باستثناء ما صنعه ذوو الاحتياجات الخاصة… سنة رياضية للنسيان

elmaouid

كان حصاد الرياضة الجزائرية العام المنقضي حصادا فاشلا بامتياز، حيث لم يفلح رياضيونا في جل الاختصاصات في فرض أنفسهم في المحافل الدولية الهامة، آخرها مونديال ألعاب القوى، حيث خرج ممثلونا صفر اليدين.

ومثلما جرت العادة تبقى رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة الوحيدة التي تركت بصمات واضحة خلال سنة 2017، بتحقيقها نتائج جيدة ومنحت الجزائر العديد من الميداليات بفضل رياضيين ورياضيات كان لهم الفضل في الإبقاء على سمعتهم على المستوى الدولي، أهمها الحصيلة الإيجابية للمشاركة الجزائرية في مونديال لندن، حيث تعد المرة الأولى التي تتقدم فيها الجزائر إلى المركز السابع من مجموع 95 بلدا مشاركا، عقب إحرازها 19 ميدالية، منها 9 ذهبية، 4 فضية و6 برونزية.

من جهته، حافظ المنتخب الوطني النسوي لكرة السلة على الكراسي، على تاجه الإفريقي بعد مشاركته في البطولة القارية التي جرت بجنوب إفريقيا، وعليه كسبت سيدات الجزائر ورقة المشاركة في مونديال هامبورغ بألمانيا من 16 إلى 26 أوت 2018، وسيكون دون شك فرصة للمنتخب الوطني للاحتكاك مع أقوى المنتخبات العالمية.

في المقابل تميزت سنة 2017 بفشل ذريع للمنتخب الوطني لكرة القدم على طول الخط، سيما عقب اخفاقه في التأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا، وكذا بانتخاب خير الدين زطشي رئيسا جديدا للاتحادية الجزائرية (فاف) خلفا لمحمد روراوة الذي قاد الهيئة الفيدرالية لعهدتين متتاليتين وثلاثة في المجموع.

بعد مرور ثلاث سنوات من تألق “الخضر” على ايقاع السامبا البرازيلية في مونديال 2014 بتوقيع تأهل تاريخي إلى الدور ثمن النهائي، سقط الفريق الوطني مجددا في غياهب الخيبات، إثر عجزه عن الصعود إلى نهائيات أكبر بطولة كروية في المعمورة. وتوقع عديد المتتبعين لشؤون المنتخب الوطني سيناريو انهيار كتيبة “محاربي الصحراء” التي تعاقب على قيادتها أربعة مدربين منذ انطلاق حملة التصفيات التأهيلية لكأس العالم شهر أكتوبر 2016.

فكانت البداية مع التقني الصربي ميلوفان رايفاتش الذي درب التشكيلة الوطنية في المباراة الأولى للتصفيات ضد الكاميرون بملعب البليدة (1-1)، قبل أن يدفعه “كوادر” المنتخب الوطني إلى بوابة الخروج، ليترك مكانه للمدرب “العجوز” جورج ليكنس العائد إلى قيادة العارضة الفنية “للخضر” بعد تجربة قصيرة سنة 2003.

وبدأ التقني البلجيكي مهمته بخسارة خارج الديار أمام المنتخب النيجيري (3-1) كشفت عن عدم قدرة “الأفناك” على مجاراة الوتيرة المرتفعة التي فرضتها “النسور الممتازة”، عقب تحليقها عاليا في سماء المجموعة الثانية برصيد ست نقاط حصدتها من الجولتين الأوليين.

وبعد أشهر قليلة، أقصي المنتخب الوطني بمرارة من الدور الأول للنسخة الـ31 لكأس أمم إفريقيا بالغابون بحصيلة مخيبة، تفاصيلها تعادل في الجولة الأولى أمام زيمبابوي (2-2)، ثم خسارة أمام تونس (1-2) وأخيرا تعادل جديد أمام السينغال (2-2).

الخروج المبكر لزملاء رياض محرز -أحسن لاعب إفريقي سنة 2016- خيب آمال عشاق الفريق الوطني، سيما و أن الجزائر كانت من أبرز المرشحين لنيل التاج القاري، الأمر الذي عجل برحيل البلجيكي ليكنس مثلما جاء دون نتائج طيبة تشفع له، ليتم تعويضه بالإسباني لوكاس ألكاراز.

