باعتباره مشكلة يومية تواجه الآباء.. نشاطات وفعاليات متواصلة حول أثر الشاشات على نفسية الطفل

باعتباره مشكلة يومية تواجه الآباء.. نشاطات وفعاليات متواصلة حول أثر الشاشات على نفسية الطفل

تسعى دول عدة إلى حماية أطفالها من خطر الأنترنت، ومن بينها الجزائر.

وكانت وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية قد أعلنت عن الإطلاق الرسمي لـ “دليل حماية الأطفال على الأنترنت”.

ويهدف هذا الدليل العملي إلى “وقاية الأطفال وحمايتهم من الأخطار المحتملة التي قد تترتب عن استعمالهم لشبكة الأنترنت، نظراً للفضول والعفوية التي يمتازون بها والتي تجعلهم عرضة لأضرار وانتهاكات لسلامتهم المعنوية وحتى الجسدية”. ويقوم الدليل المذكور على “مقاربة متكاملة” لحماية الأطفال باختلاف فئاتهم العمرية (الطفولة المبكرة، والطفولة المتوسطة، والمراهقة) اعتماداً على إشراك جميع الفاعلين في محيطهم المقرب، كأولياء الأمور والمربين.

ويتضمن الدليل جملة من المحاور المتمثلة في “تشخيص دقيق للأخطار والأضرار المحدقة بالأطفال خلال ولوجهم للأنترنت” و”تحديد مفصل للمفاهيم وعناصر التحادث (المفردات) المرتبطة بهذه الأخطار” مع “تبيان الممارسات والسلوكيات الواجب على الأولياء والمربين تلقينها للأطفال لضمان استخدام آمن للأنترنت”.

ملتقى وطني حول أثر الشاشات على نفسية الطفل

وفي ذات السياق، احتضنت جامعة البويرة، مؤخرا، فعاليات الملتقى الوطني حول أثر الشاشات على نفسية ودماغ الطفل، عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، وبمشاركة أساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن.

الملتقى تحدّث عن سلبيات تعرض الطفل المفرط للشاشات الإلكترونية، وتأثيرها على مختلف حواسه وتطوره النفسي والعقلي. وقد بادر بتنظيمه المخبر متعدد التخصصات في علوم الإنسان والبيئة والمجتمع، بالتعاون مع المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه على مستوى المكتبة المركزية، بمشاركة عدة أساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن، منها جامعة تيزي وزو، وجامعة قسنطينة، وجامعة البليدة، وجامعة الجزائر2، وغيرها، بالإضافة إلى رئيس مصلحة الطب العقلي بولاية سطيف. وأشار المحاضرون في الملتقى استنادا على دراسات منجزة، إلى مدى تأثير الشاشات على نفسية ودماغ الطفل، وتأثيرها الواضح على انخفاض مستوى نوم الطفل بـ 90 دقيقة خلال 50 سنة الأخيرة، بسبب وجود شاشة في غرفة النوم، والتي لها تأثير على مقدار وجودة نومه، ناهيك عن تأثيرات أخرى أخطر، بعدما باتت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تلعب دور الملهية المهدئة، والبديل النفسي للطفل عند انفتاحه على العالم الخارجي، مع تأثيرات جمة على حواسه بسبب زيادة حجم الضغط، والاستجابات المتجاوزة عند الاتصال بالشاشات.

ويهدف الملتقى المنظم من طرف كلية العلوم الإنسانية بجامعة البويرة، إلى تعزيز البحث العلمي في القضايا النفسية الاجتماعية والعصبية التي تمس الصحة العمومية، مع محاوله فتح أفق التأطير فيما يتعلق بأثر الشاشات على الصحة وقطاعات النمو عند الطفل، بالإضافة إلى فتح الجامعة أبوابها للمجتمع المدني؛ في محاولة لإيجاد آليات علمية لعملية تحسيس التشخيص، والتمييز عند الفحص النفسي لأطفال التلفزيون عن باقي الحالات الممارسة العيادية.

ل. ب