمه التاريخي الشهير “دورية نحو الشرق”، وذلك بحضور نخبة من الوجوه السينمائية والأسرة الفنية الجزائرية.
وتميز هذا التكريم، الذي خصص أيضا لتكريم الممثل المخضرم حسان بن زيراري، بتقديم شهادات حية من طرف فنانين من مختلف الأجيال الفنية، تناولت أهم مسارات التجربة السينمائية والإنسانية للمخرج الكبير عمار العسكري الذي وافته المنية يوم 1 ماي 2015 عن عمر ناهز 73 سنة.
كما كان اللقاء فرصة لعرض النسخة الرقمية لأشهر أفلام الراحل عمار العسكري، “دورية نحو الشرق” (1974) التي أنجزها المركز الوطني للسينما والسمعي البصري وذلك في إطار الحفاظ على الذاكرة السينمائية الجزائرية.
وفي هذا الإطار، تناول الفنان عبد الحميد رابية نبذة حول مسيرة المخرج السينمائي عمار العسكري الذي اعتبره “مناضلا ومجاهدا وسينمائيا ثوريا صاحب مواقف يتمتع بثقافة سينمائية وتكوين عال، وأيضا نموذجا للمثقف الملتزم بقيم الثورة التحريرية التي انخرط في صفوفها منذ مرحلة شبابه الأولى”. كما عرج على أهم أفلامه السينمائية الثورية التي أثرت في المشهد السينمائي الجزائري وتم تتويجها داخل وخارج الجزائر.
وأبرز ذات المتحدث أن الفقيد التحق بصفوف الثورة التحريرية وجيش التحرير الوطني بالقاعدة الشرقية بعد إضراب الطلبة الجزائريين، وكان مجاهدا في الولاية الثانية. كما عرف إلى جانب عمله الفني بنشاطه النقابي، إذ كان أمينا عاما لنقابة السينمائيين والتقنيين للاتحاد العام للعمال الجزائريين، وشغل منصب آخر مدير للمركز الجزائري للصناعة السينماتوغرافية (كاييك) في التسعينيات.
من جهته، أكد المدير العام للمركز الوطني للسينما والسمعي البصري، مراد شويحي، أن المبادرة التكريمية لروح المخرج الكبير عمار العسكري، تندرج ضمن عدد جديد من برنامج “نادي السينما” الذي دأب المركز على تنظيمه لاستحضار أجيال مختلفة من صناع السينما في الجزائر، مبرزا أنه أرتأى تكريم الفنان القدير حسان بن زيراري باعتباره من الطاقات الفنية التي ساهم في اكتشافها وتثمين قدراتها الراحل عمار العسكري.
وبالمناسبة، حرص الفنان حسان بن زيراري، صديق الراحل عمار العسكري، على تقديم شهادة حية حول أجواء تصوير فيلم “دورية نحو الشرق” وجوانب من السمات الإنسانية والمهنية العالية للمخرج الفقيد الذي يمتلك عبقرية وحدسا في اكتشاف المواهب السينمائية الشابة، من خلال جولاته الفنية عبر التراب الوطني. كما اعتبر تكريمه إلى جانب الفقيد عمار العسكري التفاتة عرفان لمساره الفني الذي يمتد لأكثر من 50 سنة من الإبداع على المسرح والسينما والتلفزيون.
من جهة ثانية، تم في ذات الإطار التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين المركز الوطني للسينما والسمعي البصري والمعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري من طرف مديري ذات المؤسستين، بهدف تعزيز جهود التكوين في المجال وتبادل الخبرات وترقية الأداء التعليمي.
للتذكير، ولد فقيد السينما الجزائرية في 22 جانفي 1942 بمدينة عين الباردة بعنابة، وهو ينتمي للرعيل الأول من المخرجين الجزائريين الذين ميزت أعمالهم السينما الجزائرية بعد الاستقلال.
وحصل على شهادة عليا في الإخراج من أكاديمية المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون لبلغراد في 1966 وشهادة في دراسات عليا في العلوم الاقتصادية والعلوم السياسية من جامعة الجزائر.
وترك المخرج عمار العسكري سجلا هاما من الأعمال المتميزة مثل “دورية نحو الشرق” (1974) و”المفيد” (1979) و”أبواب الصمت” (1989).
وكان آخر أعماله فيلم “زهرة اللوتس” (1999) وهو فيلم مشترك جزائري فيتنامي إلى جانب عدة أفلام قصيرة. ونال الفقيد عمار العسكري جوائز عديدة في مهرجانات دولية.
ب/ ص