 

بداية عهد زطشي واخفاقه في اختيار ألكاراز

وشهدت سنة 2017 تغييرات أخرى على مستوى هيئة “الفاف” بانتخاب خير الدين زطشي كرئيس لها بتاريخ 20 مارس خلفا لمحمد روراوة الذي عمّر في قيادة الاتحادية لمدة عهدتين متتاليتين من 2009 إلى 2017، إضافة إلى عهدته الأولى بين 2001

و2005.

وكانت المهمة الأولى لزطشي على رأس “الفاف” هي إيجاد ناخب جديد للفريق الوطني، حيث بعد شهر واحد من تسلم مهامه، استقدم الرجل الأول في “مبنى دالي ابراهيم” المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز المقال من تدريب فريق غرناطة الناشط في البطولة الإسبانية الأولى “ليغا”.

وتبين بعد مرور أشهر قليلة أن انتداب ألكاراز “البعيد” عن واقع الكرة الجزائرية والأجواء الإفريقية، خيار سيء اتخذه زطشي، حيث وصل الفريق الوطني بقيادته إلى الحضيض بإقصائه من سباق التأهل للمونديال إثر خسارة مزدوجة في ظرف ثلاثة أيام أمام زامبيا ذهابا (3-1) وإيابا (1-0).

وفي ظل الضغوط الكبيرة التي تعرض لها الرئيس الأسبق لنادي بارادو، لم يكن أمامه من حل سوى التضحية بالتقني الإسباني عقب هزيمة الجزائر بياوندي على يد الكاميرون (2-0) شهر أكتوبر الفارط.

من جانبه، أخفق المنتخب الجزائري للاعبين المحليين تحت إشراف ألكاراز في تشريف الراية الوطنية، إثر إقصائه من الصعود إلى نهائيات بطولة إفريقيا للفئة “شان-2018” على يد منتخب ليبيا، علما وأن الأخيرة تعاني من وضعية أمنية وسياسية مُتردية بالإضافة إلى بطولة محلية مضطربة تماما.

وخسر زملاء الحارس رحماني في لقاء الذهاب أمام نظرائهم الليبيين بمدينة قسنطينة (1-2) قبل أن يكتفوا بنتيجة التعادل (1-1) بمدينة صفاقس التونسية أين يستقبل المنافس.

وأمام ضرورة إعادة هيكلة بيت المنتخب الوطني الأول، اتجه خير الدين زطشي نحو القطيعة مع التجربة الأجنبية والعودة بعد سنوات طويلة إلى خيار المدرب المحلي، عبر تعيين اللاعب الدولي السابق رابح ماجر لقيادة العارضة الفنية “للخضر”، بمساعدة مزيان إيغيل وجمال مناد.

وانطلق الثلاثي الجزائري في مهمته بتحقيق التعادل في قسنطينة ضد نيجيريا

(1-1) في اختتام التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 (بعدها أعلنت الاتحادية الدولية “فيفا” فوز الجزائر على البساط 3-0 بسبب إشراك النيجيريين للاعب معاقب)، ثم سمح للتشكيلة الوطنية بتجديد العهد مع الانتصارات، وهذا ضد جمهورية إفريقيا الوسطى وديا (3-0).

ويبقى ماجر صاحب الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1987 مطالبا بتحقيق نتائج أحسن من سابقيه واسترجاع المجد الضائع لكتيبة “محاربي الصحراء” التي فقدت هيبتها على المستوى القاري، بالإضافة إلى تراجعها في جدول “الفيفا” إلى الصف الـ 58 عالميا والعاشر إفريقيا، حسب آخر ترتيب لشهر ديسمبر نشر الخميس.

وعلى جميع الفاعلين في كرة القدم الجزائرية خلال سنة 2018 السعي للخروج من “الأزمة المتعددة الجوانب”، كما وصفها المدير الفني الوطني للاتحادية رابح  سعدان، واتخاذ مستقبلا القرارات الصائبة لتجنب السقوط مجددا في مزيد من المتاهات، وذلك قبل عام ونصف عن موعد كأس إفريقيا للأمم 2019 بالكاميرون.