بتقنية التحاضر المرئي.. ملتقى دولي حول “الدراسات البينية في العلوم العربية”

بتقنية التحاضر المرئي.. ملتقى دولي حول “الدراسات البينية في العلوم العربية”

يحتضن مخبر التراث والدراسات اللسانية التابع لكلية الآداب واللغات بجامعة “الشاذلي بن جديد” في ولاية الطارف، بالتعاون مع جمعية “صنّاع الغد والتنمية المستدامة”، يوم 15 أكتوبر القادم، الملتقى الدولي الأول بتقنية التحاضر المرئي عن بعد، حول “الدراسات البينية في العلوم العربية 2024”.

وفقا لمقدمة المؤتمر، أدى التطور المتزايد لحقول المعرفة والبحث العلمي وتشعّب العلوم وتطوّرها وانفتاحها على بعضها البعض في ظلّ التسرع المطّرد للتقنية، إلى ظهور فكر إنساني جديد، أقل ما يقال عنه إنّه مصوغة صياغة معرفية مركبة، هي أقرب إلى الحوارية والتجاوز والشمولية منها إلى الفصل والإقصاء، فكان هذا دافعا ملحّا للتحول إلى البينية على غرار التحوّل من الثقافة الموسوعية وخاصة العربية التي شهدت فكرا معرفيا موسوعيا، نأى بنفسه عن أن يكون فكرا عالميا، إلى التخصّص. ومردّ ذلك التضايفات التكاملية التي تحدث بين حقلين فأكثر، للإجابة عن إشكالية معرفية معقّدة يصعب الإجابة عنها من خلال حقل معرفي واحد. والبينية باعتبارها (نسقا، بنية… تخصّصا) مفتوحا، تتّجه إلى الهجنة المعرفية والثقافية على غرار فكرة الإنسان الشمولي بما أنه إنسان مركب من معارف وثقافات وحضارات وهويات متعددة؛ أي من شبكة جديدة من المقاربات الهوياتية المعقدة، والتي تحقّق مقولة المابعديات. وتجسيد فكرة نهاية الحدود والحواجز الجغرافية والسياسية والاقتصادية؛ على غرار تجاوز مبدأ القطيعة بين العلوم، وربط المناهج النقدية بالتخصّصات المتقاربة والمتجاورة، وتذويب الحدود الفاصلة بين هذه التخصّصات بما يحقق مفهوم التجاوز، وهجرة المفاهيم بين هذه الحقول المعرفية والعلمية مجتمعة. وقد توحّدت في أفق فكري واحد معقد، يؤمن، كما يقول إدغار موران، بإمكانية توحيد المتعدّد، هدفه هو تفجير المباحث، وجمعها داخل مركّب جديد مشدود في لحمته وبنيته المرصوصة إلى انسجام هذا الكون والعالم والوجود؛ ذلك أن الفكر المركّب عنده لا يحلّ المشاكل من تلقاء ذاته، لكنّه يساعد على إيجاد الاستراتيجية القادرة على حلّها، فهو يقول لنا: “ساعد نفسك يساعدك الفكر المركّب”. ووضع المؤتمر مجموعة من الإشكاليات، منها “هل الدراسات البينية منهج أم منهجية؟” و”ما هو الفرق بينها وبين الفكر الموسوعي والتخصصات المتجاوزة أو ما يسمى بالدراسات المتعددة؟”، و”هل يتطلب الإدراك البيني وعيا بالتخصص أولا أم بالمركب؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك في ظلّ شح المقاربات الممنهجة التي تؤسس لهذا العلم، وفي إطار منهجي محدّد المعالم؟”. ويهدف المؤتمر إلى الوقوف عند العلاقة التكاملية بين المعارف والعلوم، وتفعيل قيمة الدراسات البينية، ودورها في إدراك التوازن الكوني والإنساني، والوقوف على رحلة التجارب التراثية في سياقاتها المعرفية والفكرية، وتحوّلاتها في نسقها العلمي الأكثر نضجا على روح العصر، ودور العلم والتقنية في إحياء الفكر الموسوعي بالانفتاح على تراكمات معرفية بعينها.

ق.ث