ما يزال سكان حيي النخيل وبومعزة ببلدية باش جراح ينتظرون مصالح الدائرة الإدارية للحراش الإفراج عن نتائج الطعون التي قدموها منذ أكثر من 30 شهرا للجنة المكلفة بدراسة الطعون بالدائرة، عقب إقصائهم من الإستفادة من سكنات خلال عملية الترحيل التي شهدها حيهم.
ويؤكد المقصون الذين يفوق عددهم 100 عائلة أنهم عاشوا خلال سنتين ونصف كل أنواع المذلة والتشرد، كيف لا وقد أصبحوا بين ليلة وضحاها دون مأوى يتخذون من أحد المخازن المهجورة مكانا للعيش بعدما هدمت بيوتهم وأقصوا من الاستفادة من سكن يضمن لهم حياة كريمة بحجة استفادتهم مسبقا من شقق وإعانات، وهو ما نفاه السكان الذين قدموا لـ “الموعد اليومي” نسخا من شهادات السلبية التي تؤكد عدم امتلاكهم لشقة أو قطعة أرضية أو حتى حصولهم على مساعدة من الدولة لبناء سكن.
وأضاف السكان أن ما ضاعف من معاناتهم هو شطبهم من قوائم سكان بلدية باش جراح، حيث أضحوا عاجزين عن استخراج بطاقة التعريف الوطنية أو جواز السفر أو رخصة السياقة لأن مصالح البلدية قامت بشطب كل سكان حيي بومعزة والنخيل لأن الحيين لم يعد لهما وجود على تراب البلدية، وبالتالي فالعناوين التي كانت مدونة على الوثائق الرسمية لسكان الحيين تعتبر ملغاة، غير أن الطريف، يقول السكان المقصون – هو إتصال مصالح البلدية بهم مؤخرا ليس لتسوية وضعيتهم أو الرد على مطالبهم المتعلقة بالطعون وإنما لتسجيلهم في القوائم الإنتخابية وسط وعود بتسوية وضعيتهم بعد الإنتخابات، وهو ما رفضه السكان الذين تساءلوا كيف لمصالح البلدية أن تمنعهم من الحصول على شهادة الإقامة لأنهم لم يعودوا من سكان البلدية، في حين تقدم لهم تسهيلات كبيرة لتسجيلهم في القوائم الإنتخابية، الجواب سيكون عند والي العاصمة عبد القادر زوخ الذي وعدهم في أكثر من مناسبة بتسوية وضعيتهم، لكن تمر الأشهر والسنين دون أن تشهد قضيتهم أي انفراج.