شهد المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، السبت، تكريم خريجي الدفعة الثانية للدورة التكوينية في الفنون الدرامية، التي أشرفت على تأطيرها الدكتورة جميلة مصطفى زكاي، والممثل والمخرج المسرحي
محمد اسلام عباس والبروفيسور الهادي شريفة المختص في التعبير الجسماني، حيث قدمت الشهادات للمتفوقين الـ 13 في الدفعة الثانية الذين اعتبروا كمكسب للمسرح الوطني.
وقد قدمت الدكتورة جميلة مصطفى زكاي رئيسة المجلس العلمي بمعهد اللغة والأدب العربي بالمركز الجامعي تيبازة خلال حفل التخرج، حوصلة عن المراحل التكوينية التي كللت بنجاح الطلبة وتفوقهم، إلى جانب تكوين فرق مسرحية ذات احترافية، كما تطرقت من خلال عرض البرنامج الخاص بالماستر كلاس 2017-2018 إلى بعض المصطلحات التي تقرب الجمهور والمتلقين إلى المعنى الحقيقي للمصطلحات المسرحية عن طريق تقديم تعاريف ومفاهيم مستحدثة، إضافة إلى التطرق لنظرية الدراما التي تدخل فيها كل من الحبكة والفكرة والموضوع والشخصية والحوار وغيرها.
وعرجت زكاي على بعض المسارح منها المسرح الإغريقي والمسرح الروماني والمسرح الوسيط، مع إعطاء لمحة عن الكوميديا التي تضم كل من التاريخ والأنواع وثوابتها الدراماتوجية كالكوميديا الساتيرية والمحاكاة الساخرة، والكوميديا البطولية والكوميديا العليا والسفلى والكوميديا السوداء وكوميديا الأفكار وكوميديا دي لارتي مع تسليطها الضوء على الأسماء المعروفة عالميا في الفن المسرحي كالممثل والمخرج المسرحي الروسي ستانسلافسكي الذي يعد معلم المسرح الحديث وأحد رواد فن التمثيل العالمي إضافة لبيوميكانيك مايروخولد مع التعريف بمصطلح المايم والبانتومايم.
وأضافت جميلة زكاي قائلة:”أن الدورات التكوينية في الفنون الدرامية تكسب الطلبة خبرة واحترافية”، وكشفت أيضا أنها كانت من بين الأساتذة المؤطرين رفقة عدة أساتذة والإشراف على الدروس التطبيقية والنظرية للدورة التكوينية الخاصة بالماستر كلاس على مستوى المسرح الوطني محي الدين بشطارزي في دفعته الثانية للدورة التكوينية في الفنون الدرامية، على غرار الدفعة الأولى التي كانت الموسم 2016-2017، هذه الدفعة التي أطرتها الأستاذة سمية بن عبد ربو، أما دورة 2018 فمن تأطير جميلة مصطفى زكاي التي قدمت لهم نظرية الدراما، إلى جانب البروفيسور و الكوريغراف الهادي شريفة المختص في التعبير الجسماني، والفنان محمد اسلام عباس الذي تخصص في تأطير الطلبة من حيث التمثيل.
وقد حاول الأساتذة من خلال هذا التكوين وضع الطلبة في رحاب المسرح بتكوين خلفية مسرحية تسعفهم في مسارهم التطبيقي، وهذا من خلال مساعدة المؤطرين الذين وقفوا جنبا إلى جنب لتقديم الخبرة والمعلومة الدقيقة وكل ما يتعلق بالعمل المسرحي والتجارب التي ألموا بها في مسارهم المهني.
كما أشارت جميلة مصطفى زكاي إلى أن هذا العمل المسرحي المقدم من طرف الطلبة والمعالج من طرف المؤطرين المتمثل في عمل “ستلنسلافسكي” هو أحد الأعمال التي عولجت بإتقان من طرف كل من محمد عباس وجميلة زكاي، إضافة إلى البروفيسور الهادي شريفة الذي كان له الفضل الكبير في تأطير الطلبة المتخرجين في هذه الدفعة، من حيث التعبير الجسماني، حيث استنطق الجسد وكذّب المقولة التي تقول إن الكلام حكر على اللسان، فصار الجسد قادرا على البوح للاحتفاء بما هو علمي ومحلي وتراثي.
وقالت جميلة زكاي:”التكوين الذي توج اليوم طلبته في المسرح الوطني محي الدين بشطارزي دام مدة ستة أشهر، بتضافر جهود كل الأساتذة والطلبة وكذا القائمين على هذا العمل على مستوى المسرح الوطني محي الدين بشطارزي الذي قدم فيه مدير المسرح محمد يحياوي يد العون، إلى جانب المدير الفني جمال قرمي والفنان إسلام عباس الذين وفروا كل الإمكانيات اللازمة وكل في مجال تخصصه سواء تعلق الأمر بالفضاءات أو الدعم المعنوي الذي حفز الطلبة والقائمين على الدورة التكوينية، التي كرمت من خلالها 13 طالبا، حيث شهد هذا الحفل توزيع الشهادات على المشاركين”.
وتضيف جميلة زكاي أن تشكيلة الطلبة المشاركين في هذا التكوين، برهنت أن المسرح هو أبو الفنون، حيث جمع بين الطبيب والطالب والممثل المبتدئ والمهرج والأستاذ في الثانوي وكذا المصور، واستطاعوا تشكيل فرقة مسرحية احترافية تم من خلالها اكتشاف مواهب في ظرف ستة أشهر، فحب الطلبة الجارف وتفانيهم في سبيل الإلمام بهذه الخلفية المسرحية جعل المسرح هي الحياة بالنسبة لهم تقول جميلة مصطفى زكاي، فمن خلال العروض التي جاد بها الطلبة اليوم، فهذا دليل على أن هذا الماستر إبداع في الفن واكتساب للاحترافية، فهو عمل جاد فيه شراسة في التطبيق والتنظيم والانضباط في الحضور، تضيف جميلة زكاي أن هذه الإستراتيجية للماستر كلاس في التكوين والتأطير ذات قيمة كبيرة ومكسب للمسرح الوطني محي الدين بشطارزي.
الطالبة أنفال رميساء: “الماستر كلاس مكسب للمسرح الوطني”
من جهتها الطالبة أنفال رميساء المتخرجة من الدفعة الثانية للدورة التكوينية في الفنون الدرامية المنظمة من طرف المسرح الوطني الجزائري قالت “إن تجربتها في هذه الدورة كانت تجربة متكاملة في الجانبين النظري والتطبيقي وهذا عن طريق مرافقة الأساتذة المؤطرين الذين ساندوا الطلبة معنويا، فلقد أثرت بشكل إيجابي باعتبارها طبيبة مختصة في علم المناعة، مبرزة أنها ستستمر في عالم المسرح مستقبلا ولن تتخلى عنه أبدا لكون الفن الرابع، حسبها، رياضة نفسية وجسدية وروحية ومجال للتعبير وللإبداع”.