يقيم “متحف الفن المعاصر” في معهد العالم العربي في قلب باريس، المعرض الأول من نوعه والخاص بالفنانة العالمية الجزائرية فاطمة حداد، باسمها المعروف محليًا وعربيًا وفرنسيًا: “باية محيي الدين”…
وتغطي شمولية المعرض بانورامية موروثها الفني الخصب ما بين معرضها الأول في مارسيليا عام 1946 الذي كتب مقدمته الشاعر أندريه بروتون (مؤسس تيار السوريالية)، وحتى تاريخ وفاتها عام 1989.
وتضافرت جهود المشرفين على مادة العرض، والأسماء التي بذلت جهودًا تقنية مخلصة لاستقطاب أغلب مراحل الفنانة، والسعي لاستعارتها مهما كانت الصعاب من المجموعات الخاصة والمتاحف المتفرقة بما فيه خاصة تفريغ مستودع “الأوترمير” التابع لمحفوظات “متحف إكس آن بروفانس” (مدينة سيزان) لأول مرة.
وتعانق التظاهرة أربعين رسمًا استهلالية منذ بداية نشاط باية التشكيلي، تعرض لأول مرة بعد أن خرجت إلى النور من المتحف المذكور (في إكس آن بروفانس)، وسعت المجموعة المشرفة جهدها لأن تستأثر بالعرض للغالبية العظمى من دررها المشهورة، المنجزة بألوان الغواش على الورق وبموضوعاتها الروحانية المثيرة لألف ليلة وليلة.
وقال جاك لانغ، رئيس المعهد، إن متابعته لعبقرية باية عريقة، منذ أن كان وزيرًا للثقافة في عهد الرئيس فرانسوا ميتران.
وتقع أهمية هذا المعرض وما سبقه، وقيمة الرأي المعلن بحسم من قبل رئيس المعهد وأحد أبرز أقطاب الحزب الاشتراكي جاك لانغ، في تزامنه بل ومجابهته لصعود اليمين العنصري الفرنسي المتعصب ضد ثقافة الآخر العربي، والخلط بين الفكر الاستعماري والفكر التنويري النهضوي الشمولي. وللحديث في هذا الموضوع البالغ الحساسية شؤون وشجون.
ب/ص