انتعاش التجارة والسلع المستوردة زادا من انتشار الظاهرة
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الفتيات البائعات، حيث صارت المحلات والأسواق التجارية تُسيَر من طرف فتيات في مقتبل العمر، وجدن في مهنة البيع طريقا لدخول عالم التجارة وكسب مردود مالي، حيث اختلفت أسباب إقبال الفتيات على هذه المهنة في ظل الإنتعاش الكبير الذي تشهده السوق التجارية سواء فيما يتعلق ببيع الملابس و الأحذية أو غيرها من السلع، خاصة مع ارتفاع نسبة الاستيراد من الأسواق الخارجية للبلدان الغربية والعربية خاصة إيطاليا وتركيا.
فتيات راضيات وأخريات مجبرات
اختلفت أسباب امتهان الفتيات البائعات لمهنة البيع في المحلات التجارية بين من كان هذا القرار من اختيارها ومن أجبرت عليه، حيث قالت بعض الفتيات البائعات إن هذا العمل ساعدهن على كسب البعض من المال وتحقيق ذاتهن، فمنهن من لم تجد بديلا عنه ويتعلق الأمر بالفتيات اللواتي لم تفلحن في إتمام دراستهن، أما اللواتي أكملنها ولم يجدن عملا في مجال تخصصهن دخلن عالم التجارة من هذا الباب، ومن جهة أخرى هناك فتيات أجبرن على العمل كبائعات في المحلات التجارية وهذا ما عبرت عنه بعضهن، حيث قالت إنهن لم يخترن هذا العمل بمحض إرادتهن، بل أجبرن على ذلك من أجل مساعدة عائلاتهن خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة وغلاء أسعار جميع السلع والمواد الغذائية، ناهيك عن النقص الكبير في مناصب العمل، الأمر الذي أجبر العديد منهن على العمل كبائعات في المحلات من أجل توفير بعض المال.
مهنة البيع بين سهولة الأداء وصعوبة التواصل
وعن تفاصيل مهنة البيع، أكدت أغلب الفتيات أنها مهنة سهلة ولا تتطلب جهدا كبيرا، خاصة وأن أوقات العمل مناسبة، حيث تفتح المحلات في حدود الساعة التاسعة صباحا وتغلق عند السادسة مساء، الأمر الذي يساعد الفتيات ولا يؤخرنهن في الدخول إلى المنزل، كما عمد العديد من أصحاب المحلات التجارية حسب بعض البائعات إلى توظيف عامل آخر يسير المحل بعد خروج الفتاة منه ويتعلق الأمر بأصحاب المحلات الذين يفضلون أن تبقى محلاتهم مفتوحة إلى ساعات متأخرة من الليل، إضافة إلى ذلك قالت الفتيات البائعات أيضا إن مهنة البيع ليست صعبة جدا خاصة وأن أغلبهن يعملن في مجال بيع الألبسة و الأحذية ولا يبذلن جهدا كبيرا في ذلك، لكن من جهة ثانية قالت الفتيات إن ما يصعب عليهن المهنة هو كيفية التواصل مع الزبائن وهذا ما يؤرق أغلب البائعين، حيث لا يقتصر الأمر على الفتيات فقط.
المهنة بين التأييد والمعارضة
أردنا معرفة رأي الزبائن حول مهنة بيع الفتيات في المحلات التجارية، فقد تضاربت الآراء بين مؤيد ومعارض، حيث قال البعض إنه لا يجوز للفتاة أن تدخل في مجال التجارة وتبيع في المحلات التجارية كون هذه المهنة مرتبطة بالرجال، خاصة و أنها تضطر إلى أن تتعامل مع كل فئات المجتمع سواء كانوا يتصفون بأخلاق حميدة أو غير ذلك مما يجعلها عرضة للخطر إذا ما تم اقتحام المحل من قبل اللصوص من أجل السرقة، أما البعض الآخر فقال إنه لا ضرر في بيع الفتيات للألبسة والأحذية وغيرها من السلع في المحلات التجارية كونها في محيط محترم ولا يشكل خطرا عليها، وأضافوا أنه مهنة شريفة، حيث قال آخرون إن السيدة خديجة رضي الله عنها كانت تاجرة.
ق. م