يتواصل معرض بانوراما الفن التشكيلي الجزائري 1954-2024 برواق “باية” في قصر الثقافة “مفدي زكريا” والمنظم في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية، بمشاركة أزيد من 200 فنان تشكيلي، مع حضور مختلف الأجيال والمدارس والاتجاهات الفنية.
ويضم هذ المعرض، أعمالا فنية متنوعة من حيث التيارات الفنية والفترات الزمنية، بعضها موقع من كبار الفنانين من رواد الرسم التشكيلي الجزائري، منهم محمد خدة ومحمد إسياخم وفارس بوخاتم وباية وعائشة حداد، وصولا إلى مصطفى عدان وعلي خوجة ومصطفى بوطاجين وطاهر ومان وفريد بنية ويمينة بورحلة وجهيدة هوادف، ولوحات أخرى كثيرة، ضمن مجموعات متحفية لمتحف زبانة بوهران، والمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، ومتحف الفنون الجميلة، ناهيك عن مجموعات خاصة برواق قسوم وحمدي شريف.
وأشار الفنان المخضرم الطاهر ومان إلى أن هذا المعرض يبعث على الفخر والاعتزاز، وأنه فرصة التقى فيها بالفنانين محمد شريفي وإبراهيم مردوخ، إضافة إلى الفنانين الشباب الذين يمثلون عدة مدارس وتيارات فنية، مؤكدا أيضا أن المعرض يقدم الكثير من التعابير والتقنيات الفنية، وهو فخر للجزائر وما تحقق عبر سبعين سنة من رصيد ذي دلالات وطنية محلية، وبتقنيات عالمية متحكم فيها، مع الالتزام والتأثر بالثورة الجزائرية ورموزها ورجالها.
من جهته، قال السيد عبد الرحمن، ابن الفنان الكبير الراحل علي خوجة، إنه أحضر للمعرض لوحتين من رصيد العائلة، لم تعرضا كثيرا، وهما في الأسلوب التجريدي، أما الفنان نور الدين مقدس، فقال بأنه اختار من لوحاته، لوحتين، إحداهما لترقي من صحرائنا الشاسعة، والأخرى إعادة (اقتباس) لرائعة ديني “الراقصتين”، مع بصمته الخاصة، منوها بهذه المناسبة، في ذكرى الثورة، وبأنها فرصة مكنته من التقاء الفنانين، مع إبداء إعجابه بالفنانين الشباب الذين هم في صعود دائم، ما يثري الفن الجزائري.
أما السيدة معمري، التي اختارت لوحات هي ملك العائلة، للفنان الراحل معمري، أكدت أن هذا الفنان برز نجمه في بداية القرن العشرين، وهو من الرواد، بدأ الرسم في سنة 1914، وعرف بكونه رسام المناظر، حيث لوحاته تشبه لقطات آلة التصوير، مع لمسة من الظلال والأضواء، تأثر وعرف فنانين فرنسيين، لكنه سرعان ما رسم الجزائر بمجتمعها تحت الاستعمار وبطبيعتها وتراثها، منها مسقط رأسه بمنطقة بني يني في تيزي وزو، وقالت السيدة معمري، إن لوحاته هي تأريخ للفترة التي عاشتها الجزائر، توفي عام 1954 وترك المشعل لابنه الذي انضم إلى صفوف الثورة.
وكانت وزيرة الثقافة والفنون، أكدت في كلمة ألقتها بالمناسبة، أن الفعالية جاءت لإبراز تضحيات الشعب الجزائري في سبيل الحرية، مع تسليط الضوء على المقاومة عبر الفن التشكيلي، مضيفة أن الوزارة، نظمت برنامجا ثقافيا ثريا واستثنائيا، للاحتفاء بالذكرى 70 للثورة التحريرية.
شهد المعرض، مشاركة أكثر من 200 فنان، وعرض أكثر من 400 لوحة، تعكس تاريخ الفن التشكيلي في الجزائر منذ اندلاع الثورة، مع حضور لافت لإبداعات الفنانين التي وثقت مراحل النضال. يستقبل المعرض الجمهور إلى غاية 20 نوفمبر الجاري، علما أنه يضم أيضا مجموعات متحفية وفنية خاصة، تجسد تطور الفن التشكيلي في الجزائر، عبر ما يزيد عن 70 سنة من العطاء.
ومن البرنامج المخصص لهذه الاحتفالية، تحدثت السيدة الوزيرة عن تجسيد ثمانية أعمال مسرحية جديدة، سيتم عرضها بالمسرح الوطني الجزائري والمسارح الجهوية، إضافة إلى أيام المسرح الثوري الوطني بالمسرح الجهوي النعامة، في أواخر نوفمبر، زيادة على تنظيم الطبعة الثانية للملتقى الدولي للمقاومة الثقافية، الذي سيخصص لموضوع الذاكرة والسينما، من تنظيم المركز الجزائري لتطوير السينما، إلى جانب التحضير للملتقى الوطني “الثقافة في مواجهة الخطاب الكولونيالي”، من تنظيم المركز الوطني للكتاب.
كما تطرقت السيدة الوزيرة لعدة أعمال فنية أوبيرالية، من قبل مؤسسات ثقافية تحت الوصاية، على غرار أوبرا الجزائر، التي تحضر لعرض “ثمن الحرية” وديوان رياض الفتح، الذي يقدم “ملحمة الرمال” التي تسلط الضوء على كفاح ونضال الشعب في منطقة جنوب الجزائر.
ق\ث